من المثير أننا عندما نحب شيئا أو نفرط في حب الحصول عليه أو تحقيقه لا نظل نرى سعادة إلا عبره أو من خلاله ..يعترينا الحلم به في كل لحظة.. نمني أنفسنا به و نقول مع كل متنفس ماذا لو تحقق؟ماذا لو كان موجودا ؟ تعترينا نشوة لحظية بالسعادة ..يتلبسنا الإحساس بأن غياب هذا الحلم تغيب معه السعادة..
ماذا لو ننفث غبار التفكير بهذا الحلم و نطوي صفحته و نجرب التفكير بطريقة أخرى.. حتى لو اعتبرنا أن ما سنفكر فيه ليس أهلا.. و لا يأتي على مقاسنا.. المهم نجرب وصفة قد تغير مجرى الحياة في عروقنا.. لنغير الأمل و الحلم ..ليس المهم تغيير الوجهة في الحياة..إنما الاقتناع أن التغيير دواء.. و أن الإدمان على أي عادة كيفما كانت تخلق في النفس عنادا و ثباتا و سكونا.. يلغي الحركية و الانفعال في روح الإنسان ..فالانطوائية و الانعزال بالحلم وبالتفكير في مؤشر واحد للسعادة يثبط العزائم الأخرى و يستحوذ على طاقات العطاء..
كل يوم و كل صباح نصحو على أخبار جديدة نحاول من خلالها التقرب إلى هذا العالم المتناقض كغلاء الأسعار و غلاء المعيشة و إحساس الطبقة الكادحة بالانزلاق نحو هاوية الجوع و الموت البطء .. و كذا عواقب كل هاته الكوارث الإنسانية و التي تتجلى في انتشار الفوضى ; و فوبيا التفكير و التحليل إضافة إلى الاختمار النفسي و اعتلاء الذات عرش التفكير لان الفرد لا ينفك ذهنه يخرج عن الأنا و سد رمق جوعه و جوع أبنائه..إضافة إلى التكفير بجميع قرارات الآخرين أو تحليلاتهم الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ..فالكل في نظر المتضرر مسؤول و مجرم يرتكب جرمه في حق المقهورين...تغير الصفحة ترقب ما يجري من حولك فتجد كوارث طبيعية تهدد البشرية و تحمد الله أنك لا تعيش بآسيا إذ العصارات لا تعرف عنوانك و لا بريدك الالكتروني حتى تقرصن روحك ..لا تخرج من قوقعتك حتى يعتريك الشوق لسماع موسيقى هادئة ترى فيها المتنفس فإذا بك تصاب بحمى الاصطدام من فن هابط لا يزيدك إلا تقيئا أو يصيبك بسوء الهضم ..
ندى يزوغ
المغرب