يشكل التراث الأساس المتين للثقافة التي تعتبر مرآة الشعوب و إحدى أهم معالم الحضارة الإنسانية ، لكن التقدم الهائل الذي عرفته وسائل الاتصال خلال القرن الواحد و العشرين التي كسرت الحواجز و الحدود الثقافية بين الشعوب و حولت العالم إلى قرية صغيرة حسب تعبير "ماكلوهان" ، أربكت الخصوصيات الثقافية المحلية ، و أحدثت تغييرا هائلا في النظم و القيم الاجتماعية و الثقافية ، مما جعل الكثير من المجتمعات المتقدمة و النامية تعاني ضعفا في مد الجسور بين الخصوصيات الثقافية و الثقافة العالمية ، و بالتالي أحدثت أزمة في التربية و التنشئة الاجتماعية للإنسان، وبذلك أضحت المدرسة تتحمل مسؤولية جسيمة في إعداد مواطن يعيش حاضره و يبني مستقبله مستفيدا من خبرات و تجارب ماضيه.
الشيء الذي يجعلنا طرح مجموعة من التساؤلات من بينها:
ماهي علاقة التراث بالمدرسة ؟
ما دور التنشئة الاجتماعية بالتراث الشعبي ؟
ماهي الاقتراحات العمليت لتوظيف أفضل للتراث؟
ما الدور الذي يلعبه أدب الأطفال لتسهيل عملية تو ظيف التراث ؟
هل الاهتمام بالتراث يعني القطيعة مع الثقافات الاخرى؟
إن التراث الشعبي ثروة كبيرة من الأداب و القيم و العادات و التقاليد ... خلفتها الأجيال السالفة لتنتقل للأجيال الحالية ، و هذا النقل يعتبر عملية اجتماعية ضرورية و بديهية في المجتمعات لاستمرار وجودها و تطورها . و لعل على الأسرة أولا و المدرسة خاصة باعتبارها المؤسسة العمومية المهمة بين باقي المؤسسات الأخرى التي كانت و لازالت يعهد إليها دور التنشئة الاجتماعية ، مسؤولية نقل هذا التراث من جيل إلى جيل ،ضمانا لاستمرار النضج الاجتماعي.
طبعا، إن ما يميز المدرسة كمؤسسة تربوية اجتماعية أن لها وظائف متعددة منها ما يخدم الفرد(المقاربة النفسية) ، ومنها مايخدم المجتمع( المقاربة الاجتماعية)،وقد تم تحديدها كالتالي: الوظيفة التعليمية و التكوينية ، و الوظيفة التربوية ، و الوظيفة الإيديولوجيا ، ثم الوظيفة الثقافية و يكمن دور المدرسة بالنسبة لهذه الأخيرة في المحافظة على التراث الثقافي للمجتمع، مما يؤدي إلى استدخال ثقافة المجتمع في ذات الفرد و تكوين هويته الثقافية و الاجتماعية ،ومن هذا المنطلق يتضح أن التراث الشعبي سيحض باهتمام كبير في بناء البرامج و المناهج التعليمية لجعلها أكثر استجابة لمتطلبات الواقع المعيش ، كما سيساهم الاختيار الملائم للوسائل و الأدوات الديداكتيكية في تحقيق الأهداف و المرامي المراد بلوغها و التي يمكن أن تشمل مايلي:
* المحتويات و المضامين التي تكون المادة.
*الطريقة و التقنيات و الأنشطة.
*الوسائط و المعينات التربوية ، كالأجهزة ،و الصور ، و الكتاب المدرسي التي تساعد على إنجاز الفعل التعليمي التعلمي.