أحست بنفسها غريبة وسط القطيع ، لم تعرف أحدا من الموجودين ، كانت لهم نفس الوجوه ، نفس الهندام ونفس اللغة الثقيلة على القلب، كانوا يبتسمون في وجهها وعيونهم تومض ببريق خادع ، وكانوا يتبادلون التحايا فيما بينهم بطريقة غريبة لم تعهدها من قبل،كان الخدم يحملون صواني كبيرة رُصّت ْعليها مشروبات منعشة ، وأخرى روحية..يتجولون بين المدعويين وعلى وجوههم تنطبع ابتسامات بلهاء،
قالت لنفسها : " ماذا أفعل في هذا المكان؟؟ وماذا دهاني حتى أجد نفسي بين هؤلاء الغرباء؟؟
كانت القاعة فسيحة ، بل شاسعة لا حد لها ، حاولت أن تجد بابا أو منفذا ، تخرج منه ، لكنها لم تجد فضاء ممتدّا دون نهاية وأشخاصا غير مهتمين بشيء.
سألت شابة كانت تقف بالقرب منها .-
هرولت مسرعة ، دون اتجاه ، كانت الصورة تتكرر ولاشيء يتغير..
توقفت فجأة ، قررت أن تسترجع جزء من الما ضي القريب علّه يساعدها على الخروج من هذه الورطة ، تتذكر أنها استيقظت من النوم ، ثم أفطرت ، وجلست أمام حاسوبها ، تنقّلت بين عدد من المواقع الترفيهية ، لكن إعلانا غريبا ظهر على الشاشة، يتحدث عن أرض الأحلام ، ويدعو المتصفحين إلى الضغط على المربع الأحمر المتوهج للتعرّف عليها .
هذا كل ما تتذكره ، أتراها ضغطت على المربع؟؟ ماذا حدث بعد ذلك ، إنها لا تتذكر شيئا .. لا بل هي سمعت أمها تصرخ النار ، النار ، ثم وجدت نفسها في هذا المكان الغريب.
*
ّ* *
دخلت سامية في غيبوبة بعد انفجار قوي في حاسوبها لم يعرف له سبب ، وهي ما تزال راقدة في العناية المركزة ، يشرف على تطبيبها أطباء مختصون ، وحالتها تعرف تحسنا مضطردا .