رسالة إلى الملك محمد السادس: لا إصلاح للتعليم دون إصلاح للقائمين عليه. - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب

أدوات الموضوع

nasim111
:: Guest ::
المشاركات: n/a
نشاط [ nasim111 ]
قوة السمعة:
قديم 28-12-2012, 02:55 المشاركة 1   
منقول رسالة إلى الملك محمد السادس: لا إصلاح للتعليم دون إصلاح للقائمين عليه.

[]محمد الوالي : تازة اليوم .
جلالة الملك .
بكل ما يجب لمقام جلالتكم من احترام، و ما يجب من تقدير و إجلال لمجهودات جلالتكم في إصلاح أحوال البلاد و الشعب منذ اعتلاء جلالتكم العرش، أستسمح جلالتكم في أن أخاطبكم من موقعي كمواطن مغربي بسيط في موضوع إصلاح التعليم، و لا سيما إصلاح التعليم العمومي.
فقد تابعت خطاب جلالتكم الموجه إلى الأمة يوم 20 غشت من السنة التي نودعها، بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب، و الذي أكدت فيه جلالتكم على ضرورة تخويل المنظومة التعليمية لأبنائنا “الحق في الاستفادة من تعليم موفور الجدوى والجاذبية. وملائم للحياة التي تنتظرهم”، و كذا على ضرورة “تمكين الشباب من تطوير ملكاتهم. واستثمار طاقاتهم الإبداعية. وتنمية شخصيتهم للنهوض بواجبات المواطنة. في مناخ من الكرامة وتكافؤ الفرص. والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
و قد شاءت الظروف أن يتصادف خطاب جلالتكم هذا مع التحاقي بسلك التعليم كأستاذ متدرب لمادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي. و هو ما مكنني من الاطلاع عن كثب على واقع المدرسة العمومية بالسلك المذكور، بعد أن كان اهتمامي بالموضوع لا يتعدى المواكبة الإعلامية من خارج المنظومة التربوية، من موقعي كمشتغل بالإعلام. و من خلال معايشتي الميدانية حتى الآن لواقع المدرسة العمومية أصبح يؤرقني سؤال حيوي: هل من الممكن، بالفعل، أن ينجح أي مشروع للإصلاح في ظل الكسل البيروقراطي، و التردي المعرفي و البيداغوجي، و التعامل مع المتعلمين بناء على تمثلات و أحكام مسبقة تنطلق، مبدئيا، من كون التلميذ المغربي كائنا ذا قدرات عقلية أقل من نظرائه عبر العالم، و أقل من الأجيال السابقة؟ و هل يمكن لمثل هذه العقلية ـ و هي السائدة مع الأسف الشديد ـ أن تقدم تعليماً “موفور الجدوى و الجاذبية”، يمكن “الشباب من تطوير ملكاتهم، و استثمار طاقاتهم الإبداعية”؟
إن تطوير ملكات الشباب يقتضي أولا أن ننطلق من أنه شباب ذو مَلَكات، كما أن استثمار الطاقات الإبداعية للشباب يفترض الانطلاق من الاعتراف بامتلاك هذا الشباب لطاقات إبداعية. و الحال أن النظرة السائدة عموما للتلميذ المغربي، في ما عاينته و عشته حتى الآن، هي أنه كائن بدون قدرات و بدون طاقات إبداعية، لا مبال نهائيا بالتحصيل المعرفي، أي أنها نظرة دونية تستصغر المتعلم و تحط مسبقا من قدراته و إمكاناته، و تتخذه مجالا لتجريب أساليب الإهانة و الحط من الكرامة، و التنفيس عن بعض المكبوتات لدى فئة من المدرسين.
و مع الإقرار بوجود مدرسين أكفاء، نزهاء، غيورين على وطنهم و شعبهم، مستعدين للتضحية بكل ما يملكون لتكوين نساء و رجال الغد، ينبغي الاعتراف أيضا بأن هذه الفئة من نساء و رجال التعليم تعاني بدورها الاضطهاد، و الإقصاء، و التهميش، و المضايقات، من طرف لوبيات البيروقراطية السلبية، و كارتيلات المتاجرة في الكتب المدرسية، و عديمي الكفاءة و الحس المهني و الوطني. فالكفاءة، و النزاهة، و الجدية، و الالتزام، هي اليوم قيم تُحَارَب داخل تعليمنا العمومي من طرف جماعات الكسالى، و الجَهَلَة، و الذين لا ضمير لهم. و المعرفة، و البحث، و توخي الدقة في ما يُصرف إلى المتعلمين، و تثمين المتعلم، هي اليوم قيم غريبة في فضاء المدرسة العمومية و لا تجلب على صاحبتها أو صاحبها إلا النقمة و الانتقام. و لذلك، لا غرابة على الإطلاق في أن يتدنى تعليمنا، العمومي و الخاص على حد سواء، إلى نفس المرتبة مع دول كانت، بالأمس القريب فقط، تعتبر الشهادات المغربية معادلة لنظيرتها الفرنسية و ترسل طلبتها للتكوين في بلادنا. بل لا غرابة على الإطلاق في أن نجد أنفسنا مستقبلا مصنفين في تقارير الهيئات الدولية خلف هذه الدول. و كيف لا و قد بلغنا الحد الذي يُقال فيه لتلاميذ السنة الثانية من الباكالوريا بأن جاليلي أعدمته الكنيسة، بينما سيجد هؤلاء التلاميذ أنفسهم أمام موسوعة “ويكيبيديا” ـ في مساء نفس اليوم ـ التي تقول لهم إن جاليلي لم يعدمه أحد؟ و كيف لا و قد بلغنا الحد الذي يُقال فيه لتلاميذ نفس المستوى الدراسي بأن المغاربة هم أول من توصل إلى تقنية الاستنساخ التي بواسطتها أنتجوا فاكهة “الشهدية”، و أن العالم المتقدم أخذ عنا هذه التقنية لاحقا و طبقها في استنساخ الحيوانات؟ و كيف لا وقد أصبح يُقال للتلميذ “Proportions de fromage” عوض “Portions de fromage”؟؟؟؟!!!! بل، كيف لا حين نكون أمام كتاب مدرسي يترجم كلمة l’homme من نص لسارتر ب”الرجل” بينما سارتر يقصد الإنسان؟ و كيف لا و التلميذ حين يطلب تفسير كلمة “اللاهوت” يأتيه الجواب بأنه “مجموعة من الأفكار الصنمية و الجامدة”؟ (هكذا!!!)
لعل المنطق يقضي بأن ينصب الإصلاح أولا على تحرير المدرسة العمومية من قبضة لوبيات الجمود البيروقراطي، و الرداءة، و المتاجرة في الكتب المدرسية، و تثمين الكفاءة و الجدية و المعرفة، و تحفيز البحث، و ربط الترقية بالجودة و المردودية.
فمع الإيمان بمشروعية مطالب الشغيلة التعليمية، ينبغي أن نؤمن كذلك ألا مشروعية على الإطلاق لمطالب الجهل المُركب، و الكسل، و عدم الالتزام لأننا ـ حين نجازي الكسالى و الجاهلين و قناصة الامتيازات ـ لا نفعل أكثر من إحباط و معاقبة الأكفاء و النزهاء بطريقة غير مباشرة. فما أن تم الإعلان عن مشروع الإصلاح الجديد حتى ثارت ثائرة اللوبيات المعهودة لتطالب ب”المقاربة التشاركية” و التي لا تفهم منها تلك اللوبيات إلا إشراكها في الاعتمادات المالية المخصصة لمشروع الإصلاح، إذ وحدها الأموال العامة تثير شهية أولئك المتعطشين إلى تكديس الثروة على حساب المرفق العام.
و لعل مكاشفة الذات تستوجب منا الاعتراف بأن الذي أفشل كل محاولات إصلاح التعليم (و لا سيما العمومي) منذ 1998 حتى الآن هو سطوة هذه اللوبيات التي هي أصل الفساد و منبعه و لا يمكن، بالنتيجة، أن تكون مساهمة في أي إصلاح مهما كان بسيطا.
و لتتقبل جلالتكم كل المحبة و الإخلاص
.[/SIZE]









آخر مواضيعي

0 but then Yan or do not want to be down
0 تحية لنضال وزير التعليم المغربي
0 حوار الحكومة و النقابات حول مصير الترقيات
0 رابطة المدارس الخصوصية ترد على مقرر وزير التربية الوطنية
0 الوفا: البرنامج الاستعجالي فشل مع غياب تام لتقارير انتهاء تنفيذ الصفقات
0 سؤال حول بداية التكوين بالنسبة للأساتذة ببني ملال
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 تحليل نصوص + ...
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 منتدى تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي


التعديل الأخير تم بواسطة nasim111 ; 28-12-2012 الساعة 02:59 سبب آخر: تعديل في الخط

nasim111
:: Guest ::

المشاركات: n/a


نشاط [ nasim111 ]
معدل تقييم المستوى:
افتراضي
قديم 28-12-2012, 02:57 المشاركة 2   

]محمد الوالي : تازة اليوم .
جلالة الملك .
بكل ما يجب لمقام جلالتكم من احترام، و ما يجب من تقدير و إجلال لمجهودات جلالتكم في إصلاح أحوال البلاد و الشعب منذ اعتلاء جلالتكم العرش، أستسمح جلالتكم في أن أخاطبكم من موقعي كمواطن مغربي بسيط في موضوع إصلاح التعليم، و لا سيما إصلاح التعليم العمومي.
فقد تابعت خطاب جلالتكم الموجه إلى الأمة يوم 20 غشت من السنة التي نودعها، بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب، و الذي أكدت فيه جلالتكم على ضرورة تخويل المنظومة التعليمية لأبنائنا “الحق في الاستفادة من تعليم موفور الجدوى والجاذبية. وملائم للحياة التي تنتظرهم”، و كذا على ضرورة “تمكين الشباب من تطوير ملكاتهم. واستثمار طاقاتهم الإبداعية. وتنمية شخصيتهم للنهوض بواجبات المواطنة. في مناخ من الكرامة وتكافؤ الفرص. والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
و قد شاءت الظروف أن يتصادف خطاب جلالتكم هذا مع التحاقي بسلك التعليم كأستاذ متدرب لمادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي. و هو ما مكنني من الاطلاع عن كثب على واقع المدرسة العمومية بالسلك المذكور، بعد أن كان اهتمامي بالموضوع لا يتعدى المواكبة الإعلامية من خارج المنظومة التربوية، من موقعي كمشتغل بالإعلام. و من خلال معايشتي الميدانية حتى الآن لواقع المدرسة العمومية أصبح يؤرقني سؤال حيوي: هل من الممكن، بالفعل، أن ينجح أي مشروع للإصلاح في ظل الكسل البيروقراطي، و التردي المعرفي و البيداغوجي، و التعامل مع المتعلمين بناء على تمثلات و أحكام مسبقة تنطلق، مبدئيا، من كون التلميذ المغربي كائنا ذا قدرات عقلية أقل من نظرائه عبر العالم، و أقل من الأجيال السابقة؟ و هل يمكن لمثل هذه العقلية ـ و هي السائدة مع الأسف الشديد ـ أن تقدم تعليماً “موفور الجدوى و الجاذبية”، يمكن “الشباب من تطوير ملكاتهم، و استثمار طاقاتهم الإبداعية”؟
إن تطوير ملكات الشباب يقتضي أولا أن ننطلق من أنه شباب ذو مَلَكات، كما أن استثمار الطاقات الإبداعية للشباب يفترض الانطلاق من الاعتراف بامتلاك هذا الشباب لطاقات إبداعية. و الحال أن النظرة السائدة عموما للتلميذ المغربي، في ما عاينته و عشته حتى الآن، هي أنه كائن بدون قدرات و بدون طاقات إبداعية، لا مبال نهائيا بالتحصيل المعرفي، أي أنها نظرة دونية تستصغر المتعلم و تحط مسبقا من قدراته و إمكاناته، و تتخذه مجالا لتجريب أساليب الإهانة و الحط من الكرامة، و التنفيس عن بعض المكبوتات لدى فئة من المدرسين.
و مع الإقرار بوجود مدرسين أكفاء، نزهاء، غيورين على وطنهم و شعبهم، مستعدين للتضحية بكل ما يملكون لتكوين نساء و رجال الغد، ينبغي الاعتراف أيضا بأن هذه الفئة من نساء و رجال التعليم تعاني بدورها الاضطهاد، و الإقصاء، و التهميش، و المضايقات، من طرف لوبيات البيروقراطية السلبية، و كارتيلات المتاجرة في الكتب المدرسية، و عديمي الكفاءة و الحس المهني و الوطني. فالكفاءة، و النزاهة، و الجدية، و الالتزام، هي اليوم قيم تُحَارَب داخل تعليمنا العمومي من طرف جماعات الكسالى، و الجَهَلَة، و الذين لا ضمير لهم. و المعرفة، و البحث، و توخي الدقة في ما يُصرف إلى المتعلمين، و تثمين المتعلم، هي اليوم قيم غريبة في فضاء المدرسة العمومية و لا تجلب على صاحبتها أو صاحبها إلا النقمة و الانتقام. و لذلك، لا غرابة على الإطلاق في أن يتدنى تعليمنا، العمومي و الخاص على حد سواء، إلى نفس المرتبة مع دول كانت، بالأمس القريب فقط، تعتبر الشهادات المغربية معادلة لنظيرتها الفرنسية و ترسل طلبتها للتكوين في بلادنا. بل لا غرابة على الإطلاق في أن نجد أنفسنا مستقبلا مصنفين في تقارير الهيئات الدولية خلف هذه الدول. و كيف لا و قد بلغنا الحد الذي يُقال فيه لتلاميذ السنة الثانية من الباكالوريا بأن جاليلي أعدمته الكنيسة، بينما سيجد هؤلاء التلاميذ أنفسهم أمام موسوعة “ويكيبيديا” ـ في مساء نفس اليوم ـ التي تقول لهم إن جاليلي لم يعدمه أحد؟ و كيف لا و قد بلغنا الحد الذي يُقال فيه لتلاميذ نفس المستوى الدراسي بأن المغاربة هم أول من توصل إلى تقنية الاستنساخ التي بواسطتها أنتجوا فاكهة “الشهدية”، و أن العالم المتقدم أخذ عنا هذه التقنية لاحقا و طبقها في استنساخ الحيوانات؟ و كيف لا وقد أصبح يُقال للتلميذ “Proportions de fromage” عوض “Portions de fromage”؟؟؟؟!!!! بل، كيف لا حين نكون أمام كتاب مدرسي يترجم كلمة l’homme من نص لسارتر ب”الرجل” بينما سارتر يقصد الإنسان؟ و كيف لا و التلميذ حين يطلب تفسير كلمة “اللاهوت” يأتيه الجواب بأنه “مجموعة من الأفكار الصنمية و الجامدة”؟ (هكذا!!!)
لعل المنطق يقضي بأن ينصب الإصلاح أولا على تحرير المدرسة العمومية من قبضة لوبيات الجمود البيروقراطي، و الرداءة، و المتاجرة في الكتب المدرسية، و تثمين الكفاءة و الجدية و المعرفة، و تحفيز البحث، و ربط الترقية بالجودة و المردودية.
فمع الإيمان بمشروعية مطالب الشغيلة التعليمية، ينبغي أن نؤمن كذلك ألا مشروعية على الإطلاق لمطالب الجهل المُركب، و الكسل، و عدم الالتزام لأننا ـ حين نجازي الكسالى و الجاهلين و قناصة الامتيازات ـ لا نفعل أكثر من إحباط و معاقبة الأكفاء و النزهاء بطريقة غير مباشرة. فما أن تم الإعلان عن مشروع الإصلاح الجديد حتى ثارت ثائرة اللوبيات المعهودة لتطالب ب”المقاربة التشاركية” و التي لا تفهم منها تلك اللوبيات إلا إشراكها في الاعتمادات المالية المخصصة لمشروع الإصلاح، إذ وحدها الأموال العامة تثير شهية أولئك المتعطشين إلى تكديس الثروة على حساب المرفق العام.
و لعل مكاشفة الذات تستوجب منا الاعتراف بأن الذي أفشل كل محاولات إصلاح التعليم (و لا سيما العمومي) منذ 1998 حتى الآن هو سطوة هذه اللوبيات التي هي أصل الفساد و منبعه و لا يمكن، بالنتيجة، أن تكون مساهمة في أي إصلاح مهما كان بسيطا.
و لتتقبل جلالتكم كل المحبة و الإخلاص.


abou houssam
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية abou houssam

تاريخ التسجيل: 24 - 7 - 2007
المشاركات: 1,510

abou houssam غير متواجد حالياً

نشاط [ abou houssam ]
معدل تقييم المستوى: 358
نقاش
قديم 28-12-2012, 07:14 المشاركة 3   

للأسف الشديد كاتب الموضوع/الرسالة لم يتناول سوى جانبا واحدا من أزمة المنظومة التربوية وحتى هذا التناول لم يخل من نقائص ،وهذه بعض من الملاحظات :
1 ـ قبل أن تشرعوا في جلد جحافل من أساتذتكم الذين علموكم أبجديات الكتابة والقراءة ثم تكوين الجمل فالعبارات والتحليل مهما كانت قيمته الأدبية والعلمية وأنتم من حديثي العهد بمهنة التربية والتكوين ، وقبل أن تتهموهم بالكسل والجمود كان عليكم ومن منطلق سابق عملكم بالميدان الصحفي كما قلتم على الأقل أن تقوموا بمحاكمة للسياسات التعليمية السابقة وخاصة تلك التي أتت بتغييرات جوهرية للمنظومة التربوية ومساءلة كان وراءها من أناس لا علاقة لهم بالمدرسة العمومية بدليل أن جلهم لم يلجوها لا هم ولا أبناؤهم ولا أحفادهم اللهم في إطار مهام رسمية أو زيارات تفقدية استطلاعية .كما أنه كان لزاما عليكم أن تستنكروا الحصار الفكري والمعرفي الذي مارسته هذه السياسات على أساتذتكم من خلال حرمانها التام لسنوات قد تضاهي عدد سنوات تمدرسكم من متايعة دراستهم الجامعية .
2 ـ وقبل أن تحاولوا التأسيس لفئات بعينها على إيجاد موطئ قدم في مستقبل النظومة التربوية أو بالأحرى إلى تسلق المراتب والمراكز بداعي الإبداع والابتكار كان عليكم أن تشيروا إلى مسألة أساسية وهي أن أزمتنا ليست أزمة أفكار أو بداعي حلول ناجعة ، بل إن أزمتنا في الأول والأخير تكمن في غياب إرادة حقيقية لإصلاح نظامنا التعليمي ومتى توفرت هذه الإرادة كان من السهل أن نشرع في التأسيس لإصلاح جدري لهذا النظام التعليمي دون عزله عن محيطه الخارجي الذي يحتاج هو الآخر إلى إصلاح عميق بدءا بالعنصر البشري بإذكاء روح المواطنة الحقة في كافة شرائح وأطياف الشعب المغربي وتخليص هذه المواطنة من اعتقاد أصبح راسخا لدى فئات واسعة من أبناء هذا الوطن وهي أنه في أفضل الأحوال أصبح العطاء للوطن مقرونا بالقدر الذي نأخذه ، والحال أن الأمر يتطلب منا التفاني في العطاء لهذا الوطن ولو لسبب بسيط جدا وهو أننا لا نملك لا نحن ولا آباءنا ولا أبناءنا ولا أحفادنا وطنا غيره حتى نتخذه ملاذا .
3 ـ وقبل أن تحصروا عقم منظومتنا التربوية في البرامج والمناهج وأنتم تتوجهون بخطابكم إلى سلطة في البلاد ، كان عليكم أن تستحضروا شيئا أساسيا وهو أن العملية التعليمية مرتبطة في الأساس بكل الأطراف ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بها بدءا بالمتعلم والمدرس والإداري ومرورا بالأسرة والمحيط الخارجي ووصولا إلى السياسة التعليمية المتبعة وما توفره من فضاءات تربوية تواكب التطور الحضاري والتكنولوجي والمعلوماتي وهل هي فعلا جادة في السعي إلى وضع حدا لكل أشكال القهر والحيف والإقصاء للمدرس والمتمدرس على السواء ، جدية لا يمكن لها أن تتأتى إلا بإنصاف العاملين بالقطاع وتمكينهم من الوضع اللائق بهم في المجتمع وكذا توفير الحد الأدنى من ظروف التحصيل للمتعلمين والمتعلمات بالقطع مع الظواهر المسيئة إلى تعليمنا العمومي من اكتظاظ وعنف ونظام تعليمي يصر على جر جحافل المتمدرسين من مستوى إلى آخر دون استحقاق لاعتبارات مادية صرفة .
هذه فقط بعض من الملاحظات لأترك الباقي لبقية إخواني وأخواتي لتناوله ، وعذرا على قساوة النقد فنحن أولا وأخيرا لا ننتقد الأشخاص بل الأفكار والاختلاف لن يفسد على كل حال للود قضية .

مع تحيتي الأخوية الصادقة

التعديل الأخير تم بواسطة abou houssam ; 28-12-2012 الساعة 10:59

aboumed a
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية aboumed a

تاريخ التسجيل: 1 - 12 - 2012
المشاركات: 23

aboumed a غير متواجد حالياً

نشاط [ aboumed a ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 28-12-2012, 14:40 المشاركة 4   

أنا شخصيا أوافقكما الرأي وأخلص إلى نجاح الدولة في تدجين رجال ونساء التربية والتكوين حيث استطاعت أن توقع شرخا كبيرا وهوة شاسعة بين الفكر وواقعهم المعيش من خلال الضغوط النفسية :الإجتماعية و الإقتصادية التي استهدفتهم لفترة لا يستهان بها مما جعلهم ينشغلون بظروفهم المعيشية في جانبها المادي , الشيء الذي أثر سلبا وبشكل كبير على أدائهم وساهم في غياب الضميرالمهني لدى هذه الشريحة التي تعد أساس نهضة كل الشعوب . لقد أصبح همها هو البيت والسيارة والأكل ومستقبل أبنائها دون غيرهم و...


abou sarah
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 9 - 9 - 2008
المشاركات: 306

abou sarah غير متواجد حالياً

نشاط [ abou sarah ]
معدل تقييم المستوى: 221
افتراضي
قديم 29-12-2012, 23:51 المشاركة 5   

