[mastof]

المبحث الرابع: المجرة:

إن هذا الكون مكون من مجموعة كبيرة من المجرات، أو السدم أو الجزر الكونية، منها ما هو على شكل كروي، أو بيضوي أو حلزوني والمجرة هي الوحدة الأساسية في تركيب الكون، وكل مجرة تضم تجمعات هائلة من النجوم والكواكب([1]).
تسمى مجرتنا «الطريق اللبني» للتشابه الشكلي بين السحاب الأبيض في المجرة وبين لون اللبن، وتسمى كذلك «درب التبان» للتشابه بين منظر المجرة ومنظر التبن المبعثر على الأرض، ومجرتنا كثيفة حقا فهي تحتوي مئة مليار نجم، والكون يحتوي من أمثال مجرتنا مليار مجرة([2]).
ربنا ما خلقت هذا باطلا، فسبحانك من عظيم مبدع.
وجاءت البحوث عن مجرتنا صفعة لكبرياء شمسنا الضخمة التي كانت تعتبر مركز الكون، فهي ليست بحال عند مركز هذا التجمع النجمي، بل تكاد تكون قريبة من حافته، وبعض النجوم تكبر شمسنا بعشرات أو مئات المرات([3]).
وهذا الحشد الضخم من النجوم التي تشكل مجرتنا في حالة دوران سريع حول مركز المجرة، هذا المركز هو كوكبة النجوم المعروفة باسم "الرامي" أو "برج القوس" وهي مجموعة من النجوم منها الضخم والصغير...
والمجرة الضخمة لا تمثل في الكون سوى حبة رمل في صحراء شاسعة ولعل النظر إلى هذه الضخامة، تعطي المؤمن شيئا إذا قرأ قوله تعالى: ]والسماء وما بناها[([4]) وقول ]لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس[([5]). وكل هذه الملايير من الأجسام السماوية لا يختل نظامها ،ولا تخرج عن مدارها رغم الحركة الدائمة والسبح المتواصل، فمن الذي ينظم هذا السبح ]إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا[([6]) فحقيقة أنه من أراد أن يعرف الصانع والخالق، فلينظر إلى صنعته وخلقه ]إن في خلق السموات والارض آيات لأولي الالباب[([7]).

k

([1]) مجلة العلم والإيمان ،العدد 34، سنة 1975، ص. 12-16.

([2]) الإنسان بين العلم والدين ،ص. 49.

([3]) المرجع نفسه، ص. 50

([4]) الشمس: 5.

([5])غافر: 57.

([6]) فاطر: 41.

([7]) آل عمران: 190.