قصيدة انشودة المطر للشاعر بدر شاكر السياب - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية mahdar
mahdar
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 27 - 12 - 2007
السكن: خريبكة
المشاركات: 2,140
معدل تقييم المستوى: 420
mahdar يحمل عنوان التميزmahdar يحمل عنوان التميزmahdar يحمل عنوان التميزmahdar يحمل عنوان التميزmahdar يحمل عنوان التميزmahdar يحمل عنوان التميز
mahdar غير متواجد حالياً
نشاط [ mahdar ]
قوة السمعة:420
قديم 02-02-2008, 18:11 المشاركة 1   
منقول قصيدة انشودة المطر للشاعر بدر شاكر السياب


اهدي لكل الاخوة رواد المنتدى قصيدة الشاعر بدر شاكر السياب احد رواد الشعر المعاصر الحديث الى جانب نازك الملائكة.
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...

وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر...
مَطَر...
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :
بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛
كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك
وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !
وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر
وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ
سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،
كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق
فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .
أصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـه النشيجْ :
" يَا خَلِيجْ
يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "

أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،
عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :
" مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وفي العِرَاقِ جُوعْ
وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ
لتشبعَ الغِرْبَان والجراد
وتطحن الشّوان والحَجَر
رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ
ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء
تَغِيمُ في الشِّتَاء
وَيَهْطُل المَطَر ،
وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر
حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة
وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ
فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد
أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ
في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "

أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـهُ النشيجْ :
" يا خليجْ
يا واهبَ المحارِ والردى . "
وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،
عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار
وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لُجَّـة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ
من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .
وأسمعُ الصَّدَى
يرنُّ في الخليج
" مطر .
مطر ..
مطر ...
في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "

وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..

المصدر : عن ديوانه " أنشودة المطر " ، ضمن مجموعته الكاملة المجلد الأول ص 474 . دار العودة - بيروت - 1997 .









[SIGPIC][/SIGPIC]rs5 mahdar rs5
آخر مواضيعي

0 شمس الحب .........محمد محضار
0 خريبكة 1 المدينة الحلم
0 غربان الجزيرة محمد محضار
0 يوم ظننت أنك حبيبتي محمد محضار
0 حبل الكدب محمد محضار
0 شهوة الفرح .............محمد محضار
0 لحظات حرجة................محمد محضار
0 زمن التفاصيل...............محمد محضار
0 سيد الأكوان............محمد محضار
0 فاقد الشيء....................محمد محضار


سيف الحكمة
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية سيف الحكمة

تاريخ التسجيل: 2 - 7 - 2007
المشاركات: 174

سيف الحكمة غير متواجد حالياً

نشاط [ سيف الحكمة ]
معدل تقييم المستوى: 223
افتراضي
قديم 02-02-2008, 18:25 المشاركة 2   

قصيدة رائعة .. بدر الشاكر السياب من الشعراء المميزين جدا .. لك كل الشكر .. وفي انتظار هدايا اخرى من الشعر الجميل لبدر شاكر السياب أو لمن في مستواه ..

سيف


سيف الحكمة
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية سيف الحكمة

تاريخ التسجيل: 2 - 7 - 2007
المشاركات: 174

سيف الحكمة غير متواجد حالياً

نشاط [ سيف الحكمة ]
معدل تقييم المستوى: 223
افتراضي
قديم 02-02-2008, 18:26 المشاركة 3   

عفوا أخطأت في الاسم : بدر شاكر السياب .. وليس بدر الشاكر ...... كثيرا ما يحدث لي هذا بسبب السرعة في الكتابة .


mina
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 8 - 10 - 2007
المشاركات: 54

mina غير متواجد حالياً

نشاط [ mina ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 02-02-2008, 18:43 المشاركة 4   

اختيارك عطر فاح من دواوين الشعراء العظام ,صور بديعة,تاجج المشاعر للمزيد من الاحلام ,في انتظار جديد السيد محدار.


سعد الله
:: دفاتري بارز ::


تاريخ التسجيل: 7 - 1 - 2008
المشاركات: 128

سعد الله غير متواجد حالياً

نشاط [ سعد الله ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 03-02-2008, 21:04 المشاركة 5   

أنشودة المطر تعد فاتحة عهد جديد بالنسبة للشعر العربي المعاصر،فكثير من النقاد،ومنهم إحسان عباس رحمه الله يعدون هذه القصيدة هي البداية الفعلية للشعر الحر،وإن كنا عرفنا أن السياب والملائكة يتنازعان كرسي الريادة لهذا الشعر،حيث إن النقاش لم يحسم لحد الآن أيهما أسبق،قصيدة "هل كان حبا"للسياب أم قصيدة"الكوليرا"لنازك الملائكة.
وقد أعجبت بالدراسة التي قام بها الناقد والروائي إلياس خوري لهذه القصيدة-أشنودة المطر-في كتابه الرائع:[دراسات في نقد الشعر].
شكرا لك أخي محضار على الاختيار الأكثر من رائع.

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للشاعر, الأطر, السياب, انشودة, بدر, شاكر, قصيدة

« اجابة على موضوع في التربية وعلم النفس التربوي لولوج سلم ـ 11ـ بقلمي | أنا والشبكة والليل »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة في القدس للشاعر: تميم البرغوثي **وفية دفاتر** دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 2 17-05-2009 12:24
أنشودة المطر لبدر شاكر السياب الشاعر العراقي الكبير fatiho دفاتر الإبداعات الأدبية 1 04-05-2009 22:32
قصائد بدر شاكر السياب ابن الاسلام كتب إلكترونية 3 03-05-2009 13:09
مقتطفات من قصيدة للشاعر عمر أبو ريشة أبوأمين الشعر والزجل 6 23-11-2008 19:26


الساعة الآن 19:23


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة