السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد ،
فتحية طيبة أخوية مباركة ...
كـثـُـر الحديث في هذه الشهور الأخيرة عن التعويضات الإدارية ، و بموازاة مع ذلك كان الكلام جــاٍر أيضا و بغزارة عن حجم الزيادة في الأجرة بعد التخفيض الضريبي ، و قد تناسلت مختلف الإشاعات و زاد حجمها ، فكلٌ يـدلـو بدلوه و بالتالي عرفت الساحة التعليمية و أسرة التربية و التكوين حالة من عدم الاستقرار و استنفار الألسنة و الآراء المتضاربة ، مما جعل باقي طبقات المجتمع و الفئات الأخرى للموظفين ينظرون لرجال و نساء التعليم بعين الريبة و الاستغراب و أحيانا أخرى بعين الاحتقار و الاستهتار ، و أصبحت صفة الرجل المادي ( لـحسـاسبـي) و صفة المرأة المادية ( لـحسـاسبـية) لصيقة بالأستاذ و الأستاذة ، و مما يزيد تكريس هذه الصفة تكالـُب بعض من رجال و نساء التعليم على الساعات الإضافية و خنق الأسر الفقيرة بشد الوثاق حول أبنائها و بناتها و انتهاج مختلف الأساليب الدنيئة (الضغط و الحصار ...) مقابل دريهمات من هذا التلميذ و من تلك للتلميذة للتوصل في نهاية الشهر بأجرة إضافية أخرى ( أجرة حرام في كثير من الأحيان بالنسبة للواتي و للذين يقومون بالساعات الإضافية بنية حل مشاكلهم (هن) المادية ) ...
هذا بالنسبة للأستاذات و الأساتذة ، أما بالنسبة لبعض المديرين و المديرات ، فأستغرب لجهل بعضهم للقوانين الجاري بها العمل و هُمْ أهل الإدارة و المفروض فيهم الاطلاع و البحث و التأني في استصدار الآراء ، فتراهم منشغلين بهذه الزيادة في التعويضات متجاهلين و على غير علم بالسير العادي للمساطر المعمول بها في هذا الباب ، بحيث أن مشاريع القوانين تمر بمحطات قانونية قبل صدورها في الجريدة الرسمية... ثم إن تاريخ الصدور بهذه الجريدة لأي قانون لا يتم تطبيقه مالـيــا إلا بعد مرور شهرين على الأقل على هذا التاريخ إلى أربعة أشهر ، هذا و إن مرسوم التعويضات الإدارية صدر بالجريدة الرسمية في 12/01/2009 و بالتالي إذا اتفقنا من حيث القانون على أن التنفيذ يتم بعد شهرين فسنتوصل بهذه التعويضات ابتداء من حوالة شهر مارس 2009 إن شاء الله أو نهاية شهر أبريل أو ماي 2009 على أبعد تقدير ....
فصبر جميل .. و كفى من المزايدات الفارغة التي تُعطي نظرة سلبية لامرأة و رجل الإدارة ... و عوض هذه الطرهات و الدخول في هذه المتاهات ... فلنطرح على أنفسنا كمحاسبة للذات (كما يحاسب بعضنا رجال و نساء القسم ) : ماذا قدمنا لهذا الوطن (لا أقول لهذه الوزارة أو لهذه الحكومة حاشا لله) بل أقول ماذا قدمنا لهذا الوطن من أعمال جليلة على صعيد المؤسسات التي نشرف عليها من مشاريع و أعمال جليلة تصب في مصلحة أبنائنا و بناتنا من التلاميذ و التلميذات الذين هم عماد الأمة و مستقبلها ؟....
أتمنى أن تتسع صدورنا للنصيحة و للرأي الآخر...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته