اضراب "رجال التعليم" بين الفعل النضالي و الوازع الاخلاقي
لقد اقر الدستور المغربي في فصله (09) حرية تاسيس منظمات نقابية من دون شروط معينة الا ما كان يمس بالقواعد القانونية والاعراف الوطنية والنظام العام .. و في فصله (14) جاء"ان حق الاضراب مضمون و سيبين قانون تنظيمي الشروط و الاجراءات التي يمكن معها ممارسة هذا الحق"..
نعم.. لقد جاءت هذه الترسانة القانونية لتنظم حق تاسيس نقابات العمال و المؤجورين و الموظفين قصد الدفاع عن مصالحها بشتى الوسائل بما فيها الاضراب .. و في هذا الاطار و تماشيا مع الانفتاح السياسي الذي تعرفه بلادنا فتح الباب على مصراعيه لانشاء جمعيات نقابية بكل الوان قوس قزح فتناسلت هاته الاخيرة و تعددت حتى اصبحت اسماؤها تستعصي على التذكر و باتت كل نقابة "تلغي بلغاها " وتصدح وتغني بما تعتبره ليلاها و استلت كل واحدة سكنيها لتقتطع من الكعكة التي يمثلها المؤجورون ما تعتبره نصيبها .. فكانت بعض هذه النقابات تنخرط في تسابق محموم لخوض اضرابات متعددة وكانت قواعدها وغير قواعدها تتسارع لتلبية هاته الدعوات للاضراب اما تحقيقا لمبدا النضال و الدفاع عن الحقوق ..و هذا هو النادر .. اوحبا في الفوز بايام معدودات عطلة واستجماما و انفلاتا من العمل سويعات او اياما و هذا هو الغالب الاعم ..
فانفلت الحبل على الغارب وضاعت بذلك حقوق الوطن و المواطنين بانحسار اداء الواجب ايام الاضراب الذي يخوضه المضروبون في المقاهي حول براد شاي او كاس قهوة .. او في قضاء ماربهم وامور حياتهم .. وان سالت احدهم "مع من انت في هذه الاضرابات" .. يجيب "انا مع الجميع حتى وان دعا شارون اليه لخضته..ما كاين مايدار''
-الم نفقد بهذا النوع من السلوك كثيرا من المروءة و المواطنة و روح المسؤولية?
-السنا نمارس حقا بشكل مائع وغير متزن?
-الم نصبح لقمة سائغة في الافواه تلوكنا ذات اليمين و ذات الشمال?
-اسئلة مشروعة لقلة باتت تستحيي من هذه الممارسات و تتمنى حدوث ما ينظم هذا الحق الذي يراد به باطل?