منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - شهداء موازين
الموضوع: شهداء موازين
عرض مشاركة واحدة

azzouzi
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 6 - 11 - 2008
المشاركات: 66
معدل تقييم المستوى: 196
azzouzi على طريق الإبداع
azzouzi غير متواجد حالياً
نشاط [ azzouzi ]
قوة السمعة:196
قديم 27-05-2009, 14:13 المشاركة 1   
مقال شهداء موازين

[IMG]http://www.************/vb/images/icons/icon44.gif[/IMG]شهداء موازين

ونحن نعيش سياسة القرب التي أوصت بها فلسفة الدولة في أعلى تجلياتها بغية تحقيق شوط متقدم على درب التنمية البشرية التي يحتل المغرب على سلمها الصفوف المتأخرة على المستوى العالمي. ففي الحافلة نقترب من بعضنا البعض في الصيف كما في الشتاء إلى درجة الالتصاق التام حيث تتلامس الشعور والجلود إلى درجة عبور القمل من رأس لآخر في أمن وأمان ناهيك عن سريان التيار الكهربائي وما يستتبع ذلك مما يوجب الغسل أو التيمم إن لم يحظر الماء.
سياسة القرب ابتكرتها الدولة في الإدارة حتى عاد المواطن يتردد عليها بلا انقطاع لتسوية ملف اختلط فيه الجد بالهزل و المضحك بالمبكي فتحول المتزوج منذ 1984 إلى أعزب يتقاضى 15درهما على قرينته وجب حذفها من راتبه الشهري بأثر رجعي على دفعتين كما فعلت بالأستاذ غريب عبد العزيز من آزمورولما استفسر عن أسباب الاقتطاع قيل له لقد أخدت ما ليس لك وإذا أردت استرجاع المحجوز اثبت ما يفيد زواجك، ومع مرور الشهور وصل عدد العقود المرسلة 3 بدون جدوى ويبدو أن الوصول إلى الهدف يقتضي عقودا من سير وأجي إلى الرباط .وقبل تسوية الوضعية فوجئ بمشكل آخر حيث أرجع إليه ملف من التعاضدية بحجة أنه أعزب مع العلم أنه سبق له أن استفاد منذ1984 كما أن بطاقة الانخراط تحمل صورته وصورة زوجته.فكيف لعقل بشري تفسير هذا الأمر في غياب سياسة القرب التي إذا اقترنت بحفل ساهر في ملعب تتوسطه منصة عليها كمانجة بيد أصابعها 6 جلبت ما يكفي من البشر بغية إضافة ليلة ساهرة إلى رصيد المتعة الزائفة حيث لا أحد فكر في الخروج كما فكر في الدخول حين تغلق الأبواب السبع لمسرح الفرجة في وجه موجة بشرية من آلاف المعجبين بالجرة فيبقى الحل الوحيد القفز على الحواجز بدون تدريب كما كانت تفعل نزهة بدوان وعندما يدخل المرء في مغامرة القفز وتكون النتيجة 11 قتيلا يطلع الخبر في إحدى الوكالات الرسمية في مختلفات أي بدون عنوان استرخاصا للعنصر البشري ببلادنا بينما اغتيال قطيع الخنازير بمصر طلع تحت عنوان بارز وأسال مدادا وأثار جدلا..
هذه هي سياسة القرب التي أفرزتها ثقافة التدافع التي تجسدها ممارسة المغاربة في كل المجالات..في موقف السيارات ـ الحافلات ـ القطار ـ المطار ـ حتى التلاميذ عندما يخبرهم المدرس بموعد الفرض يتدافعون للظفر بالمقاعد الخلفية ــ أسوة بالدولة ــ حيث حظوظ التكوفيش وافرة كما يتزاحمون أيام الامتحانات الوطنية والجهوية على المكتبات لترتيب الحروز الواقية من النقطة الموجب للرسوب.حتى في مناسك الحج لا يكاد يخلو موسما من حوادث التدافع . والتدافع قد يكون في الكثير من الأحيان ذوكينونة داخلية ففي الأكل ليس من عادتنا أن نأخذ الوقت الكافي لذلك فتكون النتيجة تزاحم الطعام في الفم والبلعوم حتى ولو كان الإنسان وحيدا على المائدة فيضطر للخروج من الورطة إلى شرب الماء لتسريع إنزال الغذاء إلى بيت الداء. ويكاد في حياتنا اليومية لا تخلو حركة من زحام مفتعل قد يحدثه شخصان على باب حافلة فارغة .المهم أن نزدحم ونثبت ذاتنا في الاحتكاك يبعضنا على الأقل لتسهيل ضرب الجيوب التي لاتتحقق بنجاح إلا في أماكن الزحام. ويبقى المكان الوحيد الذي لازحام فيه قاعات المطالعة ودور الثقافة على قلتها..
إن ظاهرة التدافع والازدحام خلقت ما يعرف بشاهد عيان الذي تبنى على إفاداته أحكام وإدانات حيث يتحول إلى شاهد قانوني حاسم في المحاكم إذا لم تخنه تفاصيل الأحداث.
سألوا توفيق الحكيم : أنت سعيد بأنك كاتب؟ قال : السعادة لاتصنع كاتبا وإنما التعاسة، فقد كنت أتمنى أن أكون فلاحا أزرع ولا أرى إلا البهائم وليس الناس الذين كالبهائم../ القديس جون جيني/ كتاب ألفه سارتر من 2000صفحة لأن هذا الأديب اللقيط اللص يستحق الإهتمام العظيم.فكم صفحة تكفينا لمعالجة ظاهرة التدافع التي ماعادت صحية في هذا البلد الذي يدخله المغاربة من باب واحد متجاهلين وصية يعقوب عليه السلام لأبنائه / يابني لاتدخلوا من باب واحدة وادخلوا من أبواب متفرقة /
في المغرب هناك دائما ما يدعو المغاربة للاحتفال باستمرار على مدار السنة،ولهذا الغرض اجتهدت الدولة وابتكر عقلها المد برما يعرف بموازين الذي صرف عليه هذه السنة ما فاق ما أنفقته على أجرأت مقتضيات الحوار الاجتماعي والترقية الاستثنائية الأخيرة هذا دون احتساب قيمة الضحايا البشرية إن كانت لهم قيمة على أرض الواقع.موازين مهرجان عالمي يوحي بأن رأسمال المغاربة / الدر ديك فوق القعدة وبس / حتى ولو كلفهم ذلك عناء السفر أو حتى الفناء.وعندما يقترن موازين بسياسة التدافع يصبح بنكهة أخرى مأساوية حيث تلتقي كل الأضداد في الموت.ومنذ الواقعة الأليمة يطاردني بلا هوادة السؤال: لماذا نحتفل؟ لماذا نتميز عن الآخرين بموازين؟ هل انتصرنا حتى نحتفل؟ وعلى من ؟ على الفقر؟ على التخلف؟ على الجهل ؟على البطالة؟ على الأمية؟ على الفساد والمفسدين؟ على الجريمة المنظمة والعشوائية؟ ثم كم كلفتنا سياسة الاحتفال؟ وهل الاحتفال استثمارا؟وإذا كان كذلك فما قيمته المضافة؟ هل نحتفل لأننا حداثيين ونصف؟ أم لأننا زهوا نيين فوق العادة؟ قديما كانت الحكومات مشغولة بتوفير الخبز للشعوب ونحن في المملكة السعيدة أصبحت مطارحنا مقبرة للخبز فتحولت انشغالات الدولة إلى ضمان الفرجة ولسان حالها لكم ما طلبتم فتاه الشعب يدندن مع الأغنية مستعينا بالكيت في غفلة عما يحيط به مما شجع شباط على التصريح أمام 30ملين مغربي بأن طرق فاس على عهده الزاهي تخلصت من حفرها تماما وهو تصريح لايقوى على الإدلاء به حتى عمدة مدريد أو باريس وفي نفس الوقت يذكرنا بعمر الفاروق الذي قال : لوعثرت بغلة ببغداد لسئلت عن ذلك أمام ربي لأني لم أمهد طريقها..
لدينا في المغرب تقيم الدولة حدا فاصلا بين الدين والسياسة وتثبت علمانيتها بجدارة لكنها في الفن تخلط الموازين وتوفي المكيال للوافدين من الفنانين حتى ولو كانوا من خصوم وحدتنا، ففي السنة الفارطة غنى الشاب خالد بإسبانيا وهو ملفوف براية البوليساريو وهذه السنة شارك في المهرجان نهق كعادته ونال أجرته بالعملة الصعبة ولم تقاطعه الصحافة الوطنية التي قاطعت ندوة ـ أفينا ـللمعلوميات بسبب خريطة وطنية بدون صحراء، كما أن العجوز وردة الذابلة لازالت لم تصدق أنها غنت وغادرت بالمال والوسام ومعهما مفتاح الرباط. وهكذا تجزل الدولة العطاء لمن يؤيد الخصوم أو في أحسن الحالات يتعرى على المغاربة تحت يافطة الفن والثقافة في مهرجان تهريجي تغيب عنه وزيرة الثقافة. وأمام إعجاب المغاربة بموازين الذي أصبح مهرجانا عالميا لايسعني إلا أن أطلب بدسترته وإن أمكن جعله في مرتبة متقدمة قبل الصحة والتعليم والشغل وقد يكون من الأفيد تكليف وزير التعليم بحكم التجربة والحنكة بأن يضع له برنامجا استعجاليا جدا يدخل حيز التنفيذ قبل محاكمة من تسبب في قتل فريق ينقصه الحارس في ليلة دايزها لكلام وكل عام وانتم ناشطين..

عزوزي آزمور في 27/05/2009









آخر مواضيعي

0 سؤال
0 هم يفكرون بهدوء فتبقى عظمتهم خالدة.
0 التعليم بين بير معطلة وقصر مشيد
0 بئس المشتري وبئس بيع الشاري
0 التعليم بين بير معطلة وقصر مشيد
0 التعليم بيت بير معطلة وقصر مشيد
0 اقتطاع
0 شهداء موازين