"الرديّف... غزة... قضيتنا ما تتجزأ...": لمـاذا؟ - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية أشرف كانسي
أشرف كانسي
:: مشرف دفتر أخبار الجمعيات التربوية ::
تاريخ التسجيل: 17 - 1 - 2009
السكن: القليعة / عمالة إنزكان أيت ملول
المشاركات: 2,080
معدل تقييم المستوى: 396
أشرف كانسي في إبداع متزايدأشرف كانسي في إبداع متزايدأشرف كانسي في إبداع متزايد
أشرف كانسي غير متواجد حالياً
نشاط [ أشرف كانسي ]
قوة السمعة:396
قديم 26-01-2009, 00:29 المشاركة 1   
Cool "الرديّف... غزة... قضيتنا ما تتجزأ...": لمـاذا؟

"كما ليس للقمع وطن، ليس للنضال وطن."
حمة الهمامي

عاشت مختلف المدن التونسية منذ إنطلاق الحملة البربرية الصهيونية على قطاع غزة العديد من التظاهرات الشعبية المندّدة بالعدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني والمدعوم من قبل قوى الغرب الإمبريالية، يضاف لهم تواطؤ الأنظمة العربية العميلة سواء كان ذلك عبر التغاضي على إستغاثات ثكالى غزة وأطفالها بفتح معبر رفح، أو بالصمت الذليل والقمع المفتوح ضد شعوب الوطن العربي على غرار ما يقع في تونس من حرمان وتصدي لكافة مظاهر التعبير العفوي على حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون.
وقد تميّزت مجمل المسيرات الشعبية والفالتة من محاولات النظام إمّا لقمعها أو إحتوائها بجملة من الشعارات التي عبّرت عن عمق الألم والغبن والشعور بالمهانة أمام ما يقدم عليه الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين منذ عقود. ولم تقتصر الشعارات المرفوعة على المساندة لشعب فلسطين بل تعدتها لتعبّر عن وعي متقدم بترابط القضايا القومية بالقضايا الوطنية. فالتونسيات والتونسيون لم يتجاهلوا ما حلّ بمدن الحوض المنجمي لاسيّما ما عانته مدينة الرديّف، ولا زالت، من قتل وإعتقال وتعذيب وترهيب وإنتهاك للحرمات ونهب وتشفي من الأهالي الذين صمدوا على مدى أشهر في وجه الغطرسة النوفمبرية.
فهتفت الحناجر عالية من شباب وأطفال وشيوخ وكهول، مردّدة بكل إندفاع وبكل قوة تنبع من تاريخ الشعب التونسي المكتوب بدماء الفلاقة والكادحين، "الرديّف... غزة... رمز العزة"، "قضيتنا ما تتجزأ... من الرديّف حتى لغزة". شعاران اختزلا التلازم بين الهمّ الإنساني النابع من الحرية ضدّ الإحتلال وبين الهمّ الوطني ضدّ الإستبداد بكافة تشكلاته.
وعادة ما تعبّر الشعارات بشكل مكثف عن بديل ما أو طرح لمرحلة ما أو لمسألة ما، تكون تكتيكية أو إستراتيجية، فالشعارات هي "زبدة" الأطروحات والبرامج السياسية أو النقابية أو الإجتماعية أو الثقافية تلخص ما يسعى لتحقيقه رافعو الشعارات بكلمات محدودة وبسيطة ومركزة.
وإذا ما حاولنا تفكيك الشعارين الذين تمّ رفعهما في المسيرات والمظاهرات الأخيرة حول غزة ننتبه إلى الأهمية البالغة في التلازم النضالي في وعي التونسيات والتونسيين بين ما تعيشه غزة من همجية العدوان الصهيوني وبين الإحساس الذي طال منذ عقود، بالقهر والغبن والحرمان من الحق في التعبير والحق في التجمع والحق في التظاهر.
فحين يردّد المحتجون شعارات تحوصل اهتماماتهم الآنيّة بأنهار الدماء في غزة، لا يعني تجاهلهم للقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الحوض المنجمي والتي تشابهت إلى حدّ ما مع ما وقع في هذه المدن رغم الإختلاف في حجم الضرر والذي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال مقارنته بما يقع في قلعة الصمود العربية الأخيرة في وجه الإحتلال. لكن هنالك تتطابق "غريب" في أساليب وآليات القمع والغطرسة.
وبالعودة لما وقع في مدن الحوض المنجمي لاسيّما مدينة الرديّف نسجل بكل ألم "الإستعمال المفرط للقوّة" حسب قاموس المنظمات الدولية، فالأهالي واجهوا أعتى أنواع القمع لـ"ردعهم" من قبل النوفمبرية على المطالبة بحقهم في العيش بكرامة وفي نصيبهم من الثروة الوطنية التي ظلت حكرا على مجموعة من المستثريين على حساب أبنائهم المنهكين بالبطالة والفقر والبؤس. لذا عمد نظام بن علي إلى توظيف الأجهزة الأمنية بمختلف أنوعها وبالآلاف من "بوب" و"بوليس سياسي" وحتى الجهاز العسكري، بالإضافة للمخرّبين من وشاة ومأجورين ومرتزقة، مع إستغلال مفضوح لسلطة القضاء، كل هذا كي يتمكن من السيطرة على الإحتجاجات وخاصة القضاء على روح المقاومة داخل أبناء الجهة الذين نجحوا في كسر حاجز الصمت وإفتكاك حقهم في التعبير بمختلف الأشكال السلمية، فقتل وعذب وأعتقل وشرّد الشباب والنساء في سنة "الحوار مع الشباب". وبذلك تحوّلت المدينة الثكلى إلى ثكنة محاصرة ومقسّمة بالحواجز البوليسية يراقبون كل من يدخل ويخرج ويعمدون إلى إهانة الأهالي والتعدي على حرمات منازلهم ونهب مدخراتهم وتدمير ممتلكاتهم ومحاكمة أبطالها بتهم "مقاومة الإرهاب" على غرار ما يقع في فلسطين.
