الاقتطاع من الأجور. ..أصبح انتصارا...؟!
بقلم : عبد الهادي البهيج
في كلمة ألقاها رئيس الحكومة بمناسبة الدورة العاشرة لمؤتمر جامعة هارفارد للعالم العربي بالرباط تمسك بمبدأ الاقتطاع من اﻷجور موضحا أن من يريد الإضراب عليه أن يتخلى عن أجرته وأنه بالامتناع غير المبرر عن العمل يصبح الإضراب فرصة للعطل و الجلوس في المقاهي....حسب كلمة بنكيران الذي نوه بنتائج هذه المقاربة التي أسهمت في تخفيف وتيرة الإضراب خاصة في قطاعي التعليم و العدل....
يجب علينا أن نتأمل جيدا هذا الخطاب و بالتالي محاولة وضع قراءة موضوعية باعتباره ينبثق من مؤسسة سياسية انبثقت من ثنايا الدستور الجديد،بالإضافة إلى المساحة الزمنية لهذا الكلام في خضم رزنامة الحوار الاجتماعي المغشوش منذ ثلاث سنوات ، الشيء الذي يؤكد بالملموس عدم جدية الحكومة في بلورة بدائل حقيقية و ترسيم حلول مناسبة تروم وقف النزيف الاجتماعي والتخفيف من حدة التوتر.
هذا الخطاب يعكس تصورا هجينا لآليات الممارسة السياسية و طرق تدبير الشأن العام بهذا البلد، هو إحالة لدرجة التردي في التعاطي مع الملفات والمطالب الاجتماعية ....بحيث أصبح الاقتطاع من أجور الكادحين و البسطاء وعموم الموظفين انتشاء في ردهات المجالس و المؤتمرات الخطابية للتعبير عن مشاعر نصر معجون برائحة الاستنزاف الحقير...
يمكن اعتبار هذا الكلام بمثابة هجوم استباقي ضد أي خطوة نضالية للمركزيات النقابية و هو أيضا رسالة واضحة للمطالبين بفكرة عدم تجزيء الملفات و الزيادة في منسوب الحياة من خلال الرفع من الأجور وعدم المس بالقدرة الشرائية للمواطن.
منذ ركوبه على صهوة رئاسة الحكومة، لم يذخر بنكيران جهدا في التنكيل و التبخيس بمجال الممارسة النقابية بالمغرب وتعزيز سطوة أصحاب المال و اﻷعمال لتنفيذ مشاريع الصناديق الدولية باعتبارها رائدة في صياغة القرار السياسي و تنفيذ مخططات الاستئثار والتحكم في العالم.
ببساطة شديدة لا يمكن إطلاق هذه التصريحات الجوفاء بدون تفعيل العضوية داخل منتديات الضوء الأخضر، الذي يوجه مسار التدبير في هذا الوطن. ..
ما معنى دغدغة عواطف البسطاء في اللقاءات الجماهيرية بمجموعة من المدن ، آخرها بالراشيدية و إطلاق النار على الممارسة النقابية أثناء ملتقى معهد هارفارد للعالم العربي يوم السبت بالرباط. ...هي خطوات محسوبة تنفعل مع الرسائل المشفرة لأصحاب الزر بهدف زيادة الإقبال على تصاميم وإبداعات النظام الاقتصادي والاجتماعي المراد تجذيره في وعينا وبالتالي ترتيب مشهد سياسي يتحرك وفق أجندات المتحكمين في رؤوس الأموال بهدف خلق مسلسل حياتي بدون ضمانات اجتماعية تحفظ كرامة المواطن.
يجب وضع برنامج نضالي آني لإعادة الاعتبار للممارسة النقابية و توطيد الصلة مع كافة القوى السياسية الغيورة لمجابهة هذا البهتان الذي بدأ يستوطن ثقافتنا و كرامتنا من بوابة المجالس و المؤسسات ....من الضروري تفعيل قرارات جريئة تستهدف تعديل بوصلة هذا الانحراف الذي يفسح المجال للمزيد من الانكسار والردة.
بقلم : عبد الهادي البهيج
في كلمة ألقاها رئيس الحكومة بمناسبة الدورة العاشرة لمؤتمر جامعة هارفارد للعالم العربي بالرباط تمسك بمبدأ الاقتطاع من اﻷجور موضحا أن من يريد الإضراب عليه أن يتخلى عن أجرته وأنه بالامتناع غير المبرر عن العمل يصبح الإضراب فرصة للعطل و الجلوس في المقاهي....حسب كلمة بنكيران الذي نوه بنتائج هذه المقاربة التي أسهمت في تخفيف وتيرة الإضراب خاصة في قطاعي التعليم و العدل....
يجب علينا أن نتأمل جيدا هذا الخطاب و بالتالي محاولة وضع قراءة موضوعية باعتباره ينبثق من مؤسسة سياسية انبثقت من ثنايا الدستور الجديد،بالإضافة إلى المساحة الزمنية لهذا الكلام في خضم رزنامة الحوار الاجتماعي المغشوش منذ ثلاث سنوات ، الشيء الذي يؤكد بالملموس عدم جدية الحكومة في بلورة بدائل حقيقية و ترسيم حلول مناسبة تروم وقف النزيف الاجتماعي والتخفيف من حدة التوتر.
هذا الخطاب يعكس تصورا هجينا لآليات الممارسة السياسية و طرق تدبير الشأن العام بهذا البلد، هو إحالة لدرجة التردي في التعاطي مع الملفات والمطالب الاجتماعية ....بحيث أصبح الاقتطاع من أجور الكادحين و البسطاء وعموم الموظفين انتشاء في ردهات المجالس و المؤتمرات الخطابية للتعبير عن مشاعر نصر معجون برائحة الاستنزاف الحقير...
يمكن اعتبار هذا الكلام بمثابة هجوم استباقي ضد أي خطوة نضالية للمركزيات النقابية و هو أيضا رسالة واضحة للمطالبين بفكرة عدم تجزيء الملفات و الزيادة في منسوب الحياة من خلال الرفع من الأجور وعدم المس بالقدرة الشرائية للمواطن.
منذ ركوبه على صهوة رئاسة الحكومة، لم يذخر بنكيران جهدا في التنكيل و التبخيس بمجال الممارسة النقابية بالمغرب وتعزيز سطوة أصحاب المال و اﻷعمال لتنفيذ مشاريع الصناديق الدولية باعتبارها رائدة في صياغة القرار السياسي و تنفيذ مخططات الاستئثار والتحكم في العالم.
ببساطة شديدة لا يمكن إطلاق هذه التصريحات الجوفاء بدون تفعيل العضوية داخل منتديات الضوء الأخضر، الذي يوجه مسار التدبير في هذا الوطن. ..
ما معنى دغدغة عواطف البسطاء في اللقاءات الجماهيرية بمجموعة من المدن ، آخرها بالراشيدية و إطلاق النار على الممارسة النقابية أثناء ملتقى معهد هارفارد للعالم العربي يوم السبت بالرباط. ...هي خطوات محسوبة تنفعل مع الرسائل المشفرة لأصحاب الزر بهدف زيادة الإقبال على تصاميم وإبداعات النظام الاقتصادي والاجتماعي المراد تجذيره في وعينا وبالتالي ترتيب مشهد سياسي يتحرك وفق أجندات المتحكمين في رؤوس الأموال بهدف خلق مسلسل حياتي بدون ضمانات اجتماعية تحفظ كرامة المواطن.
يجب وضع برنامج نضالي آني لإعادة الاعتبار للممارسة النقابية و توطيد الصلة مع كافة القوى السياسية الغيورة لمجابهة هذا البهتان الذي بدأ يستوطن ثقافتنا و كرامتنا من بوابة المجالس و المؤسسات ....من الضروري تفعيل قرارات جريئة تستهدف تعديل بوصلة هذا الانحراف الذي يفسح المجال للمزيد من الانكسار والردة.
هلا بريس
الاقتطاع من الأجور. ..أصبح انتصارا...؟!
المواضيع المتشابهه
