موكب الشموع.. احتفالية جديدة لطقس استقدمه المنصور من إسطنبول
هسبريس من الرباط (صور منير امحيمدات)
الأحد 04 يناير 2015 - 01:00
على غرارِ ما دأبتْ عليه سنويا عشيّة عيد المولد النبوي، احتفلتْ مدينة سلا بـ"موكب الشموع" الذي يُنظّم في المدينة القديمة.. ليستمر هذا الطقس الاحتفالي ذو النفحات الدينية في الاستمرار ضمن تواجده على الضفة الشمالية من نهر أبي رقراق.
موسم الشموع لمولاي عبد الله بن حسون، الذي يُنظّم هذه السنة تحت شعار "تراثنا فخْرنا"، انطلقَ باستعراضٍ كبير رافقَه جمهورٌ من المواطنين من ساحة السوق الكبير صوب ساحة الشهداء، تابعين بذلك الشموع الـ12، المختلفة الألوان والأحجام، التي توسطت الاحتفالية بالشارع العام..
واستقرّ الموكب، الذي شاركتْ فيه فرَق فولكلورية متعدّدة ومتنوّعة، بالساحة المقابلة لمقر عمالة سلا القديمة، وهو الفضاء الذي اعتاد "حجّ الشموع" وبه نصبت منصّة قدّمتْ أمامها الفرق المشاركة لوحاتها استعراضية المستمدّة من الثقافة والفلكلور المغربيّين.
وقال محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة المدلي بتصريح صحفي، إن الموعد الذي تنفرد بتنظيمه مدينة سلا احياء للمولد النبوي الشريف "يشكل احتفالية محلية تحتفي بالموروث المغربي"، بينما اعتبره عبد المجيد الحسوني، نقيب الحسونيين، "تقليدا راسخا يستمر منذ ما يزيد عن 4 قرون وينال عناية الملك محمد السادس الذي يدعمه ماديا ومعنويا".
ويعود الطقس السلاوي ذاته إلى عهد أحمد المنصور الذهبي، سلطان الدولة السعدية، بعدما تأثر بحفلة كانت تنظّم بمناسبة المولد النبوي لدى زيارته لمدينة إسطنبول، حيث أعجب بذلك، خاصة استعراض الشموع وسط الشارع، فقرر أن يكون ذلك أيضا بالمغرب.
ويشهدُ موسم الشموع بمدينة سلا، فضلا عن موكب استعراض اللوحات الفولكورية، تنظيم أمسيات وحفلات، منها "حفلة الشمعة"التي تتم على نغمات فن الملحون، كما تقام مسابقة للقراءة الجماعية للقرآن، وكذلك ندوات فكريّة.. وذلك على برمجة تستطيل على أسبوع كامل.