منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - اكتب عنوان امتع كتاب قرأته
عرض مشاركة واحدة

محمد خير الدين
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية محمد خير الدين

تاريخ التسجيل: 23 - 9 - 2008
المشاركات: 403

محمد خير الدين غير متواجد حالياً

نشاط [ محمد خير الدين ]
معدل تقييم المستوى: 233
افتراضي
قديم 17-04-2009, 18:13 المشاركة 51   

كتاب "اللغة والهوية" يبحث في علاقة هوية المجتمع بأنظمته اللغوية التواصلية
رشيد نجيب
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
ضمن منشورات السلسلة الشهرية عالم الفكر، صدرت الترجمة العربية لكتاب« ******** and identity » للباحث البريطاني المتخصص في علم اللغة التطبيقي جون جوزيف. الترجمة من توقيع الجامعي المغربي عبد النور خراقي الباحث بجامعة محمد الأول بوجدة، وهي بعنوان: اللغة والهوية: قومية، إثنية، دينية.

ويحتوي هذا العمل المترجم على مقدمة وخاتمة و تسعة فصول بحثية هي كالتالي: الهوية اللغوية ووظائف اللغة وتطورها، مقاربة الهوية في التحليل اللغوي التقليدي، وجهات نظر متكاملة من تخصصات مجاورة، اللغة والهويات القومية، شبه قومية هونج كونج الجديدة، اللغة في الهويات الإثنية والدينية، هويات المسيحي والمسلم في لبنان، الهوية ودراسة اللغة.
ابتداءا من الصفحات الأولى يتوقف الكاتب عند الأهمية المركزية التي يكتسيها موضوع كتابه، وذلك استنادا إلى مكانة اللغة داخل أي مجتمع إنساني لكونها وسيلة للتفكير وللتواصل والحامل الأساسي لثقافة هذا المجتمع نفسه، دون إغفال الدور الذي تؤديه اللغة في حفاظها على العنصر الهوياتي للمجتمع وبالتالي تمييزه عن باقي المجتمعات الأخرى. تنضاف إلى هذا، أهمية موضوع الهوية بشتى إشكالاتها التي أصبحت في الآونة الأخيرة الشغل الشاغل لمعظم تخصصات العلوم الإنسانية المختلفة.
في الفصل الأول من الكتاب، تطرق المؤلف إلى كثير من المحددات والتصورات المفاهيمية الخاصة بموضوع الهوية وذلك بغية إعداد وتحضير القارئ للغوص في بقية الفصول. وهكذا فبعد أن شدد المؤلف على ضرورة فهم الهوية انطلاقا من كونها ظاهرة لغوية بامتياز، قام بالتقريب المفاهيمي للعناصر التالية: دور اللغة، نماذج الهوية، التعددية والتنوع، الذات والشخص، روح الشعب والجماعة، الشخصية والقناع، الغاعل والذات…
أما في الفصل الثاني، فقد قام المؤلف بمناقشة الاجتهادات اللغوية للباحث البولوني المعروف مالينوفسكي، وخصوصا مفهوم "المشاركة الوجدانية" الذي توقف المؤلف على مستوى وظيفته موضحا في هذا الإطار استحالة فصل اللغة عن المتخاطبين بها ومؤوليها والسياق الذي جاءت فيه. كما استخلص الكاتب أن الهوية هي في نهاية المطاف الخاصية والوظيفة الرئيسية للغة، وبالمقابل تبقى نظرية اللغة خاضعة لمنطق التطوير والتطور.
وأبرز المؤلف في الفصل الثالث طرق ومنهجيات مقاربة التحليلات اللغوية التقليدية لموضوع الهوية من خلال عدد من النظريات والمناهج، محاولا القيام بقراءة تقييمية لمساهمات عدد من اللغويين الباحثين في المجال الاجتماعي للغة أمثال: سوسير، هاليداي، فولوشينوف، ويسبرسن…
وأفرد المؤلف الفصل الرابع لتقديم الإسهامات الحديثة لتفسير الهوية خارج ما هو لغوي، وأساسا منها مقترحات كل من ميشيل فوكو وبيير بورديو لتقريب هوية اللغة. وهكذا فقد توقف هذا الفصل عند الكثير من المواضيع من قبيل: النظرية الاجتماعية للغة، نظرية المواءمة، التصنيف الذاتي، نظرية الاتصال في الهوية، الماهوية والبنائية.
وخصص المؤلف الفصل الخامس لطبيعة الهويات القومية والظروف التاريخية التي تحكمت في نشوء "القومية" مع التدقيق في الفترة التاريخية التي برزت فيها باعتبارها مشروعا سياسيا، كما قام في هذا الصدد بمناقشة مضامين الدراسات المعاصرة التي تناولت بالدرس والتحليل نظرية القومية اللغوية في مختلف القارات.
بعد هذا الجانب النظري والإيديولوجي الخاص باللغة والهوية، خصص المؤلف الفصول السابع والثامن والتاسع للجانب الميداني التطبيقي بدراسة مجموعة من الحالات اللغوية المتعلقة بكل من الواقع اللغوي لهونج كونج، اللغة في الهويات الإثنية/ العرقية والدينية/ الطائفية، هويات المسيحي والمسلم في لبنان.
بتبني الكاتب للأطروحة الاجتماعية الإيديولوجية في دراسة اللغة، قام بتوجيه الكثير من سهام النقد إلى اللسانيات البنيوية معتبرا إياها عاجزة عن تفسير وتأويل الأنساق اللغوية المستعملة في المجتمعات ذات الانتماءات المختلفة دينيا وإثنيا وعرقيا وثقافيا وطائفيا. فالمؤلف يلح على اعتماد اللغة كركيزة أساسية في تكون أية أمة وازدهارها، حيث أن اللغة هي الصلد الذي تقوم عليه قصة الأمة وكما قال مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون:" إن غلبة اللغة بغلبة أهلها، وإن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم".
في الختام، يجدر التنويه بالمجهود المتميز الذي بذله المترجم المغربي في ترجمته لهذا الكتاب وعمله على استعمال المصطلحات المتداولة بكثرة في الأوساط العلمية لاسيما أن الأمر يرتبط بكتاب وظفت فيها مصطلحات من حقول معرفية متعددة ومتشعبة: الأدب، الفلسفة، البيولوجيا، الاقتصاد، التاريخ، الأنتروبولوجيا، علم الاجتماع، التواصل، التاريخ…



ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