خريطة الطريق نحو الإصلاح ( تشخيص الحالة: إنقاذ الإسلام من براثن المسلمين ) ( 3 ) فلسف - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

arkoun
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 19 - 12 - 2007
المشاركات: 803
معدل تقييم المستوى: 280
arkoun على طريق الإبداع
arkoun غير متواجد حالياً
نشاط [ arkoun ]
قوة السمعة:280
قديم 12-03-2008, 19:14 المشاركة 1   
افتراضي خريطة الطريق نحو الإصلاح ( تشخيص الحالة: إنقاذ الإسلام من براثن المسلمين ) ( 3 ) فلسف


يلخص الدكتور قرضاوي الملقب بالفقيه المعتدل موقف فريقه المتأسلم من الفريق العلماني ، في قوله : " نوع من المفاهيم خطر على المجتمع ، زحفت على مجتماعتنا مع زحف الاستعمار ، و اتخذت الغرب لها قبلة و إماماً ، إنها المفاهيم المتعلقة بالدين و الدنيا ، الرجل و المرأة ، الفضيلة و الرذيلة ، التحرر و الجمود ، التقدم و الرجعية ، بالحلال و الحرام . المفاهيم المتعلقة بالحدود الفاصلة بين حرية الفكر و حرية الكفر ، بين حرية الحقوق و حرية الفسوق ، بين العلمية و العلمانية ، بين الدولة الدينية و الدولة الإسلامية . إنها مفاهيم الغزو الفكري التي تعتبر الإيمان بالغيب تخلفاً و التمسك بالسلوك الديني تزمتا ، و الدعوة إلى تحكيم الشريعة تطرفاً ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تدخلاً في شئون الآخرين ، و اختلاط الرجل بالمرأة بلا قيود تحرراً ، و عودة المرأة المسلمة إلى الحجاب الشرعي رجعية ، و الانتفاع بالتراث تعصباً له ، و اعتبار علماء الدين حراساً للتخلف ، و دعاة التغريب أعلاماً للتنوير / كتاب ملامح المجتمع المسلم / ص 77 " .
و هذا كلام خلاصته إدانة للعلمانيين الوطنيين بالعمالة للأجنبي ، بل و إدانة لهم بحرية الفسوق و الكفر فهم ليسوا فقط مرتدين ، و لا خونة فقط ، بل هم لا يمارسون مبادئ الأخلاق الكريمة ، و هم عملاء ناشطون لأعداء الإسلام ، و من ثم وضع الشيخ نفسه و جماعته في موضع القاضي ، الذي يملك من النزاهة ما يجعله يحاكم الآخرين و يحكم عليهم ، و هو أمر لا تفصح سيرة الشيخ عنه بالمرة و بالقطع و اليقين المعلوم ، فهو شخصية عامة تعرف الناس سيرتها، و هي سيرة لا تضعه أبداً فوق المسلمين ليحاكم و يصدر أحكامه ، هذا بينما العلمانيين يضعون هذا الشيخ و أمثاله في أسوأ موضع من الدين و من الناس ، فأزعم محتملاً وحدى مسئولية هذا الزعم حتى أثبته في السطور التوالي أن هذا الرجل متاجر بدين الله ضد مصالح عباد الله ، يفتي بالمطلوب مأجوراً في الدنيا و فراديسها و قصورها الغناء الفواره ، قبل الآخرة و نعيمها ،
واللهم نعم حسداً و نقاً و قراً على الشيخ غير القابل للقر و لا للحسد و لا للنق .
و يرى التيار العلماني أن التيار الذي يمثله هذا الشيخ كان نكبة على البلاد و العباد ، تحالف منذ صحوته مع كل الديكتاتوريات السياسية ، و ما خالف هذا التيار الحكومات أو تصارع معها إلا على حجم الأنصبة المطلوب هبشها ، و في صياغة تقريرية فإن ما أرساه الشيخ هو و جماعته في العقل المسلم كان تدميراً حقيقياً لهذا العقل ، بتأكيده أن الله قد سبق و منح المسلمين كل العلوم ، و كل القيم ، و كل النظم سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية و كل فلسفة السياسة و المجتمع ، كل هذا دفعة واحدة وعلى يد رسول واحد ، تحققت على يديه تمامية المعرفة في أي شأن في شئون الكوكب الأرضي أو ما بعد الموت .
كل هذا طفح في شوارعنا شباباً ، تخرجوا من الجامعات لا يؤمنون بالعلم كحل لمشكلات الناس و الوطن ، شباباً إما جهلة جهلاً حقيقياً ، و إما لم يتعلموا علماً حقيقياً بقدر ما حفظوا شأناً لا علاقة لهم به ، كانت كل مهمته أن يصل إلى النجاح في الامتحان إن غشاً أو تدليساً أو حفظاً و مصمتا لا يعني أى دلالة أو معنى ، و غضت الحكومات البصر بالمرة عن وسائل الحصول على شهادات ترضي غرور الذات ، فوصل عدد الحاصلين على الدكتوراه في مصر إلى أكثر من مثيله في أمريكا ، لكنهم عندنا غثاء كزبد البحر أو هم كالعهن المنفوش ليس أكثر ، ربنا يقلل منهم لأنهم كالهم عالقلب ، فلا قيمة عندنا للمعرفة و لا قدسية للعلماء و إنما للمشايخ الدكاترة ، فلا نسمع عن بحوث تطرح إلا حول الحجاب و النقاب و فلسطين و العراق و الحكام الطاغوتيين و أمريكا و إسرائيل و البوسنة و كشمير و الشيشان ، و لا قيمة للوقت الذي إن لم تقطعه فرمك ، و لا قيمة لقيمة القيم (العمل) التى إن لم تحترمها انتهيت إلى الحيوانية فما يميز الإنسان عن الحيوان هو العمل المنتج . ثم على المستوى الأخلاقي يقرر المذهب السني ( لا يدخل ابن آدم الجنة بعمله ) بل بأدائه أوامر و نواهي ربه ، و بعد هذا لا يجب أن يكون شديد الإطمئنان ، بل عليه أن يرجو رحمة الجبار المكار!! .
طفحت الصحوة لا بارك الله فيها ( أم هي أيضاً مقدسة لا يصح همزها أو لمزها ؟ ! ) ، طفحت في شوارعنا شباباً كانوا حلم الوطن و أمله المرتجى ، فهم كل ما كان يملك ، فلا بترول لدينا و لا معادن نفيسة و لا حتى سياحة بالمعنى السليم لعلم اقتصاد السياحة ، كل ما لدينا كان ثروة مصر من شبابها ، فإذا بهم يسمرون الليالي حول العلم و الإيمان و الانقطاع في المساجد دون المختبرات ، تكاسلاً و ركوناً لما بيدهم من كمال مطلق ، و مع رؤيتهم كيف تجاوزهم الزمن و الواقع ، يلومون الزمن و يكفرون الواقع ، بينما الإحباط بداخل النفوس يجعلها مشوهة ممروره كارهه حاقدة ، فاقدة لأى أمل ممكن . لأن السعى و التفكير لن يأتي لنا بأى جديد زيادة على ما بأيدينا سماوياً كاملاً بذاته ، فلماذا يسعى شبابنا و لماذا ينتج دكاترتنا أى علم نافع ؟
و بما أن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يشرك به ، فقد اتكل النصف الأخر من الشباب على عدم شركهم بالله ثم توكلوا على الله ، و أنغمسوا في كل الرذائل الممكنة ، للغياب عن الواقع بكل الوسائل مشروعة أو غير مشروعة . و تحول الشارع في البلاد الإسلامية إلى مملكة للشيطان بدلاً من الرحمن ، فالمسلم كما يحرص على الصيام و أداء الصلاة في مواقيتها ، فإنه أيضاً و بدون الشعور بأي خلل أخلاقي أو ديني يرتشي و يهرب بأموال الناس أو بأموال البنوك و هي بدورها أموال الناس ، و يستولى على أراضي الدولة و يغش في منتجه ، و يخسر الميزان ، ويعتدي قولاً أو فعلاً على غير المسلمين ، و لا تأمن غير المحجبة من غير المسلمين على نفسها في شوارع تمتلئ بالمآذن المفترض أنها رمز عفة اليد و اللسان و الفعل، و تغطي فضاءها ميكروفونات ت*** الآذان بالوعظ و الأمر بالأخلاق . ثم يحج البيت كل سنة ليعود كما ولدته أمه ليرتكب آثاماً من نوع جديد ، حتى يحين موعد ولادته المتجددة كجلد الثعبان في السنة المقبلة .
هناك حديث يتفق الرواة على صحته ، وأراه أشد الأحاديث بطلاناً ، حتى أني اعتقد أن الانهيار الأخلاقي الواضح في شارعنا الملتحي و المحجب ، يعود إلى هذا الحديث بالذات ، رواه البخاري في كتاب الجنائز ، قال : " حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا بن ميمون حدثنا واصل الأحدب عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله ( ص ) : " أتاني آت من ربي فأخبرني – أو قال بشرني – أنه من قال من أمتى لا أشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، قلت و إن زنى و إن سرق ؟ قال و إن زني و إن سرق ، قلت و إن زنى و إن سرق ، قال و إن زني و إن سرق ، قلت و إن زني و إن سرق ، قال و إن زنى و إن سرق رغم أنف أبي ذر / الحديث 1237 " .
لقد توافقت المجتمعات كلها ، و البشرية جميعاً ، والأديان وثنية أو سماوية أو وضعية ، على أن فعل السرقة و فعل الزنا ( و نفهمه و تفهمه الدنيا كلها بأنه اعتداء اغتصابي بالإرغام ) ، هي أفعال فاضحة و مشينة وضد أى أخلاق ، و هي شئون لا تحتاج توجيهاً و لا تعليماً كي ندركها ، لأنها تدرك بالحس الإنساني الخالص ، لذلك كان الحس الإنساني وراء تكرار أبي ذر لسؤاله المندهش المستنكر ثلاث مرات ، تعبيراً عن عدم قبول روحه لفكرة أن يكون مصير الزاني و السارق إلى الجنة بدلاً من جهنم لمجرد إعلانه الشهادة الإسلامية .
و الغريب أن هذا الحديث يعتبر عمدة الأحاديث المكررة التي يعمل بها المسلمون و مشايخهم ، ثم يحدثوننا عن القيم و عن الأخلاق !!؟ ، و هم يبررون السرقة و الزني مقابل الإعتراف للإله بأنه إله !! ، بل و نسبة ذلك اللا أخلاق إلى النبي الذي لا ينطق عن الهوى و الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه ، فيكون الرب قد تغاضى عن قواعده الأخلاقية و غض البصر عن كسرها و أذاها لعبادة الآخرين ، مقابل أن يكسب مسلماً جديداً يعلن الاعتراف به إلهاً . فأى مصيبة وصل إليها المسلمون في دينهم ؟ و أى حديث ينسبونه إلى المصطفى (ص) الذي وصفه ربي بأنه على خلق عظيم ؟
لهذا يرى العلمانيون المؤمنون بالتواصل مع التراث أن القيم الوضعية الإنسانية التي تعارف الناس عليها ، و توافقوا بشأنها في مجتمع بعينه في زمن بذاته ، هي التي تكشف لنا القيم الإلهية و تشرحها و تفسرها ، لأن القيم الربانية جاءت مجملة بلا تفاصيل ، و لم يفصل الوحي بشأن تلك القيم حتى لا يلزم الناس بها دفعة واحدة ، فتكون تكليفاً يصعب على المكلفين تحمله و أدائه ، لذلك جعل تلك القيم مخفية مثل بقية فروع العلوم و القواعد المنهجية و غيرها من قوانين طبيعية ، مع تضمنها ممكنات جهوزية دائمة لكشوف جديدة ، وبالمقابل و حتى نستحق خلافته على الأرض ، منحنا العقل أمانة علينا أن نؤديها حتى نستحق هذه الخلافة ، بتفعيلها و تشغيلها للبحث عن مخفياته و ألطافه على قدر جهد كل مجتمع و كل جيل ، فما نعثر عليه نلزم به أنفسنا ، إضافة إلى ما نكشفه من أسرار علمه التى أودعها كوننا ، و تركها لنا نبحث فيها و ننقب ، إعمالاً للبصر و السمع و العقل ، و كله كان الإنسان عنه مسئولا .
ترانا عندما يسألنا ربنا عما فعلنا بأمانته فبماذا سنجيب صاحب المُلك الأوحد يوم ذاك ؟ ألا يخجل المسلمون من ربهم الذي وصفهم تجميلاً لهم و تفخيماً بخير أمة أخرجت للناس؟ ! ! أعطانا ربنا أعظم أمانة ، عقلنا الذي هو بضعه من عقله ، لأن وظيفته هي التفكير ، و لأنه هو ما اصطلحت الأديان على تسميته بالروح ، فهي المدركة ، الروح هي وظيفة المخ ، هي العقل . و بها نستطيع أن نكتشف القيم و أسرار العلم ، و نقوم باستثمار ما كشفناه و استغلاله لصالح الناس في أي مكان ، و من ثم يكون أمام الأجيال آمالاً واسعة في الاجتهاد و السعي و الحياة ، أما لو صدقنا جماعة قرضاوي و زغلول و النجار و مصطفى محمود و غيرهم ، و أن الله منحنا كل القيم و كل العلوم دفعة واحدة ، فلن يكون هناك أى معنى لإعمال ما أعطانا الله من أدوات معرفية سمعاً و بصراً و لمساً و شماً و إدراكاً و تعقلاً و فهماً و تدليلاً و اكتشافاً و اختراعاً ، ثم أن القيم كي تكون قيماً يجب أن تخضع للفرز و التجنيب و التمييز ثم الاختيار بالمفاضلة بينها ، حتى تختار هذه القيمة أو غيرها ، أما الفروض الدينية فهي ما لا يدخل تحت مفهوم القيم ، خاصة أن القيم المفروضة لا تنتج إنساناً سوياً . فقط الملائكة هم من يملكون نمطاً سلوكياً دون اختيار، و هو ليس قيمة ، يصلون لربهم ليل نهار سجداً و ركوعا . لأن الملائكة لم تعط الاختيار و نحن لسنا بملائكة . و هكذا خلقنا ربنا كي نختار لنتحمل مسئولية اختيارنا كي تتم مشيئته، و هنا تظهر القيمة .
ان الاكتمال هو منطق و فلسفة ضد صيرورة الحياة و حركة التاريخ ، ان الاعتقاد بالاكتمال يعنى أن هزيمة المسلمين التاريخية قد اكتملت حتى ملكت الأرواح و العقول فاستكانت لمصيرها ، و أصابتها الشيخوخة في مفاصلها العقلية و الحسية ، فدخلت طور الخرف و الزهايمر ، يطلب علماء دينها الموقرون العلاج ببول الرسول و بول الإبل و الطب النبوي و العسل و الحجامة و الحبة السوداء ، و يشرعون رضاع الكبير و مفاخذة الرضيعة و هي العلامات الواضحات على وجوب الإسراع بإدخال الأمة إلى غرفة العناية المركزة ، أو انتظار ثواب الآخرة . أو البحث عن علاج من نوع جديد حتى لو كان مراً علقما ، فالمسألة أصبحت مسألة الإستمرار في الوجود ، أو الخروج منه غير مأسوف علينا .
إن ستر الله علومه و قيمه عنا ، حكمة ربانية تليق بكماله ، فهو الكمال الأوحد في ذاته وحده لا شريك له و لا قرين و لا شبيه ، حكمتها دفع كل جيل ليجتهد و يكشف جزءاً من علم الله و قيمه ، تاركاً للأجيال التالية مساحات واسعة لتضيف بكشوفها من علم الله معارف أرقى . و من المستحيل أن يكون الله ضد قانونه الأساسي في الكون ، قانون التغير و التطور الدائب ، الذي هو القانون الأوحد الثابت دون أى قانون آخر ، فكل قانون إلى تبدل و تغير عدا التطور و التغير الذي هو القانون الأزلي الأبدي أبداً مطلقاً لتحقيق الإرادة الإلهية على الأرض و كي يستحق الإنسان الخلافة فيها عندما يراعي هذا القانون الرباني .
موجز الأمر من وجهة النظر العلمانية التي تحترم التراث و تتفاعل معه ، أن أى فلسفة هي بحاجة لعقل يجادلها و يسألها و ينقدها و يفرزها ، و يرد عليها و يستبعد منها و يستبقى و يعلى و يخفض و يستخدم معاييره وفق قوانين العقل الصارم ، البارد ، و هي القوانين الموزعة بعدالة تامة بين الناس كما قال لنا فيلسوف الشك و العقلانية ( ديكارت ) .
لهذا تتجدد الفلسفة غير المحروسة بالكهنة ، غير المجمدة ، غير المقيدة ، و تتطور و تؤدي لتطور مناهج العقل نفسه في الفرز و التمييز و الاختيار ، تؤدي إلى تطور منطق العقل فتظهر نظريات و فلسفات جديدة . بينما وجهة نظر فقهاء الإسلام في بلادنا هي وجهة نظر مقدسة ، فإن كانت حديثاً نبوياً و لو موضوعاً فهو مقدس لا يصح نقده و التعدي عليه ، لاحتمال و لو ضئيل أن تكون نسبته للنبي صحيحة . و إن كانت اجتهاداً تحول المجتهد إلى مقدس كالإمام أبو حامد الغزالى (حجة الإسلام) و ألد أعداء الفلسفة و العمل العقلي ، بينما لم ينل لا الشاطبي و لا الجويني و لا الطوفي مثل هذا اللقب ، و إن كانت سعياً وراء جمع المقدس تقدس الجامع ، كما في تقديس البخاري و اعتبار الفقهاء كتابه أصح كتاب على الأرض بعد القرآن . و من هذه القداسة تمكنوا من استثمار المقدس الرباني و استخدامه بانتهازية مفرطة ، و أصبحوا هم من يفسر الحديث المقدس ليفسروا به القرآن المقدس، فأصبحوا هم معيار قياس الأشياء جميعاً ، و ليس القرآن ، لأنهم يعلمون أن أحكام القرآن نفسها لا تصلح معياراً لعموميتها و عدم تفصيلها ، و أنها تحتاج للشارح المفسر طوال الوقت ، فأصبح الرأى بديلاً لدين الله ، و كتاب الله ، هذا ناهيك عما يترتب على هذه المعايير المقدسة من الغاء العمل العقلي و القضاء عليه مبرماً ، لأن القياس المنطقي سيتم قياساً على ما قال الرب أو قال النبي ، أو ما قال الصحابة ، أو ما قال الفقهاء .
إن اللجوء للمقدس هو نوع من الحصول على الحصانة مصحوبة بالأمر الفوري بالالتزام و التقيد و التنفيذ لأن الآمر سيكون الله بنفسه ، هذا بينما كلام الله الذي يقولون أنه المعيار ، هم من يقولون أيضاً أنه بحاجة إليهم لتفسيره ، فهو لا يكتمل إلا بهم ، و من ثم يتقدس المفسر لقدسية ما يفسره . البخاري مثلاً أصبح مقدساً لأنه فسر القرآن بالحديث . أصبح الفقيه كما رأيتم عند قرضاوي هو من يعلن الرضى أو النفى و الطرد و التكفير الديني و التخوين الوطنى ، هو من يعطي كلامنا تصريحاً بالمرور من عدمه . هو من يعطي أى كلام الـ ( O.K) ، مولاهم واخدها مقاولة حفر و ردم لوحده .
و مع هذا الحديث حديث آخر يحرض على الرذيلة تحريضاً ، يقول " إذا بليتم فاستتروا " ، فمن أراد ارتكاب الجريمة عليه فقط ألا يعلنها على ملأ حتى لا تفشو الرذيلة في المجتمع ، حسب تفسير فقهنا لهذا الحديث ، أى حتى لا يعتاد الناس الرذيلة لتكرارها العلني ، و حفاظاً على الشكل الفاضل دون المحتوى الفاسد ، يعنى سلامة المجتمع نتأتى بستر المؤمنين لبعضهم بعضا ، " من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الآخرة " ، ليس المهم هو الفعل الأخلاقي من عدمه ، المهم الشكل العام للمجتمع الذي يجب أن يتصف بكل الفضائل ليكون خير أمة أخرجت للناس . فكانت النتيجة تفشى الرذائل في نخاع المجتمع دون إعلانها ، إلا مع سيئ الحظ الذي قد ينكشف فيرجمه الجميع بأحجار ذنوبهم .
إن فلسفة الأخلاق القائمة على مبدأ " إذا بليتم فاستتروا "، هي فلسفة النمر و قاطع الطريق ، هي فلسفة لا علاقة لها بأى أخلاق ، و أربأ بسيدي المصطفى (ص) الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه ، أن يكون هذا قوله .










آخر مواضيعي

0 تقرير والي بنك المغرب لسنة 2008
0 Herméneutique du sujet
0 La science politique:CHRISTIAN VISTICOT
0 فخ العولمة:الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية
0 الله والانسان على امتداد 4000 سنة من ابراهيم الخليل الى عصرنا الحاضر-كارين أرمسترونغ-
0 الى الاعزاء في ادارة منتدىدفاتر
0 Les principes de la philosophie:Spinoza
0 Dialogue entre machiavel et de montesquieu
0 Le concept de système politique
0 Jean-paul Sartre:Qu'est-ce que la litterature


abou houssam
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية abou houssam

تاريخ التسجيل: 24 - 7 - 2007
المشاركات: 1,510

abou houssam غير متواجد حالياً

نشاط [ abou houssam ]
معدل تقييم المستوى: 359
افتراضي
قديم 13-03-2008, 00:21 المشاركة 2   

شكرا لك أخي الكريم على مساهمتك المميزة هاته
وحبذا لو عدلت العنوان أخي الكريم فمصطلح خريطة طريق هو من إبداع الصهاينة وألفناه لتردده بكثرة في منابرنا الإعلامية
مع تحياتي وتقديري

مع تحيتي الأخوية الصادقة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمين, الحالة, الإسلام, الإصلاح, الطريق, براثن, تشخيص, خريطة, فلسف, إنقاذ, نحن

« بر الوالدين | شروط قبول الأعمال عند الله عز وجل »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإسلام نزوات العنف واستراتيجيات الإصلاح كريم العلمي كتب إلكترونية 4 04-07-2009 11:35
تشخيص الأخطاء hamidou.2000 الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 4 04-06-2009 18:16
تشخيص موجز لحالة التعليم ببلادنا achikolbahr دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 1 04-02-2009 00:41
نداء لأهل الإسلام بشأن اعتداءات الإرهابيين اليهود على المسلمين في فلسطين محمد بن عمر دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 0 04-01-2009 15:01
وسيلة إنقاذ ... الفوقى الصــــــــــور 0 06-04-2008 21:37


الساعة الآن 19:46


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة