بالرشيدية يقع هذا ... لا يمكن وصف ما وقع للمدير الذي سجل رقما قياسيا في الحضور والانضباط والنزاهة والدفاع عن الجودة وعن الأستاذ خصوصا المضطهد المقهور جراء عقليات مريضة بالتكبر والغرور والجهل ، إلا بالانحطاط الأخلاقي والتربوي الذي أصاب الإدارة الإقليمية والجهوية عندما خضعتا لابتزازات ذوي النفوذ وعملتا بكل إسفاف على إعفاء مدير جاد مؤقتا بداية شهر نونبر 2008 ، حتى ترتاح بعض الجهات في إقليم الرشيدية من تهديداتهم .
إن عدم الرد على مراسلات الإدارة التربوية واقتراحاتها يعوق مسار الإصلاح ويضع المشاريع في الرفوف . ويسيء إلى مناضلين يطلبون التنمية التي لا يمكن أن تنطلق إلا من المدرسة التي على رأسها طاقم متحرك – وان كان غير محبوب مثل هذا الطاقم- . فالمراسلات مهمة جدا ، خاصة منها النيابية و الأكاديمية وعبرها تظهر المسؤولية القانونية و الإدارية و الأدبية الملقاة على عاتق هاتين المؤسستين :
* خصوصا بالتغاضي عن الواجب في حماية ممثليهما(المدير ) من الشطط والعنف بنوعيه و من الاهانة بالمشاركة أو الصمت أو اللامبالاة .
* وهي ما يفسر ضعف الإدارة المحلية أمام ممارسات بعض الموظفين المخالفين للقوانين و المتملصين من الواجب ( لان هناك من يحميهم ويشجع تمردهم ) و غير الملتزمين بالقيم التي اعتمدها الميثاق الوطني للتربية والتكوين و شدد عليها تقرير المجلس الأعلى للتعليم و أمرت بتفعيلها الوزارة من خلال البرنامج الاستعجالي ، الذي طالب بتقوية مكانة الإدارة التربوية المحلية و عبرها الإقليمية والجهوية والمركزية من خلال تبني الاقتراحات و المبادرات و التوجهات التي تعبر عنها كزجر المقصرين والمخالفين الذين لا يحترمون الأنظمة والتشريعات بدون تمييز بين هذا أو ذاك . و المساهمة في تأهيل و تأطير المؤسسة بدل التخلي عنها و دعم قراراتها بدل التناقض معها في حالة تدخل ذوي النفوذ أو غيرهم ممن يعطلون مسار الإصلاح ، أو الخضوع لابتزاز المتآمرين على أصحاب الضمير الحي أو حتى المشاركين بمكائد أو الصامتين الذين لا يبالون إلا بمصالحهم أويغرسون رؤوسهم حتى لايرووا، كأن منظومة التربية فردية وليست جماعية .
إن التربية قاطرة للتنمية فعلا وعجلتها ضخمة لا يمكن الدفع بها إلا بسواعد صلبة قوية بإيمانها الشديد بعزة الفرد ووعي جماعته . ومواردها لا ينقصها إلا الدعم المعنوي لفرض احترام المدرسة العمومية وإعادة مكانتها في المجتمع .
إن رد الاعتبار للموظف المسؤول المخلص ليس بإعادته إلى منصب يأبى أهله الإصلاح والتغيير بل يقتضي الاعتراف بالأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الإدارة الإقليمية والجهوية التي سمحت باهانة ممثلها و حكمت عليه دون تقييم لأدائه الإداري أو التربوي أو المالي صراحة وبدون إنصاف أو حكامة تعلن ببساطة أن المدير أخل بواجباته ومسؤولياته دون شرح أو تفسير قبلي ، و دون اعتماد معايير تقويمية قائمة محددة أو شفافة أو مساطر واضحة معلنة متعاقد عليها مسبقا أو إخبار بعدي بنتائج التفتيش إذا كان كذلك أو توجيه أو تحذير، كما هو معهود في الأكاديميات والنيابات ، وهذه في حد ذاتها اهانة مزدوجة لعدم اعتبار الموظف كشخص معنوي أو احترام حقوقه كفرد ذاتي . . فلا إصلاح بدون حكامة و لا حكامة بدون مراقبة أو محاسبة عادلة منصفة ، أو بدون الاحترام التام المتبادل بين الفـرقاء و للمؤسسة العمومية و قوانينها المبنية على التربية المشبعة بالقيم الإنسانية والوطنية والإسلامية .
فتحية إكبار لجمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب – الرشيدية على البيان الذي استنكر الخضوع لذوي النفوذ وتصرفات المسؤول المعبرة عن جهله الإداري والتربوي و افتقاره للرأس مال الأخلاقي . و جميعا كرجال التربية نحو وقفة احتجاجية ضد هذا السلوك المشين إلى سمعة التعليم .