مشاهد
المشهد الأول :
الفقر= الكرم
****
كلب مضرب عن النباح كموظف أصيب بداء التقاعد ؛ يقعو موليا تجاه عتبة الباب ، وهو يرنو بعينين ملؤهما الضياع ، وحذاءَه طفل صغير ينتعل التراب ، يلبس قميصا إذا أقمته على الأرض يقف منتصبا من كثرة طبقات الأوساخ التي علِقت به ...البرد قارس والصغير يحاول اقتسام كسرة خبز يابس والأعجمَ البئيس.
****
المشهد الثاني :
الأشباح
****
الثامنة والنصف صباحا ؛ مكتب شاغر ، كوبُ شاي فوقَه ، وقد علِّق بالكرسي معطف أسود كأن صاحبه قريبُ عهد بخروج يعقبه رجوع سريع...
التاسعة والنصف ؛
- « سيعود قريبا »، قال الموظف الذي وضع الكوب وفي عينيه سخرية خفية لا يدركها إلا من اكتوى بألم الأنتظار.
الحادية عشرة والنصف ؛ ذبابات تقتسم الغنيمة الباردة وهي تنط حول الكوب ، أدركت مدى غباوتي وأنا أنتظر الذي لا يعود.
****
المشهد الثالث :
عناد وغباء
****
«مَــ......مــَـ......مـْـ......ــــــنوع لـــْ....لـْــ .... البول ، الغرامة 100 درهم ، بدون شكر»...
يتهجى صاحبنا وأطرافه السفلى تتلقى رشاتٍ تفرقت جرَّاء اعتراض كيس
بلاستيكي قانونَ الجاذبية.
****
المشهد الرابع :
أين الرجولة ؟
****
تمددت فوق رمال الشاطئ مصرحة بكل ما تملك كمن يعرض بضاعة
كاسدة بسوق قـَصي ، وقد استوى هو قائما يصلح الظلة لتسترهما عن عين السماء اللافحة..
- الفاجرة ؛ تمتم عابسا معتقدا أنه أبرأ ذمته بهذا الصنيع.
- أرأيته ؟ إنه يمرر يده على خاصرتها دون مواربة...
- الفاجران ؛ تمتم ثانية ً وقد تثاقلت خطاه قليلا ..
- انتبه يا رجل إنك ترفس قدمي ؟..
- الفَجَرَة ؛ ردد في نفسه وعيناه تحْدُجان المشهد...
**
**
**
ذاك وطني ؛ وللمَشاهد بقية ....
علال 17 – مارس - 2009