تعالت الصيحات والنداءات الداعية إلى تحسين انتاجية المدرسة ومردوديتها والرفع من مستوى المتعلمين بهدف تأهيلهم لولوج سوق الشغل بكفاءات عالية,الشيء الذي تطلب تجنيد لجنة دائمة الأعضاء لمراجعة البرامج والمناهج التعليمية ووضع خطة في شكل ميثاق وطني تعهدت وزارة التربية والتعليم على تفعيل مضامينه خلال العشرية 2000/2009.بعد ذلك سالت أقلام التربويين في دبج وترجمة كتب ومصوغات تربوية أجنبية تساعد المدرس على استيعاب بيداغوجيات معاصرة وطرق تدريس أكثر فعالية في محاولة لتغطية نقص دورات التكوين المستمر.وكان الحال أن امتلأت رؤوس المدرسين بمصطلحات وأفكار تربوية على المستوى النظري إذ غالبا ما يجد صعوبة في تبنيها أواستعمالها,لأنها مستوردة من عالم له بيئة ومحيط خاصين,كما أن تحقيقها يتطلب امكانات مادية هائلة ومعينات ديداكتيكية متطورة وباهضة الثمن .
وعلى سبيل المثال نأخذ م/م المتنبي القابعة قرب جبل توبقال-
أعلى قمة عربية والثانية افريقيا-ومع ذلك لا تتوفر مرافقها على تدفئة رغم قساوة المناخ,كما أن الوصول إلى مركزيتها يتطلب من زائرها 5 ساعات في طرق وعرة عبر وسائل النقل السرية-العتاقة-,وأحيانا امتطاء البغال والحمير,اضافة إلى ظروف المتعلمين الصحية والإجتماعية والإقتصادية المزرية,كيف إذن لمدرس يعمل في مثل هذا المكان وفي مؤسسة تعليمية لا تملك سوى حجرتين دراسيتين مخربتين لا تتوفران سوى على سبورة ومقاعد متآكلة في حين أن برامجه الدراسية تتحدث عن الثورة الكوبرنيكية للوسائل التكنولوجية,وعن الأجهزة الكفية وغيرها.
أين هي حاجات المتعلم واهتماماته؟أين هي جودة المؤسسات التعليمية وصيانتها؟أين هي الوسائل والمعينات القمينة لتحقيق الجودة؟
في نظركم لو كان المتنبي حيا كان سيقبل أن تحمل هذه المؤسسة اسمه وهو القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني**والسيف والرمح والقرطاس والقلم