الزهد لابن أبي الدنيا
كَانَ مُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ : ذَهَبَ مِنْ عُمْرِي يَوْمٌ كَامِلٌ
فَإِذَا أَصْبَحَ ، قَالَ : ذَهَبَتْ لَيْلَةٌ كَامِلَةٌ مِنْ عُمْرِي
فَلَمَّا احْتَضَرَ بَكَى ، وَقَالَ : قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ لِي مِنْ كَرِّكُمَا عَلَيَّ يَوْمًا شَدِيدًا كَرْبُهُ ، شَدِيدًا غُصَصُهُ ، شَدِيدًا غَمُّهُ ، شَدِيدًا عَكرهُ ، فَلا إِلَهَ إِلا الَّذِي قَضَى الْمَوْتَ عَلَى خَلْقِهِ ، وَجَعَلَهُ عَدْلا بَيْنَ عِبَادِهِ ، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأهُ الْقُرْآنَ :
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
ثُمَّ تَنَفَّسَ ، فَمَاتَ .