ان السؤال الذي اطرحه مع نفسي كلما لاحظت الفرق الشاسع والذي لايمكن قياسه الا بالسنوات الضوئية بين مستوى الرقي والازدهار الذي تعيشه الدول المتقدمة ودرجة التخلف والاندحار التي نعيشها في بلدنا كما في بلدان الجنوب هو كيف السبيل الى اللحاق بركبهم والسير الى جنبهم؟؟؟ان الحضارة التي تعيشها دول الشمال لم تمطرها عليهم السماء بل تحققت نتيجة القطيعة النهائية مع اساليب التخلف والانكماش والتقوقع على الذات والتشبت باذيال العصور الغابرة من جهة والانخراط الفعلي والصادق في الثورة الصناعية والثقافية التي نادت بها شعوب هذه الدول من جهة اخرى.لقد توجهوا راسا الى التفكير بجدية في مستقبلهم ومستقبل الاجيال اللاحقة وذلك بتحديث وعصرنة كل مجالات الحياة بصدق واخلاص ونكران الذاتفاسسوا المشاريع التنموية العملاقة وانشاوا الوحدات الانتاجية الهائلة وشيدوا الجامعات والمدارس والمستشفياتوالمطارات والموانىءوتفننوا في اابداع منشات عمرانية وطرق سيارة وقناطر وجسورقلما تجد نظيرا لها في بلدان الجنوب كما انهم اهتموا بمجالات العلم والتربية والبيئة والصحة ولم يتركوا مجالا الا واتقنوه غاية الاتقان...وعندما نريد مقارنة اوضاعنا ومستويات عيشنا معهم نجد انه لا مجال للمقارنة مع وجود الفارق...انناوبدون مبالغة او رغبة في احتقار الذات كما قد يتبادر الى الدهن نتواجد في مؤخرة الركب ان لم يكن الركب قدتخلى عنا.فيكفي ان نلقي نظرة متفحصة على مدننا وقرانا لنتاكد من المسافة الفاصلة بيننا وبينهم.نعم هناك بعض محاولات التحديث ولكنها تبقى هزيلةوغير ذات جدوى امام الكم الهائل من التداعيات والانهيارات والاحباطات في جميع الميادين والمجالات .ان شعارات التحديث والعصرنة لاتتنفع ان لم تكن هناك ارادة صادقة لترجمتها على ارض الواقع.يكفي اننا عشنا لقرون متتالية في العشوائية وسوء التدبير..يكفي ان العشوائية عشعشت لعقودفي عقولنا وارادتنا واداراتنا ومخططاتنا التنموية ومشاريعنا وشوارعنا ومدننا وطرقنا ومنشاتنا الصناعية ومعاملاتنا وعلاقاتنا الداخلية والخارجية وحتى في بيوتنا وغرف نومنا...اهو قدر مفروض علينا ام فرضناه على انفسنا؟متى نراجع انفسنا ونعيد النظر في اساليب تفكيرنا وعملنا ومعاملاتنا بشكل يمكننا من اللحاق بركب من سبقونا؟سؤال اترك الاجابة عليه لكم وللمستقبل.