أحرشاو يرسم أبرز ملامح سيكولوجية الفشل والهدر المدرسي في المغرب - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربوية هنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nasser
nasser
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,076
معدل تقييم المستوى: 7530
nasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميز
nasser غير متواجد حالياً
نشاط [ nasser ]
قوة السمعة:7530
قديم 04-07-2021, 23:41 المشاركة 1   
Post أحرشاو يرسم أبرز ملامح سيكولوجية الفشل والهدر المدرسي في المغرب



أحرشاو يرسم أبرز ملامح سيكولوجية الفشل والهدر المدرسي في المغرب

الأحد 4 يوليوز 2021
اعتبر الغالي أحرشاو، المفكر والسيكولوجي المغربي، أن كثيرا من الأطفال المغاربة ذوي القدرات الذهنية الكافية للنجاح الدراسي ينتهي بهم المطاف إلى الرسوب والفشل، إذ غالبا ما يتوقف مشوارهم عند نهاية التعليم الأساسي على أبعد تقدير.

وحاول أحرشاو، من خلال مقال توصلت به هسبريس، تحت عنوان “ملامح سيكولوجية الهدر المدرسي بالمغرب”، استنطاق طبيعة العلاقة بين الفشل الدراسي لهؤلاء الأطفال وبين الصراع القيمي لأنساقهم الأسرية والمدرسية.

وخلص السيكولوجي المغربي إلى أن الارتقاء بالمدرسة المغربية نحو الأفضل يستدعي تجـويد برامج تعلمـاتها، وتحسين كفاءات متعلميها، وتطوير مهارات نجاحهم واندماجهم معرفيا وقيميا ومهنيا ومجتمعيا.

نص المقال:
لا جدال في أن كثيرا من الأطفال المغاربة ذوي القدرات الذهنية الكافية للنجاح الدراسي ينتهي بهم المطاف إلى الرسوب والفشل، إذ غالبا ما يتوقف مشوارهم عند نهاية التعليم الأساسي على أبعد تقدير. وحيث إن الهدف المرسوم لهذا المقال يتحدد في محاولة استنطاق طبيعة العلاقة بين الفشل الدراسي لهؤلاء كحقيقة ملموسة تترجمها مظاهر التكرار والرسوب والانقطاع والضياع، وبين الصراع القيمي لأنساقهم الأسرية والمدرسية كواقع موضوعي يفرض نفسه، فإن اهتمامنا سينصب على الوقوف عند أهم ملامح سيكولوجية هذا الفشل من داخل نتائج وخلاصات الدراسة الميدانية التي أنجزناها في الموضوع، وذلك من خلال التفصيل في ثلاث نقاط جوهرية:

الأولى تهم مدلول التسربات الدراسية وحجمها؛ إذ على الرغم من أن بناء مدرسة حديثة شكل المطلب الرئيس للمغاربة غداة الاستقلال، إلا أن هذا المطلب كان ومازال يشكل منذ ستينيات القرن 20 موطنا لنواقص كلها تعبير عن مظاهر التسرب والإخفاق والتراجع وخيبة الأمل. فرغم بعض النتائج المشجعة على صعيد تعميم التمدرس وتوسيع الولوج إلى خدمات التربية والتكوين فإن معضلة الفشل الدراسي مازالت تستفحل كميا وتتعمق كيفيا وسط تلاميذ السلك الابتدائي بالخصوص؛ فحسب المؤشرات الواردة في تقرير النموذج التنموي الجديد فإن 67% من هؤلاء لا يحسنون القراءة، و40% لا يتممون تعليمهم الابتدائي، وحوالي 450 ألف يغادرون المدرسة سنويا بدون شهادة.

وللتوضيح، فمن ضمن 100 متمدرس مثلا فإن نسبة الذين يقعون فريسة للتكرار مرة واحدة أو أكثر تتدرج من 65% بالابتدائي إلى 82% بالإعدادي، إلى 94% بالتأهيلي؛ إذ إن 3% فقط هم الذين يحصلون على الباكالوريا بدون تكرار.

النقطة الثانية تخص أبرز المقاربات التفسيرية لمشكل الفشل الدراسي، ونجملها في ثلاثة نماذج: الأول بيولوجي، يربط حظوظ النجاح والفشل بالتكوين البيولوجي للمتعلم؛ إذ إن نجاح أطفال الشرائح الميسورة يعود إلى ارتفاع ذكائهم الناتج عن نوعية مورثاتهم، في حين أن فشل أطفال الشرائح الفقيرة يعود إلى انخفاض ذكائهم ومحدودية مورثاتهم.

غير أن هذه النزعة البيولوجية تمثل من منظورنا الخاص قمة التفسير العنصري لظاهرة الفشل الدراسي. الثاني سوسيولوجي، يربط الفشل الدراسي بوظيفة المدرسة التي كثيرا ما تسقط في فخ تهميش أبناء الفئات المحرومة باعتماد معايير ثقافية وقيمية ولغوية غريبة عن واقعهم الحقيقي، وذلك بربط توافقهم الدراسي بتعلم طرق جديدة في التفكير والكلام والجلوس، وبفرض معايير ثقافية ولغوية تكرس بالأساس الأفضلية الاجتماعية لأبناء الفئات المحظوظة. أما النموذج الثالث فهو سيكولوجي، يحدد أسباب الفشل الدراسي لكثير من التلاميذ في عوامل من قبيل: تواضع أوساطهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، محدودية ظروفهم المعيشية وأساليبهم التربوية وإمكانياتهم الترفيهية؛ هذا فضلا عن مظاهر قصورهم المعرفي وفقرهم اللساني ونفورهم من المدرسة.
النقطة الثالثة والأخيرة تتعلق بعوامل ومظاهر الفشل الدراسي بالمغرب، وإمكانية تشخيصه والبحث عن حلول لتجاوزه، وذلك بالتركيز على مدخلين أساسيين: أولهما يؤكد على أهمية الفروق الاقتصادية والاجتماعية في نجاح الطفل أو فشله دراسيا، إذ إن عوامل المستوى الاقتصادي للأسرة ووسط إقامتها ومحل سكناها ومهنة الوالدين كلها محددات تلعب دورا مؤثرا في تمدرس أطفالها وتحصيلهم، وتعرض كثيرا منهم للرسوب والفشل؛ وثانيهما يرتبط بأهمية الفروق الثقافية والقيمية في تفسير بعض عوامل ومظاهر الفشل الدراسي، إذ لا نشك في أن الهوة الفاصلة بين ثقافة الأسرة وثقافة المدرسة في المغرب تؤدي حتما إلى فشل كثير من تلاميذ الفئات الشعبية التقليدية.

فأغلب هؤلاء يحتاجون إلى فترة طويلة نسبيا للتكيف مع الفضاء المدرسي الذي يطالبهم بتعلم مفاهيم وقواعد وسلوكيات جديدة لم يتعودوا عليها داخل أوساطهم الأسرية. ونحن لا نستبعد بهذا الخصوص ما تمثله القيم من تأثير إيجابي أو سلبي في ظاهرة التحصيل الدراسي بوجه عام، لكونها هي التي توجه سلوكيات المتعلمين عبر جملة من المواقف والأحكام المتعارضة مثل: جيد- قبيح، مسموح- ممنوع، صحيح – خاطئ..إلخ. فكلما كانت تلك القيم منسجمة مع قيم المدرسة، كما هو الحال لدى أبناء الفئات المحظوظة، إلا وسهَّلت توافقهم الدراسي؛ لكن في المقابل كلما كانت متناقضة مع القيم المدرسية، كما هو الحال عند أبناء الفئات المحرومة، إلا وأدت بهم إلى مقاومة التعلم والتحصيل، وبالتالي التشبع بحالات الكسل والرسوب والفشل.

إذن، فنظرا لدوره الأساسي في سيرورة التوافق الدراسي فإن عامل القيم هذا هو الذي تم التركيز عليه في الدراسة الميدانية التي أنجزناها في الموضوع لصالح الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية على عينة مكونة من 60 طفلا، يتحدد متوسط أعمارهم في 13 سنة، كلهم يتابعون دراستهم بالقسم السابع إعدادي، ويتوزعون حسب مهنة الأبوين إلى مجموعة المحظوظين (30 عنصرا)، ومجموعة المحرومين (30 عنصرا)؛ وقد أفضت بنا إلى مجموعة من النتائج التي نجملها في الخلاصات الأربع التالية:

– بصورة عامة يظهر أن أطفال الأوساط السوسيوثقافية المرتفعة هم أكثر توافقا دراسيا من أقرانهم المنحدرين من أوساط سوسيوثقافية منخفضة، وذلك بفعل تجانس قيمهم الأسرية والمدرسية، في مقابل تباينها لدى أنظارهم من الأوساط الأخرى. وهو التباين الذي عادة ما يتخذ شكل صراع قيمي ينتهي بالطفل إلى فشل دراسي حاد.

– إذا كان تفضيل أطفال الفئات المحظوظة للثقافة الحديثة يعني ضمنيا تثمينهم الإيجابي لقيم المدرسة، وبالتالي تحقيق توافق دراسي أكبر، فإن الأمر يبدو عكس ذلك بالنسبة لأطفال الفئات المحرومة الذين يفضلون الثقافة التقليدية الأصيلة التي تتعارض في كثير من الجوانب مع القيم الحديثة للمدرسة، الأمر الذي يتولد عنه صراع قيمي بين الثقافتين ينتهي بهؤلاء إلى فشل دراسي مؤكد. وهذه مسألة توضحها الخلاصتان المواليتان.

– هناك انجذاب واضح للأطفال نحو قيم المدرسة تبعا لانتماءاتهم السوسيوثقافية، إذ إنه إذا كان الأطفال المحظوظون يختارون بشكل دال وبنسبة 70% قيم الحداثة والتنافسية والاستقلالية التي تراهن المدرسة الحديثة على نقلها وتلقينها، فإن الأطفال غير المحظوظين يفضلون في المقابل وبنسبة دالة لا تقل عن 80 % قيم الأصالة والتضامن والتبعية التي نادرا ما تركز عليها المدرسة الحديثة.

– على عكس أطفال الفئات المحظوظة الذين يتشبعون بقيم الحداثة والتنافسية والاستقلالية في كل من الأسرة والمدرسة، ويحققون التوافق الدراسي المطلوب، فإن أطفال الفئات المحرومة الذين يتشبعون بقيم الأصالة والتضامن والتبعية داخل الأسرة، ويواجهون قيم الحداثة والتنافسية والاستقلالية داخل المدرسة، عادة ما يفشلون في تحقيق التوافق الدراسي المرغوب؛ فغالبا ما تغلب على تصرفات هؤلاء مظاهر التغيب عن الدروس، الشغب داخل الفصل، اللامبالاة أثناء الحصص، تحاشي التواصل مع الأساتذة والزملاء، وتدني مستوى تحصيلهم الدراسي.

بخلاصة، يمكن الإقرار بأنه إذا كنا نثمن فكرة لجنة تقرير النموذج التنموي الجديد التي تؤكد أن “تعليمنا لا يشجع الإبداع والابتكار لكونه ينفتح أكثر على الهدر والفشل”، فالأكيد أن الارتقاء بالمدرسة المغربية نحو الأفضل يستدعي تبعا للنتائج والخلاصات السابقة تجـويد برامج تعلمـاتها، وتحسين كفاءات متعلميها، وتطوير مهارات نجاحهم واندماجهم معرفيا وقيميا ومهنيا ومجتمعيا، وبالتالي استرجاع ثقـة المغاربـة في وظيفتها المعرفية والقيمية كرافعة لتحقيق العدالة التربوية والارتقــاء الاجتماعــي وإشعاع قيم المواطنة وروح الانتماء.
هسبريس من الرباط
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
=======================









الحمد لله رب العالمين
آخر مواضيعي

0 نداء فاتح ماي 2024 : Cdt
0 وزارة التربية الوطنية تكشف تفاصيل المخطط الخاص بتسريع تعلم الأمازيغية
0 رسميا.. وزارة بنموسى تشرع في تطبيق أولى البنود الواردة في النظام الأساسي الجديد
0 في شأن إدماج أساتذة التكوين المهني ضمن أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي : 0890../ 24
0 بيان تضامني مع الأستاذ ( ع, أ ) ضحية العنف المدرسي
0 تائـج الاختبـارات الكتابيـة لمباراة انتقاء أساتذة لتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية المقيمة بأوروبا - دورة مارس 2024
0 ​مذكرة رقم 24-151 بتاريخ 17 أبريل 2024 في شأن إدماج بعض الموظفين المنتمين إلى قطاع التربية والوطنية ضمن بعض الأطر المنصوص عليها في النظام الأساسي الجديد
0 مذكرة رقم 24-150 بتاريخ 17 أبريل 2024 في شأن إدماج بعض الفئات من الموظفين ضمن بعض الأطر المنصوص عليها في النظام الأساسي الجديد
0 صرف الزيادة في الأجور لأسرة التعليم نهاية شهر أبريل الجاري.
0 مجلس الأعلى للتربية والتكوين يُقيّم تطور المساواة بين الجنسين في التعليم

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« برلمانيون يطالبون الحكومة بصرف أجور و معاشات العيد | تعيينات الغفلة..رئيس المنظمة الطلابية للبجيدي مسؤولا بالصندوق المغربي للتقاعد »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بوسعيد يرسم أبرز معالم مشروع قانون المالية لسنة 2018 nasser دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 0 28-07-2017 13:44
الـpjd يرسم خطاً أحمر أمام تضمين الدارجة في مناهج التعليم nadiazou دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 4 22-02-2015 11:14
أرقام مخيفة حول تشغيل الأطفال والهدر المدرسي في قُرى المغرب طيف دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 12-04-2009 13:50
أرقام مخيفة حول تشغيل الأطفال والهدر المدرسي في قُرى المغرب the teacher01 دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 1 11-04-2009 03:13
أرقام مخيفة حول تشغيل الأطفال والهدر المدرسي في قُرى المغرب fouad99 دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 10-04-2009 15:29


الساعة الآن 13:12


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة