لقطة رحيل بوش مزيد من الأذى المتعمد
19-1-2009
"...وظل المثقّفون يتكهنون بأين ستقع الضربة النهائية لمطرقة سنوات بوش. ولفترة طويلة كانت ايران المرشح المفضل..."
المصدر : شبكة الصين
بقلم جون سيكستون
ضمن جورج دبليو بوش أن الأيام الأخيرة من عهده سوف يسودها المزيد من سفك الدماء، وزرع المزيد من الكراهية، وذلك عندما أذن، ووافق ودعم الهجوم الإسرائيلي القاسي وعديم الرحمة على غزة. وكان بإمكان بوش بمكالمة هاتفية واحدة أن يحول دون هذا الرعب، ولكن بدلا من ذلك فقد شجع عليه. وفي الوقت الذي يصرخ فيه العالم من أجل وقف إطلاق النار، فإن الرجل الوحيد الذي لديه السلطة لتأمين ذلك يرفض الاستماع. وإنها حقا تركة لم يسبق لها مثيل وسوف تطارد الولايات المتحدة والعالم لجيل أو أكثر.
وظل المثقّفون يتكهنون أين ستقع الضربة النهائية لمطرقة سنوات بوش. ولفترة طويلة كانت إيران المرشح المفضل، لكن القوات الأمريكية المرهقة في العراق وأفغانستان جعلت هذه المغامرة على وجه الخصوص محفوفة بالمخاطر للغاية ، ولذلك فإن هذا الجيب الفلسطيني الأعزل الواقع على البحر المتوسط قد أصبح مسرحاً (لقوات الدفاع الإسرائيلية) لإظهار أسلحتها الأميركية، واستعادة المصداقية التي فقدتها في حرب لبنان عام 2006.
وجميع الأمور والتصرفات اللاعقلانية، الحزبية الصارخة ، والعمياء ، والمنافية للحقيقة والمجافية للمنطق والعدالة، التي نتوقعها من الولايات المتحدة حول قضية الشرق الأوسط كانت معروضة، في اليوم الأول للغزو البري علي غزة. وصف بوش عملية إسرائيل غير المتكافئة تماما بأنها دفاع عن النفس، ووضع كل اللوم في أعمال العنف على ضحاياها الفلسطينيين.
وفي الأسبوع الماضي حاول السفير الإسرائيلي في بكين، بشكل غير محتمل، إعادة التوازن بين العدد القليل من القتلى الإسرائيليين بصواريخ حماس ومئات من الضحايا الفلسطينيين، من خلال رمي الرعب الذي يشعر به مواطنو سديروت في الميزان. (الله وحده يعرف كيف يمكن للمرء أن يبدأ في تحديد الشدة والكآبة والصدمات النفسية لأطفال غزة تحت ال*** الإسرائيلي). لكن بحديثي معه، لمست أنه رجل بالكاد يستطيع إقناع نفسه، حيث أعرب عن رعبه من مشاهد القتلى والجرحى من المدنيين، واعترف بأن الخطابات البلاغية عاجزة عن التصدي لصورة جثة طفل ملطخة بالدماء.
الهجوم على غزة هو أكثر من عار لأن أحد الأسباب الرئيسية لشنه هو تعزيز آفاق نجاح ايهود باراك وتسيبي ليفني في الانتخابات الإسرائيلية القادمة. وإن المذبوحين والمشوهين علي نحو غريب ومروع حقا، هم أضرار جانبية للديمقراطية. ما هو الدرس في التّربية الوطنيّة الذي تريد إسرائيل وأميركا أن تعطيانه بقية العالم!
يوحي صمت باراك أوباما أنه ليس لدي الفلسطينيين كثير من الأمل في الإدارة الأمريكية القادمة. ويكمن الخطر في أنه مع الأمر الواقع الذي فرضه الجيش الإسرائيلي، فإنه (أي أوباما) لن يتمكن، حتى وإن كان على استعداد للسعي لإبرام اتفاق سلام في الشرق الأوسط ليس لديه أي فرصة للنجاح. وقد بدى الرئيس الأمريكي المقبل مثيرا للقلق، مثل "توني بلير أمريكي"، ماكر جذّاب فوتوغرافياً وفارغ وبل وحتى لدرجة الفضيحة التي صاحبت فوزه.
أما بالنسبة لبوش فالعالم قد توقع أن خروجه المخزي من شأنه أن يُتذكر بمشهد قذف الأحذية الكوميدي للصحفي الذي أثار واحداً من تعابير الوجه لبوش ذات العلامة التجارية الخاصة به وهي ما بين فزع و مشاكسة. وبدلا من ذلك فسنشاهد المزيد من الصور المروعة لما يجيد فعله جورج بوش أي نشر الأذى المتعمد وسفك دماء الأبرياء.