الانتماء الجغرافي للطلبة والاندماج الجامعي الحي الجامعي بمراكش نمودجا - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر أخبار ومستجدات التعليم العالي هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمستجدات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من جامعات وكليات ومعاهد ومدارس عليا

أدوات الموضوع

nawal_you11
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 2 - 11 - 2008
السكن: guelmim
المشاركات: 5
معدل تقييم المستوى: 0
nawal_you11 في البداية
nawal_you11 غير متواجد حالياً
نشاط [ nawal_you11 ]
قوة السمعة:0
قديم 06-12-2008, 19:41 المشاركة 1   
جديد الانتماء الجغرافي للطلبة والاندماج الجامعي الحي الجامعي بمراكش نمودجا

Ø (1)- محمد كسوس، رهانات الفكر تقديم عام:
»إن النظام التعليمي في كل بلد، حسب علم الإجتماع يكتسي أهمية قصوى بالنسبة لقدرة أي نظام سياسي و اقتصادي و اجتماعي على الاستمرار في الوجود و الحفاظ على قيمه و فعاليته و إعادة إنتاجها عبر تعاقب الأجيال.

فعادة هناك ارتباط مثين بين مصير أي نظام مجتمعي ككل ، و بين النظام التعليمي الموجود (...) يلعب النظام التعليمي دورا حاسما ، فالمدرسة باعتبارها بنية منظمة تلعب أدوارا كبرى من حيث تكوين الأجيال الصاعدة« (1)

وفي إطار حديثنا عن المجتمع المغربي تحديدا نجد أن بول باسكون عمل على إبراز الخصوصية العامة المؤطرة للنسق الداخلي و الخارجي للمجتمع المغربي باعتباره مجتمعا لامنسجما، تطغى عليه التعددية إذ أنه مجتمع مركب .

من هدين المنطلقين اللذان يبرزان أن المجتمع المغربي مجتمع مركب، وأيضا مدى الارتباط بين المسألة التعليمية، و مصير المجتمع ككل.

من هدا المنطلق و بشكل أكثر تحديدا نجد أن الجامعة المغربية كمؤسسة للتعليم العالي تعرف تباينا و تركيبا فنجد طلبة من مختلف الشرائح الاجتماعية، و من مختلف الانتماءات الجغرافية ، هدا دون إغفال تعدد المسالك و الشعب.

و من خلال تناولنا في بحثنا المتواضع هدا للجانب الخاص باختلاف الانتماءات الجغرافية و مدى تأثيرها على العلاقات الطلابية فقد كان الطالب و تحديدا فكره و توجهاته هي العامل المؤطر لهدا العمل، و قد ارتأينا إلى إختيار كلية القاضي عياض و بشكل أكثر تدقيقا جعلنا الحي الجامعي كفضاء مجالا و موضعا خصبا للدراسة و التحليل .

من هنا طرحنا سؤالنا المركزي المتجلي في مدى تأثير اختلاف الانتماء الجغرافي على العلاقات الطلابية.






السوسيولوجي بالمغرب، الطبعة الأولى، مطبعة دار المناهل، الرباط 2003 ، ص 85،84 .


من خلال دراسة بيير بورديو الورثة"les héritiers "1964 المشتركة بينه وبين جون كلود باسخون و هي أول دراسة حول المجتمع الطلابي، إذ يعد هذا الكتاب مسايرة جادة للتغيرات التي يشهدها المجتمع الفرنسي آنذاك، إذ تطرق إلي مجمل التمايزات الطبقية داخل المجتمع الفرنسي، وما الجامعة إلا صورة تعكس ما يطبع العالم الإجتماعي من هيمنة الطبقة البورجوازية على وسائل الإنتاج، وهنا عمل بورديو على إعطاء تحليل نقدي للمدرسة على أنها ميكانيزمات لاستمرارية ترسيخ اللامساواة ،وهنا نسجل اللامبالات للامساواةindifférence au différences ،ذلك انها ترجع اللامساواة لمجموعة من الفوارق الطبيعية و المتمثلة في الهبة وكذا الجدارة .
هده العملية التي تمر عن طريق الإرث الثقافي، فيتم بهذا تبني ثقافة الطبقة المسيطرة و تحويلها لثقافة عامة، فخلاصة الكتاب هو الإرتباط الجدلي بين الإنتماء الإجتماعي، المسار الدراسي و المسار المهني ،هذه المعطيات التي إحتواها كتاب les héritiers تطلبت تحليلا تمظهر من خلال كتاب إعادة الإنتاج la reproduction 1970 الذي طور و حلل فيه الباحثان مفهوم العنف الرمزي، هدا العنف الممارس من خلال مجموعة من الأفكار و تقديمها على أنها شرعية، فتصبح بدلك ثقافة عامة .
هذا و قد قدم كالون نقدا لكتاب الورثة من خلال كتابه الشباب ، متسائلا : إذا كان بورديو و باسخون قد فسرا الوسط الطلابي إنطلاقا من الإنتماء الإجتماعي، فما الذي جعل شريحة الطبقة البورجوازية تثور سنة 1968 ، و قد قدم إجابة على أن كتاب الورثة يجب أن يحدد في سياق التاريخي.
وفي هذا الإطار يمكن القول بأن دراسة كل من بيير بورديو و جون كلود باسخون يمكن أن تغني مشروع بحثنا، و في هذا الصدد تطرح إشكالية إلى أي حد يمكن أن تنطبق هده الدراسة على موضوع بحثنا هدا ، وذلك دائما ضمن خصوصياتها التاريخية و المكانية ، فهنا مقاربة بيير بورديو و باسخون قربتنا من مجموعة من الخصوصيات التي تتجلى في إستمرارية ترسيخ اللامساواة و كذا تفسير الوسط الطلابي إنطلاقا من الإنتماء الإجتماعي.
إضافة إلى هذا نجد ريمون بودون من خلال كتابه
L’inégalité des chances, la mobilité sociale dans les société industrielles
تطرق إلى أن الإنسجام الذي كان قائما بين الجامعة و النظام الإجتماعي قد تحطم بواسطة تضاعف عدد الطلبة و بواسطة التغير السريع الذي طرأ على المكون الإجتماعي للجامعة.
و يرى فرانسوا ديبي أن الطلبة يتحددون من خلال العلاقة التي يشكلونها من خلال دراستهم ، إذ داخل هذه الأخيرة يجب تحديد أسس الهوية الطلابية و مسار تجربة الطالب داخل الجامعة ، إذ على خلاف العديد من الباحثين فهو لايرى أن الطلبة يتحددون بأصلهم الإجتماعي و لا بما تخوله الجامعة لهم من فرص للشغل، و بالتالي فالطرح المقدم من طرف فرونسوا ديبي يركز على ثلاث ميكانيزمات و هي:
- الإندماج الطلابي
- الموهبة الفردية للطالب
- المشروع الذي يطمح الطالب تحقيقه :
هذه المقاربة التي تصب في نفس الإتجاه الذي يسلكه مشروع بحثنا هذا، فمن خلال تناول فرونسوا ديبي لمسألة الإندماج الطلابي كمفهوم أساسي للموضوع الذي نحن بصدده، سنقوم بنوع من التحليل و التفكيك لمختلف العناصر، لنخلص في الأخير إلى بعض الخلاصات التي من شأنها أن توجه مشروع بحثنا هذا، هذا و سنربط الإنتماء الجغرافي من خلال مشروع البحث الذي نحن بصدده، بمفهوم الإندماج الجامعي.
































v الفصل الأول:
Ø التعريف الإجرائي للمفاهيم:
تعد هده المرحلة من بين المراحل الأساسية، إذ أن تحديد المفاهيم بمثابة الشكل الموجه لمشروع البحث و هو المؤطر و المحدد لكل ما يراد قوله و دلك في إطار نسق لمفاهيم محددة بشكل دقيق .
*الإنتماء الجغرافي :
مفهوم يعني بشكل عام الإستقرار برقعة أو بوسط إجتماعي معين ، وهو ما يكسب الفرد و يجعله يستدخل مجموعة من القيم و العادات التي تميزه عن باقي أفراد المجتمع ، هذا ونلاحظ أن تنشئته الإجتماعية تختلف بنسب متفاوتة باختلاف الأوساط الإجتماعية .
و بشكل أكثر تدقيقا يمكن القول أن الإنتماء الجغرافي للطلبة نقصد به ذلك الإنتماء و الإسقرار بمدينة أو قرية معينة، هذا الإستقرار الذي بشكل مباشر أو غير مباشر له تأثير على ثقافة الطالب، هذه الثقافة و الحمولة القيمة التي لا يمكنه الإنسلاخ عنها أو تجاوزها، فهو يعبر و يسلك وفق ثقافته، قيمه و تقاليد بلده، إذ أن سلوكا ته على العموم توضح بشكل أو بآخر ثقافته الخاصة به و تعبر عن إنتمائه الجغرافي .
*الإندماج الجامعي :
مفهوم الإندماج الإجتماعي بشكل أعم يعني إلى حد ما التكيف الإجتماعي adaptation sociale والتفاعل الإجتماعي interaction sociale ، وهو يعبر عن تبادل الفعل بين الأفراد و الجماعات ، وأيضا عندما يغير سلوك الفرد كي ينسجم مع غيره من الأفراد، خاصة باتباع التقاليد و الخضوع للإلتزامات الإجتماعية ، بمعنى أن يغير الفرد من إتجاهاته و عاداته ليوائم الجماعة ، وذلك بشكل مقبول إجتماعيا و شخصيا.

و الإندماج الجامعي بشكل أكثر تحديدا يعني خلق علاقات طلابية يسودها نوع من الإنسجام و التوافق و محاولة التخلي عن بعض العادات التي من الممكن تركها في إطار جو يسوده التعاون وتوحد الأهداف و المقاصد التي جاء من أجلها الطالب و التحصيل و طلب العلم.
و الإندماج والتوافق الذي نحن بصدده هنا هو خلق إنسجام وتوافق بين الطلبة من مختلف الانتماءات الجغرافية .

*الصراع conflit:
الصراع هو نتيجة التفاعل المتبادل بين العوامل التي تعمل إما لإيجاد التوافق أو عدم التوافق، إنها عوامل طبيعية في حياة الإنسان ، ولاتكون شاذة إلا في الحالات الملحة أو التي يكون فيها عدم التوافق متطرفا .
وتستند نظرية الصراع إلى أربع مقدمات منطقية تعين بدورها في التعريف أيضا بفحوى النظرية و هده المقدمات هي على التوالي:
1: أن الصراع يمكن أن يكون طريقا نافعا لإكراه المشاكل على أن تكون على الدوام نصب أعين من هم في مراكز التوحيد و السلطة، المؤهلين بحكم ذلك لحلها أو تسويتها على النحو الأنسب .
2:أن التغيير و اللاتوازن هما أمران لايمكن تجنبهما أو التهرب منهما.
3:أن الأسباب المؤدية إلى المشاكل الإجتماعية و السياسية (كالمعاهد التعليمية والأسرة و المجالس التشريعية)
4:ان التغيير الذي يطرأ على سلوك هده المؤسسات سوف ينتهي تبعا لذلك بحل هده المشاكل الإجتماعية و السياسية تباعا .
و بإيجاز شديد يمكن القول أن نظرية الصراع تبدأ بالفكرة التي تذهب إلى أن المؤسسات الإجتماعية ليست محاطة بالمشاكل بقدر ما هي –في الواقع- تعد منبع لهده المشاكل ذاتها .
و الحق أن نظرية الصراع تشكل بذاتها اتجاها جذريا إلى مفهوم التحليل الإجتماعي و السياسي ، فهي توصي بوضع موضوع التغيير الإجتماعي على رأس جدول أعمال المهام، و المسائل العامة و ترى أن العادات و التقاليد و الممارسات-بدلا من أن تكون مفيدة و نافعة بالنسبة لمجتمع منظم – قد تسهم في خلق المشاكل و المعضلات المعقدة له ، و من ثم تتطلب نظرية الصراع منا أن ننظر بعين النقد إلى المؤسسات و النظم التي تواجهنا كل يوم ، كما أنها ترى أننا في حاجة على إعادة إختبار مقدمة منطقية ، تقوم على الفهم الإجتماعي الذي كان – في كل مكان و موقع – جزءا لايتجزأ من تلك النظرة العقلانية التي برزت مند أن أرسى سجموند فرويد أسس دلك الرأي الذي ينادي بوجود عنصر التناقض المأساوي في صحائف ووقائع التاريخ البشري .
إن هدا التناقض المأساوي على حد قول هدا العالم السيكولوجي إنما يكمن في أضواء تلك الحقيقة التي تقول بأن كل مجتمع مركب أو معقد يتطلب بالضرورة كبت أو قهر الحياة الغريزية فيه.
Ø إشكالية البحث:

يمكن اعتبار الإشكالية حلقة تتمفصل عندها كل من عملية القطيعة و عملية البناء ، وقد توصلنا إلى إشكالية بحثنا المتواضع هذا من خلال مجموعة من المقابلات الإستطلاعية المتمثلة في 20 مقابلة مع مجموعة من الطلبة و الطالبات من مخثلف الإنتماءات الجغرافية و أيضا القاطنين بمختلف الفضاءات، فقد إخترنا كعينة ثلاث فضاءات :- الحي الجامعي كفضاء يضم شريحة الطلبة الدين يقطنون دون انتقاء هذا بالإضافة إلى أننا إعتمدنا كذلك طلبة دار الطالب كمحيط يستقطب طلبة على عكس الحي الجامعي فهو فضاء يعرف عدة معايير وشروط للإنتقاء، إذ لا يلج دار الطالب إلا من حصل على الميزة، وكفضاء ثالث و أخير إعتمدنا الملحق الجامعي الذي يستقطب و يأوي طالبات فقط، أي على خلاف الحي الجامعي و دار الطالب اللذان يأويان الطلبة و الطالبات على حد سواء ولعل أهم ما توصلنا إليه وجود صراعات بشكل ملحوظ داخل الحي الجامعي ، صراع يخص الانتماءات الجغرافية، هذا النوع من الصراعات و الذي يطبع الحي الجامعي لا نجد له نظيرا إلا في دار الطالب ولا في الملحق الجامعي، إذ أن الصراعات في هذه الفضاءات مقتصرة على خلافات بسيطة بخصوص التنظيف و الطبخ...
إن هذه الصراعات بالحي الجامعي تزداد وثيرتها و حدتها – و دائما استنادا على المقابلات الاستطلاعية – بتضرر طالب مثلا إذ أن الطلبة الآخرين من نفس إنتمائه الجغرافي يتكتلون معه.
وهنا توصلنا إلى أن هذه المسألة مطروحة بحدة لدى الطلبة الصحراويين و الأمازيغ وكذلك طلبة منطقة قلعة السراغنة هدا دون إغفال طلبة زاكورة. وعلى هذا الأساس فالملحق الجامعي وكذا دار الطالب تعرف هدوءا و سكينة وقد اكدت مجموعة من المقابلات الإستطلاعية على أن الأسباب راجعة بالأساس إلى قلة الطلبة بالحجرة الواحدة (شخصين على الأكثر ) على عكس ما نجده في الحي الجامعي ( ست طلبة )، هذا بالإضافة إلى تأكيد العديد من الطلبة سواء من دار الطالب أو طلبة الملحق الجامعي أن عامل الوقت له دور مهم، إذ لا يجدون في بعض الأحيان الوقت حتى لتناول طعامهم،فبالأحرى الجلوس و الحديث و النقاشات التي قد تجر إلى ما لا يحمد عقباه، هذا العامل المرتبط بالأساس بالتخصص .
من خلال كل هذا فقد تم التوصل إلى إشكالية محورية متمثلة في كيفية اكتشاف العلاقة الخفية بين طبيعة الفضاء و بين الصراعات التي تطبع العلاقات الطلابية.
Ø أهمية البحث و دواعيه:

إن اختيارنا لهذا الموضوع لم يكن من قبيل الصدفة، أو نتيجة لتخمينات عابرة،بل بعد تمحيص و تريت كبيرين ،وذلك لغياب دراسات في هذا الصدد إذ على هدا الأساس لجأنا لمقابلات إستطلاعية لتتضح الرؤيا.
و تجدر الإشارة إلى أن الإنتماء الجغرافي للطلبة كموضوع للدراسة و البحث له أهمية بالغة ، و ذلك أولا لما تطرق له مجموعة من الباحثين نظرا لأهميته و كدا المكانة التي يشغلها قطاع التعليم ومدى تأثيره وانعكاسه على المجتمع ككل ، و ثانيا يمكن اعتبار الإنتماء الجغرافي للطلبة و الإندماج الجامعي موضوع الساعة ، هذا إضافة إلى كوني طالبة أنتمي لشريحة الطلبة أعاين و أعايش مجموعة من الظواهر الإجتماعية التي – من خلال استبعادنا للأفكار المسبقة – سنقوم بتحليلها و دراستها وفق معايير تحترم العلمية و الموضوعية.
إن الهدف من بحتنا هذا هو كشف ما وراء الستار، أي كشف خبايا الظاهرة خصوصا بعد ملاحظتنا مؤخرا لتنامي و تفاقم نسبة شيوع ظاهرة النزاعات و الصراعات التي تطبع الوسط الطلابي، و بشكل أكثر دقة نقصد فضاء الحي الجامعي كفضاء يستقطب العديد من الطلبة من مختلف المدن و مختلف الانتماءات الجغرافية.











Ø فرضيات البحث:

من خلال المراحل و الأشواط التي مررنا بها من خلال بحثنا هذا، توصلنا إلى فرضية عامة وفرضيات أخرى إجرائية سيتم اختبار صحتها عن طريق التجريب، والذي اعتمدنا من خلاله الإستمارة كتقنية .

وفرضيات بحثنا هي كالتالي:

- الفرضية العامة :
الإنسجام و التعاون يكونان أكثر بين طلبة من نفس الإنتماء الجغرافي .

- فرضية إجرائية(1):

إختلاف الثقافات المغربية و التركيبة المعقدة للمجتمع مسهمة بشكل أو بآخر في النزاعات .

- فرضية إجرائية (2):

فضاء الحي الجامعي مساهم بشكل كبير في خلق نزاعات و ذلك من خلال كثرة الطلبة بالغرفة الواحدة ، غياب معايير الإنتقاء و كدا عامل الوقت المرتبط أيضا بالتخصص المدروس.

















Ø تقنية الدراسة و عينة البحث:
لاختبار صدق الفرضيات و مدى تعبيرها عن الأوضاع و العلاقات الطلابية فقد اخترنا الإستمارة كأداة و تقنية للدراسة.
وقد وقع إختيارنا كعينة على الطلبة الدين يقطنون بالحي الجامعي كوسط معقد و مركب يعرف تعددا و انتماءات جغرافية مختلفة و متنوعة، هذا الإختيار الذي لم يكن من قبيل الصدفة فقد كان كحصيلة و نتيجة للمقابلات الإستطلاعية التي مهدت لنا الطريق ووضحت لنا الرؤيا، فكما قلنا سابقا فالحي الجامعي كفضاء مركب و معقد يعرف مجموعة من الصراعات التي يعود معظم أسبابها إلى خلافات بخصوص الإنتماءات الجغرافية، هذا على خلاف ما توصلنا إليه من خلال فضاءات أخرى كالملحق الجامعي الذي يقطنه الطالبات فقط، بالإضافة إلى دار الطالب كفضاء يعرف مجموعة من الإنتقاءات فالميزة شرط أساسي لولوج فضاء دار الطالب.
وقد حددنا 60 طالب كعينة ممثلة إلى حد ما – في ظل مجموعة من الإكراهات – 30 منهم ذكور و 30 إناثا و قد ثم تقسيمها كالتالي:



-
30 طالب قاطن بالحي الجامعي

10 طلبة ينتمون إلى قلعة السراغنة.
- 10 طلبة أمازيغ ( أكادير، تزنيت ، آيت أورير،بني ملال....).
- 10 طلبة من مختلف الانتماءات.(آسفي، الجديدة...).

-
30 طالبة قاطنة بالحي الجامعي

10 طالبات من قلعة السراغنة.
- 10 طالبات أمازيغيات.
- 10 طالبات من مختلف الإنتماءات الجغرافية( آسفي،الصويرة، الجديدة...).


































v الفصل الثاني:
[IMG]file:///D:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] تحليل نتائج الدراسة:

Ø المحور الأول: البطاقة الخاصة بالطلبة:

يمكن القول بأن البطاقة الخاصة بالطلبة يمكن إعتبارها محدد من خلالها تتبلور مجموعة من المتغيرات التي تساهم بشكل أو بآخر في تفسير النتائج المحصل عليها، هذا و يمكن القول بأن طبيعة البحث هي التي تبرز مدى أهمية هذه المتغيرات، فإلى أي حد يبرز تأثير هذه المتغيرات على مشروع بحثنا هذا؟

السن و الفصل المدروس كمتغيرات
التكرار/النسب

محاور الإستمارة
التكرار
النسب المئوية%
I. السن
1- من 19-21
30
50%
2- من 22-24
24
40%
3- من 25-27
6
10%
II. الفصل :
1- الفصل 1-2
2
5,71%
2- الفصل 3-4
13
37,14%
3- الفصل 5-6
20
57,14%

كملاحظة أولية نجد بأن العينة المعتمدة كان أغلب من ملأ الإستمارة هم طلبة تتراوح أعمارهم بين 19 سنة و 24 سنة، و هدا سيؤثر بشكل أو بآخر على إجابات الطلبة، إذ أن هذه الفترة العمرية للطالب تعبر عن نضج و تجربة لابأسبهما ، هذا له إرتباط وثيق بالفصل الذي يدرس به الطالب إذ نسجل نسبة 57,17% وهم طلبة الفصل الخامس و السادس، بينما طلبة الفصل الثالث و الرابع فيمثلون 37,14% ، و هذا أيضا سيكون له دور أساسي على إثره تنبني إجابات دون أخرى ، لأنه وكما نرى فإجابات طلبة الفصل الأول ليست هي إجابات طلبة الفصل الرابع أو السادس.



الشعبة المدروسة كمتغير :

الشعبة
التكرار
النسبة الئوية%
1- حقوق
29
48,33%
2- علوم إقتصادية
7
11,66%
3- الفلسفة و علم الإجتماع
2
33,33%
4- أدب عربي
2
33,33%
5- أدب إنجليزي
7
11,66%
6- أدب فرنسي
4
6,66%
7- تاريخ و جغرافيا
8
13,33%
8- الدراسات الإسلامية
1
1,66%

نلاحظ بأن نسبة مهمة قد تصل إلى 48,33% و هم طلبة يدرسون القانون، و بالتالي فاختياراتهم للأجوبة ستكون وفق طموحاتهم كطلبة حقوق، أي ما توفره لهم شعبتهم من آفاق للتكوين وكذا الشغل.
.
من خلال الجدول التالي سنحاول دراسة تأثير الإنتماءات الجغرافية مثلا على المحور الأول أي بالنسبة لأسباب الإختيار الجامعي :
تأثير الإنتماء الجغرافي على الإختيار الجامعي



المحاور
الطلبة حسب الإنتماء
ميول واقتناع داتي
إكتساب تقافة جديدة و تنمية المعارف
إكتساب تجربة داتية
الآخر منفد
الطلبة الأمازيغ
التكرار
النسب المئوية
التكرار
النسب المئوية
التكرار
النسب المئوية
التكرار
النسب المئوية
3
14,28%
6
28,57%
2
9,52%
10
47,61%
طلبة قلعة السراغنة
6
30%
4
20%
4
20%
6
30%
إنتماءات أخرى
2
10%
6
30%
3
15%
9
45%

وهذا يوضح جليا أن نسبة اختيار الجامعة كآخر منفذ يلجأ إليه الطلبة سجل بنسبة دون اختلاف بين الطلبة، سوى بعض الإختلافات الطفيفة،حيث أن أعلى نسبة في هذا الإختيار سجلت لدى الطلبة الأمازيغ بنسبة 47,61% يتلوها طلبة من مختلف الإنتماءات ( الجديدة، آسفي، الصويرة...)، بنسبة 45%، ثم أخيرا طلبة قلعة السراغنة بنسبة 30%.
هذا ونجد بأن أعلى نسبة سجلت في إطار المستوى الدراسي للآباء،نجد بدون مستوى، بينما نجد ارتفاعا بالنسبة للطلبة الدين لم يجيبوا، وهذا يمكن إرجاعه بالضرورة إلى جعل البعض إن لم نقل بان أغلب الطلبة يتركون المكان فارغا دون ملئه، و هذا نسجله ليس فقط بالنسبة للمستوى الدراسي للآباء، بل نجده أيضا في المحور الخاص بمهنة الآباء، حيث أن نسبة اللذين لم يجيبوا عن مهنة الأب 28,33% ، بينما نجد أن نسبة الدين لم يجيبوا عن مهنة الأم هم 50% .
وفي هذا الإطار كملاحظة نجد أن أعلى نسبة سجلت فيما يخص مهنة الأب هي: مهنة فلاح، بنسبة13,33% ،بينما أعلى نسبة سجلت بالنسبة لمهنة الأم هي ربة بيت، وهدا إن دل على شئ فإنما يدل على تدني المستوى الثقافي للآباء الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر على تربية الأبناء و نشأتهم و على اكتسابهم لثقافة مساهمة بدرجة كبيرة في تكريس الإختلاف و كذا الإعتزاز و المجيء إلى عالم آخر و هو عالم ثقافي طلابي محض، و مع ذلك نسجلقبلية و اعتزاز، بالإنتماء للبلد الأصل إذ نلاحظ هنا أن الطالب يأتي بحمولة فكرية ثقافية مساهمة إلى حد كبير في تكريس الإختلاف، هنا لا نقصد الإختلاف البناء، بل الإختلاف الذي تتلوه نتائج سلبية، و بالتالي نشوب و قيام صراعات و نزاعات في هذا الصدد.




















Ø المحور الثاني: أسباب الإختيار الجامعي
الجامعة فضاء يستقطب العديد من الطلبة باختلاف رؤاهم و توجهاتهم و تصوراتهم لهذا الفضاء، هذا دون إغفال نقطة أساسية و هي إختلاف أساليب اختيارهم للجامعة دون غيرها.
وفي إطار حديثنا عن أسباب اختيار الطالب الجامعة كفضاء أولا لطلب العلم واكتساب المعرفة، نجد أن هناك نسبة 15% كانت دوافع اختيارها لهذا الفضاء اكتساب تجربة ذاتية، هدا ونجد 18% تقريبا اختاروا الجامعة عن ميول و اقتناع ذاتي دون إغفال النسبة الهامة المسجلة ب26,66% و التي تخص الطلبة الدين كانت دوافعهم اكتساب ثقافة جديدة و تنمية المعارف، فهذا إن دل على شئ فإنما يدل على إعلان الطالب الصريح عن كون مجيئه لهدا الفضاء لم يكن عن عبث، بل الرغبة في العمل الجاد و التحصيل.
هذا و تجدر الإشارة في هذا المحور أن قرابة 41% من الطلبة صرحوا من خلال نتائج الإستمارة أن اختيارهم للجامعة كان كآخر منفذ و آخر حل، أي بعدما أقفلت في وجوههم العديد من الأبواب: سواء معاهد، وذلك لضرورة الإنتقاء لولوجها، وكذا أبواب الشغل، وذلك ناتج عن الأوضاع الراهن أي كثرة الشواهد و قلة فرص التشغيل، و هذا عكس ما يسجل من خلال" بيير بورديو" كما رأينا سابقا، حيث توصل إلى نتيجة أساسية وهي قلة الشواهد ، ووجود فرص العمل مقارنة بالوضعية الآنية.
وعموما فولوج الجامعة كآخر منفذ له علاقة بما هو سوسيو-اقتصادي أكثر مما يربط هو ثقافي و اقتناع و ميول ذاتيين، وهنا كملاحضة أساسية نجد أنه رغم حضور العامل الإقتصادي في الإختيار، إلا أن هذا لا يمنع من رغبة الطالب الجادة في التحصيل و المعرفة.
وهذا ما تأكد أيضا بتصور الطلبة للفضاء الجامعي، إذ سجلنا هنا نسبة 60% أكدوا أن الجامعة بالنسبة إليهم فضاء للدراسة و التكوين وأيضا الإلمام بثقافات جديدة،هذا دون إغفال نسبة مهمة متراوحة بين16% و 18% من الطلبة الدين اعتبروا أن الجامعة كفضاء للإندماج والتعارف ، وكذلك اكتساب أكبر عدد من الأصدقاء،و كتأكيد لما قلناه قبلا و المتجلي في تأثير ما هو اقتصادي تمظهر من خلال تصريح قرابة 10% من الطلبة بأن الجامعة مجرد فضاء للتسلية و مضيعة الوقت هذا مايوضح جليا تأثير ما هو اقتصادي، فمن خلال ما يلاحضه من مظاهر البطالة و العاطلين حاملي الشواهد العليا، إذ أصبح يقول بأن الجامعة مجال للتسلية، أي حتى وإن حصل على شهادة، هذا لن يؤهله لواوج سوق الشغل.
و بانتقالنا للمحور الثالث، أي مدى مساهمة الجامعة في الإندماج بين الطلبة، فعموما نجد نسبة الذين سجلوا بأن مساهمتها فعالة هم 28,33% ، و نفس النسبة مسجلة بالنسبة للإختيار أن مساهمتها قليلة، وعموما نرى بغض النظر عن أن مساهمتها قليلة أو كبيرة، فالمهم و الأهم أنها تساهم، وهكذا أيضا ما تأكد لنا من خلال المقابلات الإستطلاعية التي اجريناها سابقا.
هذه المساهمة نجد أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالإنتماء للشعبة (26,66% ) و أكثر من ارتباطها بالإنتماء الجغرافي لنفس المنطقة ( 18,33% ).
وقد توصلنا من خلال المحور الرابع على أن الفترة التي يصبح فيها الإحتكاك و الإنسجام بين الطلبة من مختلف الإنتماءات أكثر من خلال السنة الثانية، حيث يثم تسجيل 40% من الطلبة الذين أعطوا هذا الإحتمال، باعتبار أن السنة الاولى تكون للتعارف، ومحاولة الإندماج سواء في الجامعة كفضاء جديد بالنسبة للطالب، أو الشعبة، وأيضا محاولة التكيف لنسبة مهمة من الطلبة الدين إنتقلوا من مقر سكناهم وسط الأسرة، للإستقرار بعيدا عنهم في جو طلابي يدعو بعموميته على تحمل المسؤولية.
و بانتقالنا للمحور الخامس نسجل مساهمة الجامعة سواء في إندماج الطلبة عموما (40% ) ، وبتركيز على الطلبة بمختلف الإنتماءات الجغرافية نجد نسبة مهمة جدا تصل إلى (31,66% ) تقريبا أكدوا مظاهر الإنسجام بين مختلف الطلبة رغم انتماءاتهم الجغرافية المختلفة والمتعددة ، هذا و نجد نسبة قليلة أشارت إلى أن الجامعة مساهمة في التنافر بين الطلبة ، وهذا يمكن رده إلى وجود بعض الحزازات التي يمكن إدخالها في خانة صعوبة وكدا محاولة التأقلم والإندماج.
و عموما وما يمكن الإشارة إليه هو أنه بهذا ثم نفي أحد فرضياتنا المتمثلة في" الانسجام و التعاون ربما يكونان أكثر بين طلبة من نفس الانتماء الجغرافي"فكما رأينا الفرضية يجب اختبارها بالتجريب، ومن خلال تقنية بحثنا المتواضع هدا تأكد العكس، فقد توصلنا إلى أن الإنسجام والتعاون سائد بين جميع الطلبة من مختلف الإنتماءات الجغرافية.






v المحور الثالث: العمل الجامعي.
هناك إرتباط وثيق بين العمل الجامعي و الإندماج بين الطلبة، فعلى هدا الأساس يتحدد مدى الإنسجام بينهم ، و من خلال الأعمال التي يقومون بها يتضح مدى و حدود العلاقات الطلابية.

حدود وأبعاد العلاقات الطلابية
العلاقة التي تجمع الطلبة من نفس الشعبة
التكرار
النسب المئوية%
1- الإندماج مع جميع الطلبة
17
27,41%
2- الإقتصار على طلبة نفس الإنتماء الجغرافي
9
14,51%
3- العزلة و الإنفراد عن جميع الطلبة
2
3,23%
4-علاقة زمالة في إطار الدروس
34
54,83%

عبرت معظم الإستمارات على أن العلاقة التي تجمع الطلبة من نفس الشعبة هي زمالة في إطار الدروس، أي أن ما يجمع الطلبة هي تلك العلاقة التي تسود المجتمع الطلابي، حيث سجلت نسبة مهمة في هدا الصدد أي ما يعادل 54,83%، يليها الإندماج مع جميع الطلبة كاختيار يسجل بدوره نسبة مهمة تبلغ حوالي 27,41%.
هذا ويتم الإشتغال في إطار عروض ليس بناءا على تفضيل الإشتغال مع طلبة من نفس الإنتماء الجغرافي، بل الإشتغال مع طلبة مجدين، فقد سجل هدا الإختيار ما يعادل 43,24%، يليه الإشتغال مع طلبة من مختلف الإنتماءات، ثم هناك نسبة مهمة من الطلبة الدين يفضلون المراجعة بمفردهم و هم 24,33% و كآخر نسبة سجلت 13,51% كاختيار للإشتغال مع طلبة من نفس الإنتماء الجغرافي.
و الملاحظ بالنسبة لمراجعة المواد التكميلية ( مواد أجنبية مثلا ) يكون مع طلبة من شعب أخرى و ذلك لإلمامهم بهده المواد ، مع تقارب نسبي بالنسبة للمراجعة مع طلبة من نفس الشعبة، و ذلك يمكن تفسيره و رده بالأساس إلى مدى الإنسجام و الإندماج بين الطلبة، هذا وفي نفس الإطار نجد أن العلاقات الأكثر إنسجاما و تعاونا بين جميع الطلبة من نفس الشعبة هي في حالة الإشتغال في إطار عروض و بحوث و ذلك بنسبة 57,38%، يليها إختيار يعبر عن أن التعاون و الإنسجام يكون في حالة مراجعة الدرس بما يعادل 27,86%، و هدا يوضح بجلاء العلاقات الطلابية التي يسودها التعاون و الإنسجام و ذلك في إطار طلابي على أساس التحصيل و البحث العلمي الجاد و الهادف .

v المحور الرابع : أصل الصراعات الطلابية
في إطار الحديث عن الصراعات بين الطلبة، فنحن بصدد اللانسجام و اللاندماج، وهنا تبرز الضرورة الملحة لمعرفة الميكانيزمات الخفية وراء هذه الصراعات

المسؤول عن تكوين النزعة الإثنية

المسؤول عن تكوين النزعة الإثنية
التكرار
النسب المئوية%
1- الأسرة
12
14,11%
2- المدرسة
4
4,7%
3- الأصدقاء
2
2,35%
4- التركيبة المجتمعية ( إختلاف الثقافات المغربية)
44
51,76%
5- طبيعة فضاء الحي الجامعي
23
27,06%




أكبر نسبة مسجلة هنا نجدها تخص التركيبة المجتمعية، يتلوها طبيعة فضاء الحي الجامعي كعامل مساهم في خلق و نشوء الصراع، بينما النسب المسجلة بخصوص الأسرة أو المدرسة فهي نسب قليلة و هذا يدل عموما على أن تعدد و اختلاف الثقافات بالمغرب و كدا طبيعة التركيبة المجتمعية المركبة و المعقدة لعوامل جد أساسية مسهمة بشكل أو بآخر في خلق بوادر و بؤر للنزاعات و الصراعات المجتمعية عموما و الطلابية على الخصوص.
هذا و نرى بأن معظم المشاكل التي يواجهها الطلبة هي بالأساس ترجع إلى الحديث بلهجة لايفهمها الآخر بنسبة 32,82% و هنا نحن بصدد مجموعة من الطلبة الدين يتضايقون بحديث طلبة آخرين بلهجة لايفهمونها، هذه اللهجة التي غالبا ما تكون اللهجة الأمازيغية يلي هذا مشاكل عادية تخص: الطبخ، التنظيف ... إلخ بنسبة 31,25% أما عدم التوافق في العادات كمؤشر دال فهو يسجل 23,43% ، وهي نسبة مهمة عموما.
و بشكل عام فأغلب النزاعات إديولوجية حيث تم تسجيل 26,98%، تليها صراعات ثقافية بنسبة قريبة جدا من الصراعات الإيديولوجية، و ذلك بنسبة 25,39%، هذا بالإضافة إلى صراعات عرقية بنسبة 20,63%، تليها نسبة 19,04% تخص الصراعات القبلية، و أخيرا الصراعات الإثنية كأقل نسبة تمثل 7,94%، هذا مع ضرورة الإشارة إلى أن معظم الطلبة لايعون دلالات مفهوم الإثنية و يتضح هدا من خلال أن نسبة 52,30% من الطلبة الذين لم يجيبو عن هذا السؤال بينما نسب متفاوتة مسجلة بتعريفها سواء بانتماء عرقي ، أو صراعات ناتجة عن تعدد الديانات ، أو صراعات ثقافية .
























v المحور الخامس: الصراعات الطلابية داخل الحي الجامعي:

يمكن إرجاع أغلب الصراعات التي تسود الحي الجامعي كفضاء يقطنه الطلبة إلى صراعات إيديولوجية سياسية ، و ذلك يكون في الغالب في إطار نقاشات إديولوجية لها خلفيات سياسية ، وذلك من خلال المشادات الكلامية التي تكون منبع الشجارات و الصراعات ، هذا و يرجع قسط كبير أيضا من خلال أسباب الصراع إلى أسباب إحتماعية لها إرتباط وثيق بالتنشئة الإجتماعية ، و ذلك من خلال التربية الأسرية ، أي كل ما إستبطنه الفرد و استدخله من معاير إجتماعية و قيمية، هذا الإختيار الدي يمثل نسبة 20,56% ، إضافة إلى هذا نجد كثرة الطلبة في الغرفة الواحدة كعامل مسهم في الصراع بنسبة 18,70% تقريبا.

أما بالنسبة للإقامة داخل الحي الجامعي فأغلب الطلبة يسكنون حسب رقم الغرفة المعطى من طرف الإدارة ، كما أن نسبة 38,80% ، تسكن مع طلبة من مختلف الإنتماءات الجغرافية ، أما الطلبة الذين يسكنون مع طلبة من نفس إنتماءهم الجغرافي فيمثلون 11,94%.
هدا و قد عبرت نسبة مهمة من الطلبة عن رفضها للمثل القائل: أنا وأخي ضد إبن عمي ، أنا و أخي و إبن عمي ضد الغريب.

إضافة إلى هذا فنسبة الطلبة الدين أكدوا وجود صراعات في الحي الجامعي هم 99,33% و حتى نسبة 11,66% من الطلبة الذين نفوا وجوده فقد قدموا إجابات في هذا الصدد، إذ أن قرابة 23,69% من الطلبة أكدوا أن الطلبة الصحراويين هم أكثر الأطراف تنازعا سواء مع طلبة قلعة السراغنة أو طلبة زاكورة أو الطلبة الأمازيغ .

و يلي الطلبة الصحراويين كطرف أول حاضر في معظم الصراعات، طلبة قلعة السراغنة ، ويليها كطرف ثالث الطلبة الأمازيغ، أما طلبة زاكورة فهم آخر فئة تعرف نزاعات.
هذا و من خلال تساؤلنا عن المرحلة التي على إثرها يكتسب الطالب النزعة الإثنية و التكتل القبلي، فقد أجابت نسبة 47% بان الطالب يكتسب ذلك مباشرة بعد إكتساحه و استقراره بالحي الجامعي ، بينما قرابة 21,66%، أكدت أن هذه النزعة يكتسبها الطالب قبل المرحلة الجامعية ، ونسبة 20% يستدخلها خلال الجامعة، و يرجعون أسباب تفاقم الصراع الطلابي إلى وجود أحكام مسبقة بنسبة 41,79%، بينما 31,35% أكدت على غياب الحوار كعامل أساسي في تزايد حدة الصراعات الطلابية، أي غياب التنظيم الذي أكده قرابة 19,40%، كما أن 7,46% أرجعه إلى غياب نقابة طلابية تنظر و تعنى بالمشاكل الطلابية، هذه المشاكل التي قد تتراكم و تتزايد وثيرتها لفرز صراعات و نزاعات قد تصل إلى تدخل السلطة و الجرح و القتل أحيانا.































[IMG]file:///D:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]تفسير النتائج:

لعل أهم متغير مؤثر بشكل واضح من خلال بحثنا هذا هو العامل الإقتصادي، إذ من خلال توصلنا إلى أن قرابة 25,21%، من الطلبة الدين أكدوا أن أسباب إختيارهم للجامعة كان كآخر منفذ و آخر ملجا يلجا إليه الطالب بعد أن أقفلت في وجهه أبواب الشغل، هدا و في ظل إكراه ما هو اقتصادي لم يسمح له ولوج معاهد، و بالتالي فلم يتبقى أمامه غير ولوج الجامعة.

فتأثير هذا العامل الإقتصادي متجلي بشكل واضح من خلال أن قرابة 13 ,33% من الطلبة آباؤهم يشتغلون فقط في الفلاحة كنشاط الإنتاج الحاجيات الغدائية للأسرة، هدا و نجد أيضا خجلا من طرف العديد من الطلبة الدين يمتنعون و يأبون التصريح بمهنة الأب، فهنا و بين ثنايا السطور نقرا الوضعية و الحالة الإقتصادية المتدهورة لمعظم الطلبة، فلو كان هؤلاء آباؤهم يشتغلون في إطار عالي مثلا لما امتنعوا عن التصريح بذلك، و نفس الشئ مطروح من خلال تساؤلنا عن مهنة الأم، فالإمتناع عن الإجابة هي أعلى نسبة مسجلة ب50% هدا و نجد 48,33% صرحت بمهنة الأم كربة بيت.

و بالرغم من هده الأوضاع الطلابية ، فهذا لاينفي الرغبة الجامحة للطلبة في التحصيل و طلب العلم، و كدا تنمية المعارف، فكما قلنا سابقا فقرابة 60% أكدوا أن فضاء الجامعة بالنسبة إليهم مجال واسع للدراسة و التكوين ، هدا بالإضافة إلى إكتساب تجربة ذاتية و ثقافة جديدة تختلف عن ثقافته الخاصة، مع التعرف على أصدقاء جدد.

و عموما فمساهمة الجامعة نسبيا فعالة في خلق الإندماج بين الطلبة ، و قد تأكد لنا أن لهذا إرتباط بالإنتماء لنفس الشعبة أكثر مما يرتبط بالإنتماءات الجغرافية ، و هذا ما ينفي أحد فرضيات بحثنا التي تقول بالإنسجام و التعاون انه يكون اكثر بين طلبة من نفس الإنتماء الجغرافي إذ من خلال التجريب فقد توصلنا من خلال نتائج تفريغ الإستمارات أن الإنسجام و التعاون يكون رهينا بالإنتماء إلى نفس الشعبة أكثر مما يمكنه أن يكون ين طلبة من نفس الإنتماء الجغرافي، و بالإضافة إلى هذا فقد وجدنا أيضا أن الإنسجام و التعاون سائد بين جميع الطلبة من مختلف الإنتماءات الجغرافية .

و نجد أيضا أن الإشتغال في إطار عروض لاتحكمه الأنتماءات الجغرافية بقدر ما تطبعه الجدية في العمل و الإشتغال، و هذا إن دل على شئ فإنما يدل على المستوى الثقافي و الوعي الطلابي بأن مسألة التعاون و الإنسجام لايجب أن يكون محدودا في إطار نفس الإنتماء الجغرافي، وكما ثم التصريح به في أحد المقابلات الإستطلاعية أن على الطالب التجرد من الحمولة الفكرية التي تشدد على ضرورة مساعدة " ولد البلاد " إذ هذا يقتضي منا و دائما حسب تصريحه أن كل طالب يجب أن يجلب معه "حومته" معه ، و هنا سيكون الصراع لامحالة، و كمسؤول عن تكوين النزعة العنصرية بين صفوف الطلبة نجد طبيعة المجتمع المركبة و المعقدة، فالتركيبة المجتمعية المؤطرة بالإختلاف و التنوع مسهمة إلى حد كبير في خلق الصراعات ، و كعامل حاضر أيضا بقوة نجد طبيعة فضاء الحي الجامعي، وهي فرضية تم تأكيد صحتها إذ قرابة 27,06% أكدوا ذلك .

و يمكن تفسير أن غالبية التصريحات أكدت أن الصراعات الطلابية داخل الحي الجامعي هي صراعات إيديولوجية سياسية، بتعدد الفصائل و الأحزاب السياسية لمختلف الطلبة، فمن خلال النقاشات الحادة و محاولات الإقناع بكفاءات و ما سجله كل فصيل عبر التاريخ، تنشأ نزاعات وصراعات بين هؤلاء ليمتد إلى الأطراف المحاولين فك النزاع، و هدا ما يستلزم غالبا تدخل السلطة.

و كسبب حاضر في نشوب الصراعات داخل الحي الجامعي هناك كثرة الطلبة بالغرفة الواحدة ، و أيضا فراغ الوقت هذان العاملان الحاضران هما أيضا أكدا إحدى فرضيات بحثنا، فهي إلى حد ما دوافع حاضرة ومسهمة في الصراع.

و بانتقالنا إلي فرضية أن الطلبة الصحراويين هم طرف حاضر في معظم الصراعات، فهدا تم التوصل إليه من خلال نتائج تفريغ الإستمارات، إذ تم التأكيد على مسالة مهمة و هي أن الطلبة الصحراويين هم أكثر الأطراف تنازعا، و هذا ما قد تم استنتاجه أيضا من خلال مجموعة من المقابلات التي قمنا بها سابقا، فقد توصلنا إلى أن قضية حضور الطرف الصحراوي في النزاعات هي مسألة تاريخية لها علاقة بما هو سوسيوسياسي ، وذلك عموما لايمكن الحسم فيه في ظل مشروع بحثنا المتواضع هذا، فهي مسألة معقدة لايمكن الجزم فيها ، و على هذا الأساس يجب إختبارها و التأكد من صحتها من خلال دراسات و أبحاث تعمق الرؤيا أكثر و تقربنا من الأبعاد الخفية وراء ذلك .
في هذا الإطار نحن نؤكد على أننا لانقول بأن كل الطلبة الصحراويين تنطبق عليهم هذه الإستراتيجية في التحليل، إذ إذا آمنا بذلك فسنسقط في التعميم ، و التعميم مسألة غير مرغوب فيها ما إذا كان هناك توخي الموضوعية و العلمية في أي بحث سوسيولوجي.








































آخر مواضيعي

0 الانتماء الجغرافي للطلبة والاندماج الجامعي الحي الجامعي بمراكش نمودجا


khalid salhi
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية khalid salhi

تاريخ التسجيل: 6 - 9 - 2008
المشاركات: 2,034

khalid salhi غير متواجد حالياً

نشاط [ khalid salhi ]
معدل تقييم المستوى: 397
افتراضي
قديم 06-12-2008, 20:21 المشاركة 2   

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للطلبة, الانتماء, الجامعي, الدي, الجغرافي, بمراكز, نمودجا, والاندماج

« اعتقال سائق الحافلة التي قتلت طالبين بأكادير | _البوليساريو تهدد المغرب بحرب في جامعاته _ »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحي الجامعي مولاي إسماعيل naqabi الأرشيف النقابي 0 16-06-2009 17:00
إخلاء الحي الجامعي بفاس ابن خلدون دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 28-02-2009 01:35
طلبة يقتحمون الحي الجامعي بمراكش بالقوة التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 27-10-2008 09:27
طرد الطلبة من الحي الجامعي بالجديدة التربوية الأرشيف 0 15-10-2008 20:16
اضراب عن الطعام في الحي الجامعي بطنجة.. abouayoub الأرشيف النقابي 0 05-03-2008 16:52


الساعة الآن 19:16


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة