فعلا أختي الكريمة ، الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي وجود حالة انفصام إن لم نقل نفاق عند المسلم عامة، تضاد صارخ بين حاله و تصرفاته اليومية و بين عباداته و شعائره و ما يجب أن يكون عليه كمسلم حقيقي
متى ستؤتي هذه العبادات أكلها؟؟؟
متى يصبح حالنا كحال الغرب بل و أحسن بحكم أن لا دين لهم و لنا دين حق؟؟؟
لعل فترة ما قبل التكليف هي المفتاح الأول الرئيس
يأتي بعدها القانون أو السلطان كمفتاح ثان ثانوي
يعيش المرء منا مرحلة هامة قبل أن يصبح مكلفا شرعا و هذه المرحلة أصبحت تعرف من الفساد الأخلاقي ربما ما لاتعرفه مرحلة أخرى نظرا لخطورة مرحلة الصغر في تهذيب النفس و صقلها و تحضيرها لما هو آت
أصبح "الطفل" و إلى حدود عمر التكليف يفتقد المربي و يفتقد القدوة و يعيش و يتنفس الفساد بشتى أنواعه في كل مكان بدءا من الأسرة و التلفاز و الحي و المدرسة و الشارع و الإدارة ...، فساد لا يمكن تخيله
(تخيل طفلا يحمل مواد إباحية في هاتفه أو لوحته الإلكترونية) ؟؟؟؟؟
فهذه المرحلة تركت بصمة منقوشة بقوة في نفسية الطفل و يصعب إصلاحها بمجرد بدء العبادات و مختلف الشعائر خاصة و إن كان فساد المجتمع لازال يلاحقه و يتنفسه مثلما يتنفس الهواء في مجتمع أصبح فيه كل شيء مباحا و لم يبق هناك حرام أو حتى "عيب"
لهذا فحسن التربية في مرحلة ما قبل التكليف تساعدنا على تحصين نفس هذا الطفل مستقبلا و تجعل للعبادات أثرا واضحا عليه
المفتاح الثاني و الذي لا يقل أهمية عن الأول هو السلطان أو القانون بالمعنى المعاصر
يعجبني قول عثمان رضي الله عنه (((إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)) حيث أنه يمنع بالسلطان اقتراف المحارم، أكثر ما يمنع بالقرآن ، لأن ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن و نهيه و مقاصد العبادات، بل يقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك لا ريب عقوبة من السلطان تنتظره، ارتدع و خاف و بقي هذا حاله حتى يصبح عادة فيتزكى مع مرور الوقت.
لكن في مجتمع غابت فيه التربية و انعدمت القيم و انتشر الفساد بكل أنواعه و غاب القانون سيكون هذا حالنا و القادم أسوء
---------------------------------
اللهم أَلزمنا سبيل الاستقامةِ لا نزيغ عنها أبدا، اللهم انقلنا من ذل المعصيةِ إلى عز الطاعة...