"أرشاش"..رائدة الشعر الأمازيغي في مقاومة الظواهر السلبية

[nasser]

الاثنين, نوفمبر 16, 2015 - 17:00
عبدالله العـسري

يعتبر الشعر الأمازيغي مرجعا أساسيا، لعلاج ظواهر اجتماعية عدة في حياة أفراد المجتمع الشفوي بالجبال والسهول، وتبعا لذلك نجد العديد من الشعراء الأمازيغ اجتهدوا في تقريب مفاهيم جملة من القيم الأخلاقية والإنسانية، لأذهان عناصر المجتمع الذي يعيشون وقائعه، ومن هؤلاء الشعراء من يستعين باستشارة الفقهاء ذوي الرأي السديد في مجال الإفتاء، والفصل في بعض النوازل الفقهية المستعصية حلها، والمتتبع لشعر الحاج عمر واهروش يلاحظ أن هذا الشاعر يعتمد أساسا في النظم على الشعر القصصي، وإن كان بعض النقاد يرون في بعض هذه القصص مبالغة كما في قصيدتي وقائع " وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم " وقصة " مرض نبي الله سيدنا أيوب عليه السلام"، وكما يستشف المتتبع لهذا اللون من الشعر الأمازيغي أسلوبا جذابا وبناء رائعا لبنية القصيدة، كما في قصيدة طويلة تحكي الامتحان العسير الذي اجتازه " نبي الله يوسف عليه السلام " للشاعر محمد أبعمران.

الغش ظاهرة سلبية في المجتمع ...

وعلى مستوى الظواهر الاجتماعية يلعب الشاعر الأمازيغي دور المصلح في مجتمعه، ويغتنم الشاعر كل فرصة بدت له لإصلاح ما يمكن إصلاحه، ونقف اليوم عند قصيدة "الغش " للمجموعة الغنائية "أرشاش" التي نبهت الغشاشين في الأسواق ودعتهم إلى الاستقامة والكف عن تزوير العديد من المواد وبيعها بأثمان باهظة، ولمجموعة أرشاش الأمازيغية السبق في نظم هذه القصيدة الرائعة التي واكبت فيها ما تعيشه بعض الأسواق من غش مفضوح ، حيث تقول المجموعة:

ءيمربا ءانيت ءاكيم ءيغي لحاق تكرفتاغ ، / رباه أيتها النية أحكمت القيد علينا ،

نغال ءيسا تسرباحت ءيميل ءاح ؤكان ، / وأحسنا الظن فيك لكن هيهات ...

لغش ءادران ميدن غاصا ءييرين تيكركاس ،/ فالناس استحبوا اليوم الغش والكذب معا،

وا نا كا ءيساولن ءيكال فاينا تينين ، / يبالغ الانسان في اليمين في كل شيء،

وتنتقل المجموعة، إلى ذكر عواقب الغش ومنها ما يسقط فيه الغشاش، من تدرج إلى أن يصبح منافقا في تعاملاته اليومية، كما تأسفت على تفشي هذه الظاهرة المشينة في المجتمع والتي يخاف من أن تصبح قاعدة في البيع والشراء في الأسواق، حيث تقول المجموعة:

لغش ؤرار ءيسرباح ءيساكا تاوين ، / بئس الغش عديم الربح يقود حتما...

إماتالن ءاد ناكين س لمنافقين ، / أهل الخداع لينساقوا مع المنافقين ،

ءاح ءاييمي ءار سوينكيمغ ءايلاغ رميغ ، / أماه أجهدت فكري حتى مللت ،

نستوتلد كولو س لعاقل ؤرناك ءانيغ ، / وأجهدت عقلي ولم أعثر قط ،

ما نيغ ءيل واكال ءيغوسن ؤريكي شيطان ، / على أرض نظيفة لم يطأها قدم الشيطان ،

ما نيغ ءيل ؤكوك ءيدوسن ؤر ءيسان ءامان ، / ولا على سد متين لا ينفذ منه الماء ،

ما نيغ ءيل يان بنادم ستنيت ءيس ءيصلح ، / ولا على انسان صالح يطمئن إليه المرء ،

إغاك ؤر يوكر ياكين لامانات نون ، / إن لم يسرقك يطلع على أماناتك ،

ولم تخف المجموعة سخطها، على هذا الصنف من الباعة المنتهزون لفرص الغش و الاستيلاء، على مال العباد بطرق المكر والخداع متوعدة إياهم بسوء العاقبة، بقولها:

ءيمربا ءاسوق ءينعياب ءاور ءيكمل واسنك ، / لا أنهى الله يومك ياسوق الغشاشين ،

ءاداك ءيسمد ربي غ ء يسفوقورن ترويت ،/ وزادك الله في الهلاك والركود ،

ءاور ءيزنز يان لعيب ؤلا ءيسغاتن يان، / / لكي لا يصاب فيك المتسوق بالغش إن باع أو اشترى ،

تازكموت كانتيد لخناشي غ لخنشات ،/ ملأ أهل الغش الأكياس بفضلة زيت أركان ،

سول ءافين مامي زنزان سول س لوصيات ، / ومضوا يبيعونها وياللعجب بالوصايا !!!

ها لاسواق حرا كان ماي تسوق لخلق ، / ما الأسواق اليوم بمقصد مطمئن ،

الدعوة إلى مقاومة الغش...

ودعت المجموعة أفراد المجتمع، إلى اليقظة ومقاومة هؤلاء الغشاشين، الذين ينوون تكريس ظاهرة الغش بين الحرفيين والباعة، وعززت المجموعة دعوتها بالإتيان "بحكم بليغة" من التراث الأمازيغي من قبيل: " كيتامت ءالعتوبات يان ؤريكنون ، / فاليصطدم بعتبات البيت من قل انحناؤه !!! " وذلك في قولها :

دوي آوا دوي أواد إطسن ماس نساوال ؟ / تيقظ يا هذا الذي ظل نائما ؟

هان ءيد باب ن ريبا نموافاقن فلاغ ، / فأهل الربا تآمروا علينا ،

زلكند ءاكنوش ن تاضوت ف لمسك ءاحوري ، / عرضوا علينا كومة من الصوف على أنها مسك حر ،

ءييرين ءاختيد زنزان يان ءيميك ءييان ، / وأرادوا بيعها لنا بأقساط ،

تياقنا تاغ كا ءاتنت نجمل ءيتمو نيفاق ، / هيوا بنا جميعا للحد من هذه الآفات كلها ،

ءاتنت نزلف ف تركين ءانسكار صمخ ، / ونهيئ الجمر لصنع الصمغ ،

نارا سرس هان مدن كان يان غ تمساغين ، / ونكتب به إياكم فالناس متحدون ومستاؤون ،

نارا سرس هان مدن كان ؤري ري يان ، / ونكتب به إياكم فالناس متدمرون و لاأحد يواسيهم ،

نارا سرس ضوف ءازمزنك ءارتن تافيم ، / ونكتب به ترقب فرصتك أيها المرء ،

نارا سرس أوال إدرن والي ياس ئينان ، / ونكتب به صدق من قال :

كيتامت ءالعتوبات يان ؤريكنون ، / فاليصطدم بعتبات البيت من قل انحناؤه !!!

ءيخ باهرا ءيكنا يانءيعول ءايسلوم ءاكال ، / ومن بالغ في الانحناء فاليلعق الثرى!!!

[nasser]

[خادم المنتدى]

[nasser]