منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - عرض مشاركة واحدة - سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب
عرض مشاركة واحدة

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 228
افتراضي
قديم 09-12-2011, 09:28 المشاركة 11   

عباد الله
قال عمر رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا )
و إنما حساب العبد لنفسه أن يتوب عن كل معصية قبل الموت توبة نصوحاً
و يتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله عز و جل ، و يرد المظالم إلى أهلها حبة حبة ، و يستحل كل من تعرض له بلسانه و يده و سطوء ظن بقلبه ، و يطيب قلوبهم حتى يموت
و لم يبق عليه فريضة و لا مظلمة
فهذا يدخل الجنة بغير حساب
فإن مات قبل رد المظالم أحاط به خصماؤه
فهذا يأخذ بيده
و هذا يقبض على ناصيته
وهذا يتعلق بلبته
و هذا يقول ظلمتني ، و هذا يقول شتمتني ،
و هذا يقول استهزأت بي ، و هذا يقول ذكرتني في الغيبة بما يسوءني
و هذا يقول جاورتني فأسأت جواري ، و هذا يقول عاملتني فغششتني ،
و هذا يقول بايعتني و أخفيت عني عيب متاعك
و هذا يقول كذبت في سعر متاعك ، و هذا يقول رأيتني محتاجاً و كنت غنياً فما أطعمتني ،
و هذا يقول وجدتني مظلوماً و كنت قادراً على دفع الظلم فداهنت الظالم و ما راعيتني ،
فبينما أنت كذلك و قد أنشب الخصماء فيك مخاليبهم و احكموا في تلابيبك أيديهم
و أنت مبهوت متحير من كثرتهم حتى لم يبق في عمرك أحد عاملته على درهم أو جالسته في مجلس إلا و قد استحق عليك مظلمة بغيبة أو جناية أو نظر بعين استحقار ،
و قد ضعفت عن مقاومتهم و مددت عنق الرجاء إلى سيدك و مولاك لعله يخلصك من أيديهم
إذ قرع سمعك نداء الجبار
( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم)
فعند ذلك ينخلع قلبك من الهيبة ، و توقن نفسك بالبوار ،
و تتذكر ما أنذرك الله به على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم حيث قال :
( و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) إلى قوله لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء ).
فما أشد فرحك اليوم بتمضمضك بأعراض الناس و تناولك أموالهم !!!
و ما أشد حسرتك في ذلك اليوم إذا وقف بك على بساط العدل ، و شوفهت بخطاب السيئات ، و أنت مفلس فقير عاجز مهين لا تقدر على أن ترد حقاً أو تظهر عذراً
فعند ذلك تؤخذ حسناتك التي تعبت فيها عمرك و تنقل إلى أخصامك عوضاً عن حقوقهم
فانظر إلى مصيبتك في مثل هذا اليوم إذ ليس لك حسنة قد سلمت من آفات الرياء و مكائد الشيطان ، فإن سلمت حسنة واحدة في مدة طويلة ابتدرها خصماؤك و أخذوها .
فكيف ترجو الخلاص من المظالم في يوم يقتص فيه للجماء من القرناء ؟
و يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا
فكيف بك يا مسكين في يوم ترى فيه صحيفتك خالية من حسنات طال فيها تعبك ؟
فتقول : أين حسناتي ؟
فيقال : نقلت إلى صحيفة خصمائك
و ترى صحيفتك مشحونة بسيئات غيرك .
فتقول يا رب هذه سيئات ما قارفتها قط .
فيقال : هذه سيئات الذين اغتبتهم و شتمتهم و قصدتهم بالسوء و ظلمتهم في المعاملة و المبايعة و المجاورة و المخاطبة و المناظرة و المذاكرة و المدارسة و سائر أصناف المعاملة ،
فاتق الله في مظالم العباد بأخذ أموالهم و التعرض لأعراضهم و أبشارهم و تضييق قلوبهم و إساءة الخلق في معاشرتهم ، فإن ما بين العبد و بين الله خاصة المغفرة إليه أسرع
التذكرة/ القرطبي/ بتصرف

اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب