نرنو إلى شمس الأمل وإن خضبت دمعة اليأس خدودنا،وإن عكر الظاء عذوبة لفظنا،رغم وقر وقع اصطدام الطاء في آذاننا،وإن لفظتنا الأزهير والورود بهمزها،واستوى الحزن على عرش هجائيتنا فإننا نأسر مكنونات العبارة في عمق أفئدتنا.نتهامس مع هيفاء الكلام باستحياء.ننبس بعبارات تتلحف بالعفة تشع بالصفاء.فلا نرجس ولا سوسن،لا زمرد ولا زبرجد،لا حرير أمراء ولا مديح شعراء بل ترانيم أناشيد البراءة قصائد تتلى في حيطان علا طلاؤها الطلل،راود شداها الطبيعة فرددت معها الجبال والحيطان والأسوار أغنية الصباح باستحياء من صوت طبعه الجهور.أجارتنا البراءة عندما انقضى الأمل وانطفأ الضوء،عندما أسرتنا الظلمة في غرفها،واستنا الحروف عندما صرنا نستفيق فلا نجد غير عناق الأرض وشمس الغروب.نستفيق لنصدح بهجائيتنا الصائتة على الورق،ننهض واستيهام الصور يداعب مزاجيتنا الحزينة،نحاول رفع أغطية الزمن فنشعر بثقل الذات وسط الأشياء والأحداث والمكان.
تعودنا مواراة الجمال بين السطور،نختزن جيم المعجم ليوم فرح موعود ،نكن سعادتنا ونصعد لنهب أشياءنا الثمينة نساء يسكن الأبراج في قلاع السلام والهناء،يطفو الطاء ليلتصق بأطرافنا فما عدنا نلوي إلا على هوجاء العواطف على السطور،نغوص في بحر الخيال بأقلامنا لنبحث عن لؤلؤ انتعاشة مفقودة،نغامر بأرواحنا،بحياتنا،علنا نعثر على عزائنا الضائع في أرض قفراء،صرنا ننشد البلسم في نفوس عذراء.قلوب نزفت دمعا من وقع الآلام،زمان تباهى بالمزيف وترك الصافي من الدرر،أقلام رشحت من دواة الوحدة معزوفات أسغت لها الأطيار ولم يطرب لها إلا قليل من الأنام.
سنكون،سنصير وإن خانتنا القوافي وإن هزئت منا الأشعار وسخرت منا الأبيات،سنفخر باللاشيء حتى يصير شيئا،لوحنا هو صدر الكلام،سنكتب العجز مقاطع أثرية بطبشورة صبي يعاقر نشوة فرح كسبه حروف الهجاء،ستحفظ دون شك في كتاب ذهبي،سيذكره وإن طال الزمن صبية أبرياء.