جلالة الملك يدعو إلى وضع خارطة طريق تنموية عربية ملزمة بأهدافها وآلياتها
الكويت 19-1-2009أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن مصداقية أي توجه اقتصادي واجتماعي وسياسي قومي،تقتضي وضع خارطة طريق تنموية عربية ملزمة،بأهدافها وآلياتها.
وشدد جلالة الملك،في الخطاب الموجه إلى القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية المنعقدة حاليا بالكويت تحت شعار" التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة "،على ضرورة تحقيق هذا الهدف ،"لاسيما أن بلداننا تتوفر على كل مقومات الاندماج،من أواصر روحية وحضارية وثقافية عريقة،وموقع جيواستراتيجي متميز،وموارد بشرية وطبيعية متكاملة،لم يتم استثمارها على الوجه الأ كمل".
واعتبر صاحب الجلالة أن "دقة الموقف،تتطلب تقوية قدرات الأمة،لبناء قوة اقتصادية قومية،باعتبارها أقوى دعامة للمواقف السياسية،وخير تجاوب مع تطلعات شعوبنا،لتأهيلها لكسب قضاياها العادلة".
وأوضح جلالة الملك أن قمة الكويت،التي تنعقد في ظرفية مالية دولية عصيبة،وغير مسبوقة،مشحونة بأزمة غذائية،وبالتداعيات الحادة للعولمة الشرسة على النمو الاقتصادي،"تسائل الأمة العربية عن مدى قدرتها على تجسيد إرادتها،في جعل التنمية قاطرة حقيقية،لوحدة وتقدم الوطن العربي،وتعزيز حضوره الدولي".
وفي هذا السياق،يضيف جلالة الملك،فإن تفعيل خطة تنموية،وتكامل اقتصادي قومي مشترك،يعد بمثابة التحدي المصيري العربي الأول،مثيرا الانتباه إلى أن "العالم العربي يشهد هيمنة التنظير،على حساب العمل الملموس ،حتى إن الوحدة تكاد أن تتحول،في غياب استراتيجية عملية،إلى مجرد شعار أو سراب".
وتابع جلالة الملك أن تمكين الإنسان العربي من كل شروط العيش الحر الكريم،"لن يتأتى إلا بالتوظيف العقلاني لإمكاناتنا المادية،والاستثمار الأمثل في مجال ثروتنا الأساسية،المتمثلة في مواردنا البشرية،والمواطن المؤهل"،مذكرا بإطلاق جلالته،من منطلق الاقتناع بهذا التوجه،المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأشار صاحب الجلالة،في هذا السياق،إلى أن المملكة حققت بفضل هذه المبادرة المغربية المقدامة،التي تضع الإنسان في صلب عملية التنمية،نتائج مشجعة،مكنت من تقليص مظاهر الفقر،والتهميش والإعاقة،وكذا من إشراك المواطنين،وهيآت المجتمع المدني،والقطاعين العام والخاص،في برامجها وأوراشها المضبوطة تخطيطا،وإنجازا،ومتابعة.
كما دعا صاحب الجلالة إلى وضع خطة زراعية عربية،مدعومة باستراتيجية مائية،في أفق تحقيق الاكتفاء الذاتي،الذي يتوفر الوطن العربي على كل عناصره،مبرزا ،من جهة أخرى،أن تنمية الأقطار العربية لن تتحقق،إلا بإصلاح وتحديث أنظمة التعليم والتكوين،وتحرير الإنسان العربي من براثن الجهل والأمية،ومن نزوعات الانغلاق والتواكل والتعصب،وكذا العمل على نشر الفكر العقلاني المتنور،وبناء مجتمع المعرفة والاتصال.
وأكد جلالة الملك أن المغرب تحدوه الإرادة والثقة،في بناء فضاء اقتصادي عربي مشترك،موضحا أنه لا سبيل إلى ذلك،إلا باعتماد أربع دعائم أساسية،في طليعتها،توفير مناخ عربي مطبوع بالتعاون والتضامن،وتجاوز نزوعات التجزئة،وحل الخلافات المفتعلة،ونبذ السياسات الاقتصادية القطرية المنغلقة على نفسها وعلى محيطها،وكذا الأخذ بالنهج الحتمي لبناء تجمعات جهوية مندمجة.