فلننقل هذا المشهد إلى قطاع غزة لنتمثل التشابه والتطابق في الممارسة القمعية من طرف الصهاينة على الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وأسر وتعذيب وتعدي على الأهالي وعلى ممتلكاتهم لكن الإختلاف يكمن في الجلاد والمغتصب والقاتل والمتغطرس والهمجي، وهنا لن نبحث في أيّهما الأبشع لسبب بسيط إذا ما إرتكز تحليلنا على الزاوية الطبقية لكل منهما، فالنظام التونسي يمثل مصالح بورجوازية كمبرادورية عميلة للغرب تعمل على حفظ مكاسب الإمبريالية على الأرض التونسية والدفاع عن مصالحها بشتى الطرق التشريعية والقضائية والتنفيذية، في حين يشكل النظام الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين تعبيرة مكثفة ومتقدمة على مصالح الإمبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا التي تراهن على الحفاظ على مصالحها الإقتصادية تتقدمها حقول النفط الضخمة، بالإضافة إلى المساهمة في تفكيك الوطن العربي وتخلفه وجعله متشرذما في كونتونات محكومة من طرف أنظمة إستبدادية قروسطية وعسكرية، وللتلخيص فإن الكيان الصهيوني هو جزء من المشروع الإستراتيجي للرأسمال الإمبريالي في الشرق الأوسط للسيطرة على العالم وعلى خيراته ومقدراته وشعوبه.
إذا نتبيّن الآن مدى الترابط الطبقي بين من يقاوم الإحتلال وبين من يقاوم الإستبداد حتى أن آليات القمع تتشابه إلى أقصى الحدود، ولذا لا يمكن لنا أن نتفاجأ من الربط الواعي بين ما يقع في غزة وبين معاناة أهالي الرديّف والإختلاف كما قلنا سابقا يكمن في حجم الخسائر، فالتونسيون الذين هبّوا لنصرة غزة رفعوا على أكتافهم البديل الحقيقي لتحرر الشعب الفلسطيني الذي تتجسد إحدى روافده في تحرر الشعوب العربية من الديكتاتوريات الغاشمة كي يتمكنوا تجاوز حدود المساندة القلبية والشفوية لملامسة المساندة العملية عبر الفعل في الواقع والتأثير في مجريات الأحداث في غزة الصامدة.
إن شعار "الرديّف...غزة... قضيتنا ما تتجزأ..." ينمّ عن فهم لطبيعة المرحلة من قبل الشعب التونسي وطلائعه المتقدمة والمنغمسة في قلب هموم العمال والفلاحين والمهمشين، فالإستغلال والنهب للثروات من طرف الإمبريالية وعملائها يتخذ العديد من الأشكال والآليات من إحتلال مباشر وغير مباشر أو تنصيب لأنظمة عميلة جوهرها الإستبداد والقمع مهما تم تزيينها عبر جمهوريات صورية أو دعاية خبيثة حول مكاسب العولمة للإنسانية التي لازالت تعاني جوهر الإستغلال الطبقي وتعايش آلامه وبؤسه. إن النضال ضد خدم الرأسمال العالمي لا يمكن أن يتجزأ ولو مع بعض الإختلافات النسبية في الأدوات وأوليات النضال لكن جوهره يظل مرتبط بوحدة حقيقية ومقاومة بين الكادحين في العالم أجمع. فالتصدي الشجاع للمقاومة الوطنية في غزة ضدّ هنجهيّة وغطرسة الصهيونية هو جزء لا يتجزأ من مقاومة أهالي الرديّف ومعتقليه لجبروت الإستبداد، ومن مقاومة الكادحين في "سيدي إيفني" و"آيت باعمران" للتهميش والإقصاء، و من مقاومة الطبقة العاملة في المحلة ضد الإستغلال الرأسمالي في مصر، ومن مقاومة العراقيين الأحرار للإحتلال البربري الأمريكي وعملائه، ومن مقاومة الشعوب العربية جمعاء ضد الإستبداد والظلم والحيف الإجتماعي.
إن شعار "الرديّف... غزة... رمز العزة..." الذي ردّدته الحناجر الغاضبة في الشوارع رغم الحصار الأمني من جهة والدعاية الكاذبة والمزيفة حول "مساندة بن علي" للقضية الفلسطينية والتي جسّدها أخيرا برفضه الحضور في "قمّة الدوحة" من جهة أخرى، هذا الشعار لخّص نشوة التونسيات والتونسيين وفخرهم بالمقاومة الباسلة لكافة تشكلات الرأسمال الإمبريالي الإستبدادي وإنخراطهم في خندق المقاومة الشعبية ضدّ من باعوا فلسطين وغزة في المزاد العلني للأنظمة النهابة وذلك بعد أن باعوا أوطانهم وشعوبهم وخيراتهم بأبخس الأثمان ليتحوّلوا إلى دمى ورقية بأيدي الغرب، لا يدافعون إلا على مصالح عائلاتهم والمحيطين بهم من فاسدين ومرتشين. لقد غلّف التونسيون دماء شهداء الرديّف وغزة بالعزة والعزة والعزة... عزة المقاوم والمناضل والصامد والمتحدّي والقابع بين جفون الكرامة والتحدي لكافة أشكال التدجين... عزة الأوطان التي تتوق للتحرر والإنعتاق الإجتماعي... عزة السائرين في درب الحرية بالدماء، نبراسهم في سيرهم الدامي قول الشاعر "بأن تاريخ الشعوب لا تكتب بغير الدماء".









آخر مواضيعي

0 أستاذ يشنق نفسه داخل فندق بسيدي بنور
0 متجدد: أنشطة الجامعة الصيفية لشباب آميج بالصور
0 آميج تستعد لإفتتاح دورتها الثانية من الجامعة الصيفية الشبابية بمدينة الجديدة
0 عن افتتاح أبواب التسجيل بالمخيم الصيفي لفائدة الأطفال بأكادير الإنبعاث
0 عين القليعة: شقق للكراء خاص بالمهنيين
0 الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع أيت ملول تنظم مخيما صيفيا في شاطئ الوطية بمدينة طانطان
0 ما رأيكم؟
0 طرد عبد الفتاح رحمون من التنسيقية الوطنية لمعتقلي الزنزانة 9
0 جمعية تلعينت للتربية والتنمية القليعة توقع اتفاقية شراكة مع جمعية أم البنين أكادير
0 باركو عيد ميلاد المدير العام مصطفى القايد ...

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لمـاذا؟

« مسيرة تضامنية مع غزّة | إنهاء العدوان بيد المقاومة وليس بيد مجلس الأمن »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
conjugaison 6ème année primaire :les V en "cre" "ger" "eler" "eter". omoanwar دفاتر أساتذة و تلاميذ التعليم الإبتدائي 13 15-06-2009 19:54
عباس يأمر بتشكيل "غرفة طوارئ" تحضر لملء "الفراغ" أملاً بانهيار سلطة "حماس" بغزة ابن خلدون دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 8 20-01-2009 00:36
عباس يأمر بتشكيل "غرفة طوارئ" تحضر لملء "الفراغ" أملاً بانهيار سلطة "حماس" بغزة أبو حسام الهواري دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 8 17-01-2009 23:12
"أم قبيح" "حمالة الحطب" "مرضعة أبليس".. مصاصة الدماء تسيبي ليفني nafiss دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 15 08-01-2009 13:40


الساعة الآن 11:14


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة