نيابة إقليم تيزنيت : مدفآت وما أدراك ما المدفآت!!
استبشرت المؤسسات التعليمية الموجودة في الوسط القروي التابعة لنيابة تيزنيت خيرا بتزويدها بالمدفآت قصد التخفيف من وطأة البرد القارس خلال فصل الشتاء ،لكن سرعان ما تبين للأساتذة والمتعلمين أن تلك المدفآت لا تسمن و لا تغني من برد، فمن خلال تركيبتها البسيطة يظهر أنها لا تحمل من المدفأة سوى الاسم. ويبدو أنها لا تشتغل كما ينبغي ، باستثناء الدخان الكثيف المنبعث منها والذي يشكل خطرا على المتعلمين وعلى الأساتذة داخل الفصل، ناهيكم عن الغازات السامة الناتجة عن احتراق الفحم الحجري، والذي يبدو أنه ليس من النوع الجيد.وقد أكد الدكتور ،محمد نجيب بنونة ، اختصاصي في أمراض و جراحة الرأس ، في مقال سابق نشرته جريدة الأحداث المغربية، (( أن التأثير السلبي لاستخدام الفحم الحجري في التدفئة، يأتي من ثاني أوكسيد الكربون الذي يفرزه احتراق الفحم، مما يجعله يتسبب في تبديد الأوكسجين ، وهو ما يؤدي إلى حصول حالات مرضية طارئة كالدوخة و الشقيقة والغثيان، وقد تصل خطورة الأمر إلى حد الإغماء و الموت، خاصة إذا انحصر دخان احتراق الفحم داخل فضاء مغلق ولم يتسرب إلى الخارج.. واعتقد د. بنونة أن التأثيرات الصحية للفحم الحجري قد تكون أشد وقعا من تأثيرات استخدام الفحم الطبيعي في التدفئة، على اعتبار أن الفحم الأول معدني ومركز...))، ثم إن تركيب هذه المدفآت في المدارس اعترتها عدة عيوب ، فالمقاول المكلف بهذه الصفقة لم يقم سوى بإحداث ثقوب في الحجرات و الأقسام ليتمكن من إخراج المدخنات عبرها ، دون ترميم لمكان الثقوب لتترك على حالها إلى أجل غير مسمى، وربما تدخل الحشرات الضارة و الثعابين عبر الفتحات المتروكة في الجدران ، مما يهدد سلامة المتعلمين داخل فصولهم الدراسية. ثم إن المدخنات لم يتم ربطها سوى بسلك رقيق كما هو مبين في الصورة ، يكون عرضة للتلف بسبب الصدأ في أية لحظة ، وما يدريكم ربما تهوي هذه المدخنات على رؤوس التلاميذ أثناء فترات الاستراحة وخاصة أن بعضها مثَبّت في جدران الأقسام المطلة على ساحات المدارس. ثم إن نيابة إقليم تيزنيت لم تكلف نفسها عناء مراقبة أشغال هذه العملية ومدى احترامها لشروط دفتر التحملات، فجل المدارس المزودة بهذه المدفآت لم تخضع لأية مراقبة من طرف المسؤولين التقنيين في النيابة. إننا من هذا الموقع، وحرصا منا على سلامة وصحة فلذات أكبادنا ، وحرصنا أيضا على فضح كل الصفقات المغشوشة التي تبذر المال العام، ندعو المسؤولين في نيابة تيزنيت إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل في الموضوع، ومحاسبة كل المقصرين والمتواطئين في هذه الصفقة إن كان هناك تواطؤ...
إن الحكامة الجيدة تستلزم رصد وفضح كل الصفقات المغشوشة التي تتم داخل النيابات التابعة لوزارة التربية الوطنية، وخاصة إذا كان المتضرر الأول من جراء ذلك أطفال أبرياء. أو أليس السكوت عن هذه الممارسات والتكتم عليها جريمة في حق الوطن؟
http://www.tarbawiyat.net/modules.php?name=News&file=article&sid=559