يا قوم!
قد علمتم أن الأعمال بالنيات، وقد فهمتم قوله تعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص} [الزمر: 3]
وقد سمعتم عن السلف أنهم كانوا لا يعملون، ولا يقولون حتى تتقدم النية وتصح.
أيذهب زمانكم يا فقهاء في الجدل والصياح
وترتفع أصواتكم عند اجتماع العوام تقصدون المغالبة؟!
أوما سمعتم: "من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه؛ لم يرح رائحة الجنة"
ثم يقدم أحدكم على الفتوى، وليس من أهلها، وقد كان السلف يتدافعونها.
ويا معشر المتزهدين!
إنه يعلم السر وأخفى!
أتظهرون الفقر في لباسكم، وأنتم تستوفون شهوات النفوس
وتظهرون التخاشع والبكاء في الجلوات دون الخلوات؟!
كان ابن سيرين يضحك ويقهقه، فإذا خلا؛ بكى أكثر الليل،
وقال سفيان لصاحبه: ما أوقحك! تصلي والناس يرونك؟!
آهٍ للمرائي من يوم: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور} [العاديات: 10]، وهي النيات!
فأفيقوا من سكركم،
وتوبوا من زللكم،
واستقيموا على الجادة: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56].
صيد الخاطر