لا يختلف اثنان على أننا في عصر جديد ، و أن طلابنا اليوم ليسوا هم طلاب جيل السبعينات أو الستينات ، و أننا كتربويين نحتاج الى أن نواكب هذا العصر سواء في المهارات التي نعمل على اكتسابها أو في الطرق التي ندّرس بها، و أن نفكر بأساليب متنوعة و مبدعة و نستخدم أدوات و طرق خارجة عن المألوف و غير تقليدية تتناسب و روح العصر.
و في هذا المقال سنستعرض نموذجا متميزا في مجال التعليم الذي لم يتخذ التعليم كمهنة فقط بل كشغف ومتعة.
إنه روبرت درونوسكي، معلم الرياضيات لطلاب الفصل الرابع في مدينة ميلفيل، ولاية نيوجيرسي ، في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يغفو على إيقاع الروتين بل قفز عاليا ليواكب عقلية الجيل الجديد وشغفه بالتكنولوجيا
جلب روبرت أداة تعليم جديدة لتحفيز طلابه على تعلم الرياضيات الأداة هي " لعبة وي" ومن منا لايعرف أطفاله هذه اللعبة؟
ربما بعضكم سيستغرب قائلا وماعلاقة "وي" بالرياضيات!!!
لكن روبرت وبفكرة ذكية منه ، عوضا أن يستجدي اهتمام طلابه بمادة الرياضيات استفاد من شغف هذا الجيل بلعبة"وي" وقام كل من طلاب الفصل الثالث والرابع بتصميم شخصيته الخاصة في اللعبة
قسّم روبرت الطلاب في مجموعات ، بحدود أربع طلاب يمكنهم أن يلعبوا معا البولينج أو كرة السلة أو التنس في المرة الواحدة. وهناك طالبين آخرين يقومان بتسجيل النتائج والإحصائيات الأخرى خلال الألعاب
في نهاية الجلسة ، يقوم الطلاب بتسجيل البيانات و من ثم تحليلها من خلال رسوم البيانات المختلفة، كما يقوم الطلاب أيضا بإجراء حساب معدلات وإحصائيات أداء الطلاب الآخرين.
شاهد هنا مقطع فيديو من حصة الرياضيات :
اشترى درونوسكي لعبة الـ "وي" و أدوات تحكم اللعبة من منحة صغيرة للرياضيات والعلوم تبلغ قيمتها 300 دولار عرضتها مدينة ميلفيل لـ 32 معلم في تسع دوائر تعليمية. المبلغ لا يبدو كثيرا ، و لكن روبرت أحسن استخدامه بشكل ممتاز
يقول روبرت "نحن نستغله كحافز في الرياضيات. أدّى إذا الأطفال عملهم فمن الممكن أن يلعبوا ب"وي" ... و إذا أنت جلبت أشياء ووسائل كهذه فسيكون الطلاب شغوفين بمادتك" و يقول أيضا " أريد للأطفال أن يعلموا أنهم من الممكن أن يقضوا وقتا ممتعا بينما هم يتعلمون "
فكر معي قليلا: كم مهارة استخدمها الطالب في حصة الرياضيات مع روبرت درونوسكي ؟ ليس فقط المهارة العقلية ، بل و البدنية ايضاً
فكر معي مرة أخرى : هل تتذكر كيف كانت الرياضيات في المدرسة؟ أنا شخصيا أتمنى لو كانت هذه الطرق الجديدة موجودة ايام دراستي
فعلا من قال أن التعلم يجب أن يخلو من المتعة!!!؟؟ ومن أوجب أن تكون حصة الرياضيات روتين قاتل وملل لاينتهي؟
في النهاية نعلم تماما أن هناك العديد من المعلمين والمعلمات في عالمنا العربي نستطيع أن نفخر بهم والذين حاولوا بقدر استطاعتهم مواكبة التطور التكنولوجي المسعور لهذا العصر، لكننا مازلنا بحاجة لكثير من الشغف والمتعة في حصصنا الدراسية، فجيل اليوم يختلف 180 درجة عن الجيل السابق