مطالب بالتحقيق مع نجل أمني في مقتل تلميذ بالبيضاء
آباء تلاميذ بمدرسة الكسائي بالبرنوصي يطالبون بوقف آلة الموت بطريق الرباط سابقا
يوسف الساكت
الصباح : 25 - 05 - 2012
لفظ التلميذ جواد زهيد، من حي سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء، الاثنين الماضي، أنفاسه الأخيرة بغرفة الإنعاش بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهروشي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، التي دخلها يوم الأحد 13 ماي الجاري، متأثرا بحروج غائرة ونزيف حاد في الرأس، إثر حادثة سير بالطريق الوطنية (كيلومتر 12)، حين كان يهم بالمرور في اتجاه منزله بدرب الدبان، بعد مغادرته مدرسة الكسائي، المقابلة لمقر جمعية بيتي بحي القدس.
وخلف موت الطفل جواد زهيد حزنا عميقا في صفوف زملائه والأساتذة والأطر التربوية بمدرسة الكسائي والثانوية الإعدادية طرفة بن العبد وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ الذين يفكرون في تنظيم وقفة احتجاجية، بالمكان عينه، لوقف آلة الموت والقتل بهذه الطريق التي تجاوز عدد ضحاياها20 ضحية منذ 1996 ، ضمنهم قتلى ومعطوبون ومعاقون، دون أن تتحرك السلطات المحلية لوضع حد لهذه الفظاعات اليومية، عبر تشييد ممرات محروسة ووضع حواجز إسمنتية وعلامات تشوير، والتنسيق المستمر بين الأطر التربوية وأمن المرور لتنظيم عمليات مرور التلاميذ في شروط من السلامة.
وطالب آباء بمدرسة الكسائي بمواصلة التحقيق القضائي في مقتل التلميذ زهيد (10 سنوات كان يتابع دراسته، قيد حياته، في القسم الخامس)، والاستماع إلى الشهود وأسرة الضحية، سيما أمام تضارب المعطيات حول السبب المباشر في حادثة السير، إذ تحاول بعض الأطراف تغيير ملامح الحادث، وتوريط صاحب سيارة أجرة من الحجم الكبير، يقول شهود، إنه تفادى الطفل وسط الطريق، ساعة الحادث، قبل أن تصدمه سيارة أخرى كانت تسير في الاتجاه المعاكس وكان يقودها ابن مسؤول في الأمن لاذ بالفرار، قبل أن يعود والده بالسيارة إلى مكان الحادث.
وفي انتظار نتائج التحقيق، ذكر آباء وأولياء تلاميذ مدرسة الكسائي والثانوية الإعدادية طرفة بن العبد بلائحة طويلة من حوادث السير المميتة بطريق الرباط سابقا، قبل بناء الطريق السيار، التي تعج بعدد كبير من الحافلات العمومية والشاحنات وشاحنات نقل الحاويات وآليات الحفر ونقل الحجارة، مؤكدين أن الطريق تمر على عدد من المؤسسات الاجتماعية (جمعية بيتي والخيرية الإسلامية) ومؤسسات تعليمية (مدرسة الكسائي والثانوية الإعدادية طرفة بن العبد) وقرب مناطق سكنية مكتظة مثل دوار بولحية ودوار الدبان وإقامات فدان الخير وسوق الأكراد.
وقبل سنوات قليلة، حصدت الطريق تلميذين (صلاح الدين فتاش وصلاح الدين لحلو) كانا يتابعان دراستهما بمدرسة الكسائي وإعدادية طرفة بن العبد، كما أصيب التلميذ وليد ذراع (ست سنوات) بجروح وتوفي تلميذ آخر (ثماني سنوات) سنة 1996 كان يتابع دراسته بالمستوى الثاني. وحصدت الطريق نفسها أرواح ثلاثة مواطنين قبل خمس سنوات، آخرهم الوجدي (50 سنة) بعد مقتل شاب يبلغ من العمر 32 سنة، وسيدة تدعى مريم لفظت أنفاسها الأخيرة عن سن 45 سنة.
وفي الوقت الذي يطالب الآباء بالتدخل العاجل لوقف آلة الموت بهذه الطريق، نبهوا إلى مخاطر انعدام وجود ممر محروس على السكة الحديدة شمال المنطقة، إذ سبق أن حصد القطار القادم من الرباط في اتجاه الدارالبيضاء أرواح ثلاثة مواطنين خلال السنتين الماضيتين.