إسرائيل تجرب أسلحتها على مدنيي غزة

[ابن الاسلام]

إسرائيل تجرب أسلحتها على مدنيي غزة
رحاب عبد المحسن

إسرائيل تجرب أسلحتها على مدني غزة

تشير دلائل متصاعدة إلى أن إسرائيل تجرب أسلحة غير تقليدية على المدنيين في غزة، وتؤكد الأمر ذاته بولا مانديوكا، أستاذة الوراثة في جامعة جينوا، وعضوة في رابطة أبحاث الأسلحة الحديثة (NWRC): "المشهد ذاته يتكرر ثانية، نفس ما حدث في لبنان منذ عامين". وتعقب بالقول: "تستخدم إسرائيل الفسفور الأبيض، والقنابل الفراغية (الحرارية)، والقنابل العنقودية، وقنابل اليورانيوم، ومتفجرات تسمى (DIME) وهي عبارة عن شظايا من الكربون وغبار المعادن الثقيلة لاسيما التاجستين، والتي تدخل الجسم ولا يمكن كشفها عبر التصوير بالأشعة السينية، وهي شظايا تستمر بالاحتراق داخل الجسم المصاب، وتؤدي إلى الوفاة في النهاية دون أن تظهر آثار جروح خارجية واضحة بالضرورة، إلى جانب عدد آخر من القنابل التجريبية، وحتى هذه اللحظة ما يزال هناك عدد من القنابل غير المكتشفة، منها النشط إشعاعيا".
وتشير الأدلة بوضوح إلى أنه على الأقل يتم استخدام عدد من هذه الأسلحة المحرمة في اجتياح غزة، على الرغم من أنه لا يمكن الجزم بذلك؛ وذلك لصعوبة الوصول للمنطقة.
أسلحة محظورة
ويقول مانديوكا ومادز جيلبرت الطبيبان النرويجيان، والعضوان في منظمة نوروك Norwac غير الحكومية: "صور القتلى والجرحى وبعض الشهود من داخل المنطقة المجتاحة رسموا صورة مشابهة لما حدث في حرب لبنان في يوليو- أغسطس 2006".
وصرح الطبيبان العاملان بمستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، بأن عددا ضخما من المصابين في ال*** تم بتر سوقهم بسبب تفتت عظام الساق ووجود جروح خطيرة، ويقول أحد الطبيبين: "ينتابني شك في أن الإصابات تمت بواسطة أسلحة المعادن الثقيلة الخاملة (DIME) المحظورة "، وتؤكد الصور الواردة من غزة على الأمر ذاته.
والحروق التي يعاني منها بعض الأطفال في غزة تشبه نظائرها التي سجلها عدد من الأطباء في لبنان، ومنهم إبراهيم فرج الجراح في مستشفى حيرام في صور بجنوب لبنان، ويقول مانديكا: "أكد عدد من الأطباء وشهود العيان على بعض مشاهداتهم لبعض الدلائل وأنواع غريبة من الإصابات، التي تؤكد أن إسرائيل قامت باختبار أنواع جديدة من الأسلحة غير تلك المستخدمة عام 2006، لذا فمن المهم إجراء بحوث تقنية وعلمية مستقبلية في غزة لإثبات ما حدث".
في العامين الأخيرين قامت "نوروك" بالتعاون مع عدد من الأطباء الفلسطينيين واللبنانيين بعمل مسح ميكروسكوبي وتحليلات كيميائية لعدد من العينات من ضحايا اعتداءات 2006، وجمع عدد من العينات المعملية والوثائق التي تثبت استخدام القنابل الحرارية والأسلحة المعدنية الثقيلة في كل من لبنان وغزة.
وسبق أن قامت رابطة أبحاث الأسلحة الحديثة "نوروك" بتقديم تقرير لهيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في 2007، وفي 2008 قدمت تقريرا آخر للمحكمة الدولية لجرائم الحرب في لبنان، وللجنة التحقيق في استخدام اليورانيوم المنضب التابعة للبرلمان الإيطالي، كما تعمل الرابطة جنبا إلى جنب مع العلماء الدوليين الذين وثقوا استخدام ذخائر اليورانيوم في لبنان.
ورابطة أبحاث الأسلحة الحديثة "نوروك" عبارة عن جماعة من العلماء المستقلين مقرها إيطاليا، وهي تعمل على دراسة كل ما يتعلق بالأسلحة غير التقليدية والمتوسطة الأجل وأثرها على سكان المناطق التي تعاني من الصراعات، وتهدف إلى الحصول على أدلة من الأسلحة المستخدمة، وتقييم مخاطرها على المدى البعيد على الأفراد والسكان وبعد انتهاء الحرب، والتعرف على وسائل لرعاية وحماية الناجين باستخدام الأدوات الطبية.

رحاب عبد المحسنمحررة بالقسم العلمي والصحي بشبكة إسلام أون لاين.نت، ويمكنك التواصل معها عبر البريد الإلكتروني للصفحة: