كثرا ما لا نصدق غيرنا لكن الغريب أننا أصبحنا أحيانا لا نصدق أنفسنا,لكثرة ما تلقينا من وعود ,ولكثرة ما تعودنا من خذلان للوعود.
التقينا مع أحد المسئولين من وزارة التربية الوطنية ,وأكد لنا حينها أن المركز لم يفتح في السنة الماضية لأسباب مسطرية ,وفعلا صدقناه ووعدنا بأن الوزارة عازمة على فتحه عاجلا.
ونحن نؤكد دائما على أننا لا ننادي بفتح المركز للتخفيض من أعبائنا والتي للأسف يستهين منها البعض ويعتبرها ضئيلة وله أن يلتقي معي لأعدد له ما قمت به من مهام الى حدود كتابة هذه السطور وسيعلم أنه ربما أكثر بكثير مما كنت عليه كمسير.ان الكثير ممن يعمم ويوهم أن المفتش جليس المقاهي ,وينسى انه أيضا جليسها وكل رجال التعليم جلساؤها لكنهم يختلفون في المسئولية والمواطنة والتضحية كما تختلف أصابع اليد.منهم المجدون ومنهم المتهربون من المسئولية. وحتى من المفتشين من يتشدق في المقاهي ويتلفظ على نقابة المفتشين وعلى دورها لأن وجودها قد حرمه بعض النعم وبعض التعويضات التي كان يتلقاها تحت الطاولة مقابل عمليات زائفة وخرجات طائفة,وعندما تدخلت نقابة المفتشين وبدأت تفضح كل الممارسات وتسوي كل المسئوليات ,حرمته من بعض المكرومات فنزل عليها كالصاعقة.وهو محق لأنه كان اسما بدون مسمى يزور مؤسسة مرة واحدة في السنة ويزور أستاذا مرة واحدة في الخمس سنوات ,فلما ضاق عليه الحال ,أصبح يرى دوام الحال من المحال.
اننا ندعو الى فتح مركز المفتشين لتشديد المراقبة وتفعيل دورها والمساهمة في فضح التجاوزات والخروقات والتلاعبات والتنصلات والتسيبات ,التي تجعل البعض من كل الفئات يفضل هذا الفراغ للعبث بأبنائنا والتلاعب بمصالحهم بدعوى عدم جدوى التفتيش,مع انه وسيلة لتصويب الاعوجاج ,وأظن أن المجد يفضل المراقبة التأطير للزيادة في البحث وتعميق التخصص ,والمتهاون يفضل السراب والغياب ليعمل وفق هواه.
ان الوزارة لم تعد تحاسب المفتش عن عمله,لأنها لم تعد تحبذ المحاسبة والمراقبة,وللأسف ترى بعض الأطراف وهم أقلية ولله الحمد يسايرون أطروحتها معتقدين أنها تعمل على خدمة مصلحتهم,فعلا تعمل على خدمة مصلحتهم لأن أبناءهم يدرسون خارج الحدود ويوظفون بدون بنود.
علمت في الأيام الأخيرة أن السيدة المفتشة العامة ولما سئلت عن فتح المركز أجابت بأنها تدافع بقوة عن هذا الملف,ولكم أن تقرءوا ما وراء العبارات.
وعلمت أن مسئولا أعلى منها مسئولية عندما سئل عن هذا الملف ذكر بانه سيدرس هذا الملف من عدة الجوانب.
انهم يا إخواني لا زالوا يدرسون ,ويبحثون عن الحلول ,ولكم ان تتساءلوا عن هذه الحلول,انهم يدمرون تعليمنا لخصخصته وبيع ممتلكاته كما فعل أسلافهم في الحكومة السابقة عندما خصخصوا كل شيء ضدا على مبادئهم الأصلية واستفادوا من الخصخصة ثم فتحوا المشاريع الخاصة وذهبوا الى حال سبيلهم.
ان ابناءنا ضحية هذه التجارب ,مستقبلهم رهين هذه الرهانات المشبوهة والحسابات المطبوخة,والدعايات الملغومة,والإشارات المشئومة .انهم جميعا يخططون لمخططاتهم الجهنمية فلا تسايروهم ,بل علينا جميعا فضح هذه الممارسات بالتواجد في الميدان والتشبع بروح المسئولية والوطنية الصادقة . المغرب بلدنا والوطن وطننا وكلما تهاوننا ساهمنا في تخريبه وتعطيل عجلته ,ولا يسعني الا أن أقول اللهم كن وليا لكلب من يسعى الى خدمة هذه المنظومة التعليمية التي اهترت وتآكلت وعيبت من كل الجوانب ,والله من وراء كل عمل خير ...والسلام .
في نيابة تازة سنة 2004-2005 جاءنا مطبوع الى الثانوية ،وطلب منا التعبير انداك التعبير عن رغبتنا في الالتحاق بمركز التفتيش .والان وقد انتقلت من النيابة اتساءل معكم اين وصل الامر؟