|
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 5 - 7 - 2007
السكن: nador
المشاركات: 2,182
معدل تقييم المستوى:
425
|
|
نشاط [ ahmida ]
قوة السمعة:425
|
|
19-06-2009, 06:49
المشاركة 1
|
|
التربية و الديمقراطية أية علاقة؟
ننعت كباقي دول العالم الثالث بأننا متخلفون تربويا و ديمقراطيا على المستويين معا الحكومي و الشعبي الشيء الذي يفسر الوضع السائد في المجتمعات التي فقدت و ضيعت طريق النماء. فبغياب هاتين العجلتين تتخبط المجتمعات في وحل الثالوث الخطير: الفقر، الجهل و المرض.
و الحديث عن قيمة كل من التربية و الديمقراطية ليس حديث الساعة فقط؛ فلكلا القيمتين تاريخ طويل و عريض و الزواج بينهما ليس هو أيضا وليد الوقت الراهن، فالعلاقة بين الاثنين قديمة قدم الإنسانية.
لا يمكن أن نتحدث عن دولة قوية ماديا، فكريا، عسكريا و ثقافيا بدون أن نثير موضوعي تربية الناشئة و سيادة الديمقراطية. و الأمة التي تريد أن تكون قوية هي مرغمة أن تهتم بإعداد أفرادها و تنمية ثروتها البشرية وإعداد مواطنيها إعدادا جيدا يستثمره المجتمع استثمارا صحيحا.
لقد أجمع المربون أن التربية تعني فيما تعنيه إعداد الكائن و تهييئه ليكون صالحا لنفسه و لغيره. و السؤال الذي يطرح بإلحاح كيف نحقق تربية في مجتمعاتنا في غياب العدل، المساواة، الديمقراطية و السلام؟ فهذا من قبيل المستحيلات.
جميع مؤسساتنا بألوانها المختلفة من الأسرة إلى بيت الأحزاب الحاكمة كلها تعاني من هذا الغياب. و المدرسة التي أعدت لتصريف التربية و الديمقراطية هي بدورها تحتضر و بفعل فقر البنيات التحتية لمؤسساتنا التعليمية تفرض مناهج غير إيجابية على تلامذتنا فيتم الاكتفاء بحشو أدمغتهم بمعارف جافة لا تمت بصلة للمجتمع من جهة و تعتمد في توصيلها على الترديد و التلقين غير المجديين من جهة ثانية عوض أن يصل إليها المتعلم بذاته. و الظاهر أن القائمين على هذه المجتمعات يرفضون رفضا قد يكون مقصودا جعل المدرسة صورة مصغرة من المجتمع الديمقراطي.
إذا كنا فعلا نصبو لمجتمع و نظام ديمقراطيين فعلينا أن نبدأ بتربية على أسس ديمقراطية تنبني على أرضية صلبة تنتج عن الحرية، الشورى و الحوار، العدالة و المساواة، التعاون و التكافل. هذه الصفات أو المبادئ الأخلاقية السلوكية إذا ما غرسناها في الطفل و يشب عليها فحتما سنتوفر في آخر المطاف على مجتمع نظيف تربويا و ديمقراطيا. تلك المبادئ السالفة الذكر و غيرها كثير يجب أن تتفشى كالمرض المعدي في مجتمعنا بكل مكوناته؛ هذا هو المقصود لأن إذا غابت هذه العناصر المكونة للتربية الديمقراطية فإننا و بلا ريب سنسقط في التربية الفاشية المتطرفة.
إجمالا يمكن القول إذا كانت الديمقراطية ضرورية في شتى مناحي الحياة داخل المجتمع فينبغي أن تبدأ في التربية و التعليم و هذا بالضبط ما نحن بعيدين عنه في مجتمعاتنا؛ و لهذا نحن متخلفين و غير ديمقراطيين مع أنفسنا و مع الآخر. علينا بالضرورة أن نستعمل مناهج حديثة تساير الركب بجهاز تربوي مستوعب للفكر الديمقراطي إذا أردنا أن نحقق ما نصبو إليه من أهداف في تربية النشىء الصاعد تربية ديمقراطية فعالة.
بقلم: الوميكي محسن
|