هي شابة وجميلة، على درجة عالية من التربية، ولم يكن ذلك ليثير كثير اهتمام لولا أنها أصبحت زوجة الأمير مولاي رشيد.
ملامح هادئة، لكنها محاطة بأقوى شخصيتين في المغرب، الصورة الجديدة للعائلة الملكية مغرية، لكنه بالنسبة لها بدابة تعاطف وشغف للمعرفة من كل البلد. من هي هذه التي تمكنت من قلب أشهر عزاب المملكة؟
رغم أنها غير معروفة عند العامة، فإن أم كلثوم بوفارس ليست غريبة تماما كما يعتقد، فهي ابنة مولاي المامون بوفارس، الذي هو ابن للا خديجة شقيقة السلطان محمد الخامس، فهي تملك شجرة أنساب ملكية راسخة، فهي شريفة راسخة، لكن كيف نجحت في جلب اهتمام الأمير الذي أكمل 44 سنة من عمره، والزواج منها؟
يتم التداول في المحيط الملكي أن عائلتها ظلت دوما قريبة جدا من البلاد، وإذا كانت والدتها لطيفة ليست من سلالة ملكية، فإنها ليست هي أيضا غريبة عن دار المخزن، ولو صدقنا بعض ما يتداول، فإن زواج واحدة من بناتها مع فرد من العائلة الملكية ظل حلما قديما لديها.
وحسب العديد من أقاربها الذين بالكاد يطلقون معلومة هنا ومعلومة هناك، فإن والديها قد ظلا دوما يعاملانها كأميرة، منذ طفولتها الأولى، وأكيد أن أم كلثوم حلمت بدورها بزواج أميري، في سرها.
ولدت أم كلثوم بوفارس يوم 3 فبراير 1987، وهي أصغر أفراد العائلة، ولا نعرف الكثير عن شقيقتيها عبلة ـ التي تحمل نفس اسم أم الحسن الثاني ـ وأم الغيث، غير أنهما متزوجات وتسكنان معا في الرباط، ولقد قضت طفولة هنية بمراكش بالمنزل الوظيفي لوالدها قبالة مسجد الكتبية منذ تعيينه عاملا على مراكش المدينة سنة 1994.
درست الابتدائي بمدرسة "أوغست رونوار" والإعدادي والثانوي بثانوية "فيكتور هيغو" مثلها مثل كل أبناء العائلات المراكشية الغنية، عرف عنها في كرسي الدراسة أنها خجولة ومنعزلة.
وحسب اعتراف لإحدى زميلات دراستها القديمة فهي "لم تكن من نوع الفتيات التي تثير المشاكل والانبتاه، وأنها ظلت نموذجا عاليا للتربية القويمة"، وغير بعض اللقاءات ببيتها مع زميلاتها، لا نعرف شيئا عن ميولاتها.
وكما تؤكد إحدى صديقاتها، فإنها لا تملك أي حساب على الفايس بوك ولا على أي موقع اجتماعي آخر، حتى تضع نقطة النهاية لبعض ما أشيع حول "تنظيف" حياتها الإلكترونية قبل الزواج، هل هذا يعني أنها كانت تعلم أي مستقبل أميري ينتظرها؟
على المستوى الدراسي، كانت من اللواتي ينجحن دوما دون أن يثرن الاهتمام حول ذلك النجاح الراسخ، مما جعلها تقطع مسارا أكاديميا تكوينيا عاديا بعد حصولها على شهادة الباكالوريا في شعبة الاقتصاد سنة 2006، لتغادر بعدها مراكش صوب باريس، تماما مثلما كان الحال مع شقيقتيها قبلها، حيث سكنت في أرقى أحياء العاصمة الفرنسية على الضفة اليمنى لنهر السين، حيث عاشت وحيدة في شقة فاخرة بشارع بيير الأول الصربي بالدائرة الثامنة بباريس.
كان هدفها أن تكون قريبة من المعهد الأوربي للأعمال غير البعيد عن سكناها، ففي ذلك المعهد المتخصص في تدريس مهن الإدارة والتدبير قضت أم كلثوم كل سنوات تكوينها العليا، حيث قضت مثل باقي زملاء دراستها 5 سنوات أنهتها بماستر متخصص في التدبير والتواصل، كان ذلك قد تم بدون أية مشكلة من أي نوع، مما أسعد كل من يحيط بها من العائلة الملكية.
تصفها صديقاتها ـ اللواتي فضلن البقاء في الظل ـ أنها وهي في 27 سنة من عمرها بقامتها التي تصل إلى 1.65 مترا، جد طيبة، ميالة إلى الصمت وحالمة بعض الشيء، ذلك ما يتوافق مع بروتوكول التقاليد الملكية، بقوام نحيف وشعر منساب ونظرة عين ثاقبة، فإن هذه الشابة التي يقولون إنها مهتمة بأنوثتها، جميلة حقا، ولعل ذلك ما دفع الأمير مولاي رشيد أن يقع في عشق ملكاتها تلك.
لا أحد يعرف بالضبط متى تعرفا على بعضهما، لكن بداية العلاقة كانت سنة 2012، وهو وقت جد كاف كي يتعرفا عميقا على بعضهما، والوصول إلى قرار الارتباط، بل إنه في نفس التاريخ من السنة الماضية، تسرب خبر أن الأمير قرر الزواج منها، خاصة بمدينة مراكش.
مرت سنة انتظار كاملة للشابة أم كلثوم، قبل أن تتسارع تفاصيل الزواج، وجاء خبر الزفاف رسميا من خلال بلاغ وزارة التشريفات، ولقد تم ذلك ضمن إطار عائلي جد محدود.
وبعد أن اتصلت مجلة "تيل كيل" مع والدها المامون بوفارس، أكد لها أن قرار الزواج تم في ظرف زمني سريع، معلنا غبطته وفرحه العالي بذلك الزواج، وجوابا على سؤال محدد: هل أنت سعيد؟ قال:"طبعا، من هذا الأب لا يمكن أن يكون سعيدا جدا بزواج ابنته، إنه فخر لنا ولكل العائلة".
العائلة التي توسعت، العائلة الملكية الموحدة، ويقال إن حفل العرس سيكون بمراكش بعد شهر رمضان.