مرت سنوات عديدة على استقلالنا و مازلنا لحد الآن لم نخرج برؤية واضحة المعالم حول آفاق ومستقبل منظومتنا التربوية .لحد الآن حقلنا التعليمي لايختلف عن حقل زراعي للتجارب ,في السنوات الماضية ومع كل وزير يستغل الحقل لزراعة معينة زرعنا كل انواع المزروعات ,هذا وزير في عهده زرعت البطاطس وبعده وزير آخر زرع الباذنجان ومع آخر زرع العوسج وفي كل زرع وكل مرة المردودية لاشيء .الم يحن الوقت ليفطن أصحاب القرار إلى حقيقة أن كل زرع ناجح يتوائم مع تربة خاصة به,ويتطلب دراسة الخصائص المميزة للتربة,إذا بقينا على هذا الحال سيتم في يوم ما زرع هذه التربة بالألغام,لأن ه لحد الآن لا نرى تقدما حقيقيا في التعليم ,وان ما تم التقدم فيه هو إهدار ميزانيات تقدر بالملايير من أجل استنساخ مخططات ومرجعيات مستوردة ثبث فشلها وتم طرحها في مطارح النفايات ,إنها تجارب ومخططات لم نرى منها إلا جعجعة يغيب عنها الطحين.ما رأيناه هو زيادة عدد الدوائر الرسمية الجهوية والإقليمية والمركزية من نيابات وأكاديميات ووزارة تناسلت مديرياتها كتناسل الفطر بدون ان يكون لها الأثر الإيجابي والفعال في تدبير الشأن التعليمي على أكمل وجه,كثرة الكوادر وكثرة منظري التعليم التي يحتضنها المجلس الأعلى للتعليم,كل هذه الدوائر والمؤسسات وعلى كثرتها غثاء كغثاء السيل,والغريب في الأمر لاتتم مسائلتها وتحميلها المسؤولية في أزمة التعليم ,فالمسولية يتحملها كلها رجال ونساء التعليم علما ان هؤلاء ما هم إلا منفذين ل
سياسات المسؤولين الكبار.
إن هذه السياسات الفاشلة جعلت من نظامنا التعليمي والتربوي نظاما لا ينسجم مع الخطط والرؤى الإقتصادية أو الإجتماعية إن وجدت.التعليم في واد والإقتصاد في واد ومن يتحمل المسؤلية في البطالة والتخلف هو الأستاذ,غريب ولله أمر هؤلاء العباد.دعوا عنكم رجال التعليم المصنفون عندكم كصغار ولاتحملوهم أخطاءمنظريكم ومسؤوليكم الكبار.فهل هؤلاء المسؤولين الكبار أسسوا لخطط وطنية واستراتيجيات تنموية ثابثة ومعلنة ومتفق عليها ومن تم البناء لنظام تعليمي يتماشى منسجما ومتناغما مع هذه الإستراتيجيات والمخططات الإقتصادية.
إن من يدعون الصلاح والإصلاح في هذه البلاد هم من خربوها وخربواتعليمها , على مراكز القرار تحول كل شيء إلى البزنس والكولسة واصطياد المناصب القيادية من خلال عمليات الإنزال المظلي دون مراعات مبدأ الكفاءة والقدرة على امتلاك خبرات حسن التسيير والتدبير ,كل شيء أصبح متاجرةوهذا ما ادى إلى هذا الإنحدار في منظومة القيم والعدالة والأخلاق عند الكبار .فهذا ما أفسد التعليم عند الصغار,بعدما أقام الكبار لهم مؤسسات تكرس الجهل والتجهيل فأصبح الجهل يعلم ويكتسب في المؤسسات التعليمية والبيئة الثقافية من مباريات كرة القدم على طول الأسبوع وبرامج تلفزيونية هزيلة ومسلسلات رديئة ومهرجانات كلها استحمار واستدحاش للأجيال.
لن يتم أبدا إصلاح التعليم مع الفساد وغياب الإرادة السياسية للمسؤلين على قطاع التربية في البلاد.

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« أيهما أحسن كلية الطب أم معهد الزراعة والبيطرة {طبيب أم مهندس زراعي | التلميذ بين زغبة الحمار والسكين »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملامح خطة إصلاح المنظومة التربوية من خلال الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب‎ nasim111 دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 26-08-2012 20:45
في رسالة الملك محمد السادس إلى الجامعات العربية التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 22-03-2012 12:54
رسالة مفتوحة إلى الأخ محمد نوبير الأموي: الاعتراف بالخطأ فضيلة وأفضل منه إصلاح الخطأ ابن خلدون دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 1 01-04-2009 16:21
أفكار حول إصلاح التعليم بالمغرب الراهن - محمد عابد الجابري التربوية دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 2 10-03-2008 18:44


الساعة الآن 03:56


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة