مصطلح مستورد مراوغ وخبيث ومطاط
«الجندر» مفهوم خطير يمرر بين أبنائنا
السبيل - طارق ديلواني
شهدت الاعوام القليلة الماضية هجمة على الأسرة في عالمنا العربي والاسلامي على وجه الخصوص فعقدت مؤتمرات الاسرة المتتالية بدءا من مؤتمر بكين وانتهاء بمؤتمر القاهرة في محاولة لخلق واقع جديد للاسرة باعتبارها وحدة البناء الرئيسية للمجتمعات وتمرير ثقافة الجنس وتحرير المرأة والمساواة بينها وبين الرجل وغير ذلك من المفاهيم الاخرى بما يشكل في الخلاصة عولمة حقيقية للقيم الاجتماعية بأسرها واستبدال قيم بديلة غريبة بقيمنا الاجتماعية والاسرية في الاردن وفي عالمنا العربي.
ولا يمكن فصل مفهوم «الجندر» الذي يحاول مروجوه تمريره وترسيخه في عقول الناشئة من ابنائنا عن هذه العولمة الاجتماعية وان كان «الجندر» واحدا من المحاولات التي تتعدد اشكالها ومسمياتها لتدمير الاسرة المسلمة
«الجندر» مصطلح مستورد مراوغ وخبيث ومطاط تردد كثيرا في السنوات الاخيرة على ألسنة المثقفين والمعنيين ودعاة حقوق الانسان والمساوة بين الجنسين وحتى أبنائنا وبناتنا دون ان يعي الكثيرون حقيقة الترويج لهذا المفهوم الخطير وابعاده واهدافه كما يقول الاستاذ مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية الذي رعت جمعيته قبل عام تقريبا مؤتمرا خاصا حول الاسرة في ظل العولمة.
ويضيف سرحان ان «الجندر» ليس الا اداة لتمرير اهداف اكثر خطورة على الاسرة تحت عباءة وثائق ومؤتمرات الامم المتحدة التي وقعت عليها اغلب الدول العربية والمسلمة بحيث باتت امرا واقعا.
التباس المفهوم مقصود!
من بين عشرات الطلبة في الجامعة الأردنية الذين فرض عليهم حضور دورات ومحاضرات حول «الجندر» لم يرسخ في عقول اكثرهم أي تعريف واضح لهذا المصطلح بينما لم ير فيه اخرون اكثر من دعوة للمساواة بين الجنسين.
بعض الطلبة تعرف اليه من خلال رسوم خاصة «عبارة عن حلقة دائرية تعلوها اشارة الزائد» مما يشير الى ان التباس المفهوم وعدم وضوح معناه لدى الفئات المستهدفة مقصود بشكل ما لتمرير مفاهيمه دون الاصطدام باي معتقدات دينية او موروثات اجتماعية.
وهنا يشير مفيد سرحان الى ان مثل هذه المصطلحات يجب استخدامها في سياقها وهي مصطلحات مستوردة ومخصصة للغرب لا يمكن ان تناسبنا بأي حال من الاحوال.
ويعتبر سرحان ان اخر حصون الامة ومعاقلها وهي الاسرة باتت مستهدفة وان الامم المتحدة هي من يتولى عملية صياغة وتمرير هذه المفاهيم عبر لجانها في الاردن او عبر بعض مؤسسات التمويل الاجنبي.
تعريف الجندر!
قبل تعريف مفهوم او مصطلح «الجندر» لا بد من القول ان هذا المصطلح ارتبط بحركات تحرير المرأة فهو مصطلح خاص بالمرأة اكثر من الرجل وهدفه الاناث اكثر من الذكور وغايته القصوى تحقيق ما يسمى بـ«النزعة الانثوية» في مواجهة «المجتمع الذكوري».
ووجدت دعوات تحرير المرأة او «تمكينها» او مساوتها بالرجل تربة خصبة لها في الدول العلمانية او الشيوعية او حتى الرأسمالية.
وتتحدث الدكتورة كاميليا حلمي عضو اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل عن اعادة صياغة اللغة والمصطلحات الخاصة بالاسرة والعلاقة بين الرجل والمرأة. فاصبح الجندر بدلا من الرجل والمرأة وكلمة الشريك بدلا من الزوج.
وتضيف حلمي في محاضرة لها القتها في جمعية العفاف ان «الجندر «مفهوم يسعى فيما يسعى الى الغاء دور الاب ورفض الاسرة والزواج وملكية المرأة لجسدها وهي دعوة صريحة للاباحية ورفض الانجاب واباحة الاجهاض والشذوذ الجنسي.
لكن المصطلح في عالمنا العربي يروج له على انه في مصلحة مساواة المرأة بالرجل دون التطرق لكل ما سبق.
اول تعريف لمصطلح الجندر ظهر في مؤتمر القاهرة للسكان عام 1994 وجاء بمعنى « النوع» او الجنس أي الذكر او الانثى ثم عاد هذا المصطلح للظهور في مؤتمر بكين عام 1995.
وتعرف منظمة الصحة العالمية « الجندر» بانه الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات اجتماعية مركبة لا علاقة لها بالاختلافات العضوية».
بمعنى ان اختلاف الرجل والمرأة البيولوجي لا علاقة له باختيار النشاط الجنسي الذي يمارسه كل منهما وهنا دعوة صريحة للشذوذ الجنسي.
وتعرف الموسوعة البريطانية «الجندر» بانه : شعور الانسان بنفسه كذكر او كأنثى ومن ثم فاذا قام الرجل بوظيفة الانثى او قامت الانثى بوظيفة الذكر فانه لن يكون هنالك ذكر او انثى وانما سيكون هنالك «نوع» أي «جندر».
بحيث لا تكون لدينا اسرة تقليدية ولا ابناء ولا رجل ولا امرأة.
ولفرض المصطلح دعا مؤتمر لاهاي عام 1999 الى انشاء جهاز خاص في كل مدرسة في دول العالم لتحطيم الصورة التقليدية والسلبية للهوية الجندرية ولتعليم الطلبة على حقوقهم الجنسية والانجابية كما دعا المؤتمر الحكومات الى سن قوانين جديدة تتناسب مع حقوق المراهقين والشباب للاستمتاع بحقوقهم الجنسية دون التفرقة بين ذكر او انثى.
اهم افكار «الجندر» الخبيثة!
من اهم الافكار التي ينادي بها مفهوم «الجندر» التشكيك بصحة الدين عن طريق بث الشبهات مثل ان الدين الاسلامي سبب في عدم المساواة في امور عدة كالقوامة والميراث ونقصان شهادة المرأة وتعدد الزوجات وعدم تعدد الازواج والحجاب حتى قضايا مثل ذكورة لفظ الجلالة واشارة القران الى ضمير المذكر اكثر من ضمير المؤنث لم تسلم من سموم « الجندر».
ومن هنا ظهرت فئة من دعاة المساواة «الاسلاميين» تطلق على نفسها اسم الحداثيين او المتنورين لصبغ افكارهم هذه بالشرعية.
وكل هذه الدعاوى تنطلق من منطلق المساواة ذلك الستار الذي يختبئ خلفه مروجو « الجندر».
الجندر..يتغلغل في الدول العربية!
بدأ مصطلح الجندر وتطبيقاته بالتغلغل في الدول العربية بما فيها الاردن والمغرب بداية التسعينات مع تزايد نفوذ مؤسسات التمويل الاجنبي ولجان المرأة ومؤسسات الام المتحدة.
وأهم الآليات التي تغلغلت بها مفاهيم الجندر هي الاتفاقيات الصادرة عن المؤتمرات الدولية وهذه الآلية الدولية فيها طابع من الالزام للحكومات العربية بما وقعت عليه من اتفاقيات قد يتبع عدم تنفيذها ضغوط سياسية واقتصادية او اغراءات اقتصادية وسياسية. مثلما هو الحال في محاولات الغاء عقوبة الاعدام في كل من المعرب و الاردن وما تبعه من اتفاقية اقتصادية مع الاتحاد الاوروبي.
ومن هنا فان ما يجري في بعص البلدان العربية على صعيد اعادة صياغة المفاهيم والقيم الاجتماعية التي تستهدف الاسرة او المرأة او الطفل والمراهق انما هو جزء من الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها.
ولا بد من الاشارة الى دور المنظمات الاهلية ومؤسسات التمويل الاجنبي في هذا الجانب وقد كثرت هذه المنظمات مؤخرا بشكل ملفت في الاردن والمغرب وتزايد نشاطها في الجوانب الخطيرة من قبيل مواضيع الاسرة وحقوق الطفل والمرأة والمساواة والثقافة الجنسية.
اما الاعلام فانه في اغلبه يمارس دورا مشابها في الترويج لمثل مفهوم الجندر فضلا عن لعب الضغوطات الداخلية والخارجية لدور مهم في تغلغل هذه المفاهيم فقد استحدثت شروط جديدة لانضمام دول ما الى اتفاقيات الاقتصاد العالمية من ابرزها تمرير مفاهيم المساواة والحقوق.
ووقع الاردن والمغرب على العديد من الاتفاقيات من بينها اتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة التي ربط تنفيذها بكل مناحي الحياة وشؤونها في الاردن.
منقول من مقع السبيل. بتصرف.
www.assabil.commt2mt2mt2