[اديب الليل]

ما عاذ الله ان تغتصب .
انها فتاة ابية ,متمنعة ,طاهرة ,جبارة, قاهرة .
مخالبها حادة ,وصفعاتها لاطمة ,و صراخها هدير ,يتوجس منه الأوغاد ,و يصدم الأوباش ,عديمي الحس و الضمير ,فاقدي المروءة على مر التاريخ.
أشباه الرجال و لا رجال .
قد تقطع أوصالها وقد ينكل بها, و قد يتفننون في تعذيبها.لا بل قد تسجن لفترة و تسلب حريتها , لكن أن تغتصب, لا و الله لا . أمر عصي على أمثالهم .لأنها حصن منيع .و قلعة ابية .
فان لم تقد, نخوة الاخوة الى تخليصها من عذاباتها, فأبناء العمومة بالمرصاد, قد يتدخلون لدرء هذا العار ,
و عذابها هو الشعلة و الشرارة لفك أسرها ,والتخلص من عزلتها .
فعزيز النفس لا يقهر ,و الحر لا ينهر ,و الصبور لا يهزم . ومن له الارادة سينصر .
وطبعا انها على الدرب و من سار عليه وصل .
و تلك الايام نداولها بينكم .وسنرىكيف سيقذف التاريخ بهم في مزابله .و كيف ستسطر بطولات تسجل في صفحاتها بأحرف من ذهب .فبزوغ الفجر بعد ظلام دامس , امر طبيعي,اذ, لابد لليل ان ينجلي و لا بد للقيد ان ينكسر . و ان بعد العسر يسر .
هذا وعذ ربنا الكريم .فصبرا اختاه .فوعد الله لا يخلف .و لا مراد لقدره و انا لله و انا اليه راجعون .