إلَى جُندي .. قصيدة للشاعر الفلسطيني إيهاب بسيسو - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية ابن الاسلام
ابن الاسلام
:: تربوي ذهبي
ناصر القضايا العادلة ::
تاريخ التسجيل: 11 - 9 - 2008
المشاركات: 3,085
معدل تقييم المستوى: 501
ابن الاسلام على طريق التميزابن الاسلام على طريق التميز
ابن الاسلام غير متواجد حالياً
نشاط [ ابن الاسلام ]
قوة السمعة:501
قديم 22-04-2009, 09:04 المشاركة 1   
افتراضي إلَى جُندي .. قصيدة للشاعر الفلسطيني إيهاب بسيسو

إلَى جُندي ..
قصيدة للشاعر الفلسطيني إيهاب بسيسو

كُلمَا تَمدَّد المَسَاءُ
و جَاءَ الليلُ بِوجهِكَ المَعدَنيّ ...
صَعَدنَا قمَة الرُّوح ِ
لنُعدَّ الوَقتَ
للمُوَاجَهَة ...

تَوقَّفْ قليلاً قبلَ أَن تُوقِدَ من ظِلّك ليلاً
يُمطرُ في الأزقة ... غبارًا و شَظَايَا
وعُدْ بِذَاكرَتكَ إِلَى المِرَآة ...
رُبَّمَا تَرَى جَدَّتَك تَئنُّ من البَردِ وهِي تَعُدُّ أَطفَالَها
النَّاجينَ من المَحرَقة ...
رُبَّمَا تَرَى وَجهَكَ قد شَاخَ عِشرينَ خَرِيفًا
كُلمَا أطلَّ القادِمونَ مِن مَوتِهم ...
فِي عَينَيكْ ...

أَعدْ تَفاصِيلَ وَجهكَ للمِرَآة ...
وأَدخِلْ مَلامِحَكَ مِن ثُقوبِ البَعيدِ
خَلفَ الأُفُقْ ...
رُبَّمَا تُطلُّ جَدَّتُكَ من سَفَرِ الدُّخَانْ
تَتَقاسَمُ الخُبزَ مَع أُمِّكَ الصَّغيِرَة
رُبَّمَا كَانَت تَبحَثُ عَن فَضَاءٍ
لا يَصنَعُ فِيه البَارودُ قُبّة الخَوفِ
فَوقَ رَأسِ الخَارِجينَ مِن ضَبَابِ المَحرَقة ...

هُنَا ... عَلَى بُعدِ سَماءٍ صَافِيَةٍ و بَحرْ
شَقَّ النَّاجونَ الفَضَاء بِثوب مِنَ الخَطَايَا
وتَزَاحَموا في قلاعِ النُّحاسْ ...
لتكبُرَ الخَطيئةُ اسماً ... يَمضَغُ مِنَ البَحرِ مَوجَتَين ...
ومِنَ الأَرضِ سُنبُلتَين ...
ومِنَ السَّماءِ فَراشَتَين ...
هُنَا ... جَاءَ مِيلادُكَ
عَلَى طَرِيقٍ أَصبَحَ يَفصِلُ بَينَ شَجَرَتَين ...
ومِئَاتِ القُبَلِ الضَّائِعةِ عَلَى الحَصَى المُدَبَّبْ
هُنَا ... وُلدتَ بَينَ نَهرَينِ مِن دَمع ٍ و دَمْ
كَي يُصبِحَ مَطرُ النَّاجينَ عُرسَاً إِلَهيّاً ...
وتَمتَدُّ الأَرضْ ...

كَي تَركُضَ عَلَى امِتدَادِ حُلمِكَ ...
وعَلَى امتدِادِ النَّحاسْ ...
وعَلَى امتدِادِ عِشريَن قَريَة ً
ومِائتي بَيتٍ ...
و أَلفِ جَنَازَة ٍ ... لِعَصافِيرَ غَابَتْ فِي الرَّمَادْ ...

هَل سَأَلتَ النَّاجِينَ ...
كَيفَ دَاسوا السَّنابِلَ كَي تَلتَئِم جِرَاحُهُم ...
كَيفَ صَلَبوا البَلابِلَ عَلَى أَفرُعِ الكِنيا
و نَثَروا أَفئِدة العَصَافِيرِ فِي مَهَبِّ الرَّيحْ ...
هَل سَألتَ النَّاجينَ ...
كَيفَ أَصبَحتَ طِفلاً يُحِبُّ لُعبةَ الرَّصَاصِ
و اللَّونِ الأحمرْ ...
رُبَّمَا كُنتَ تُحِبُّ الزَّنَابِقَ والشَّمسْ
ولّهوّ الصِّبيَةِ بصَدفِ البَحرْ ...
رُبَّمَا كَانَ لكَ كَالأَطفالِ عُرسٌ مِن شُموع ٍ وهَدَايَا
كُلَّمَا ازدَادَ طُولُكَ عَن وَثبَةِ فَرَاشَة ْ ...

هَل سَألتْ ...
مَن كَانَ يَحقِنُ رَأسَكَ ... أَنَّ السَّنَابِلَ لا تَعرِفُ لُغَةَ الشَّمسْ
وأَنَّ البّلابِلَ لا تُجيدُ الغِنَاءْ
وأَنَّ الدُّورِيَّ الجَيِّدَ ... هُوَ الدُّورِيُّ الذّي يَحيَا فِي قَفَصِ حُلمِكْ ...
وأَنَّكَ كَي تَحرُسَ حُلمَكَ مِن هَذَا الفَضَاءْ ...
لا تَأمَنُ النَّورَسَ ...
كَي لا يَبتَلِعَكَ البَحرْ ...

للنَّاجينَ ذَاكرَةٌ مِن شَمعْ
أَذَابُوهَا فِي مَعجون ِالرَّصَاصْ ...
وجَاءوا بِوُجوهٍ نَحَتَتْ مَلامِحَها
مِن صُرَاخ ِ الوَاقِفِينَ عَلَى بَوَّابَةِ المَحرَقَة ...
هُنَا ... نَسِيَ النَّاجُون ذَاكِرَةَ اللَّيل ِ الطَّويل ِ
في مَمَرَّاتِ انتِظَارِ المَوتْ ...
لِتُصبَحَ السَّنابِلُ هُنَا ... قُربَانَاً للنَّسيَانْ ...
و لِيُصبَحَ الدَّمُ قُربَانَاً للدَّمْ ...

ما بَينَكَ و بَينَكْ ... طِفلٌ فِي غَزَّة
يُحاوِلُ إضَاءَة قِنديلٍ في وَجهِك اللَّيلِيَّ
المَحقونِ بالرَّصَاصْ ...
هل رَأيتَ في عَينَيه غيَابَ كتَاب المَدرَسَةِ
وقَلَم ِالحِبرِ ... و كُرَّاسَةِ الرَّسم ِ ...
والوَاجِبِ اليَومِيِّ ...
واحتِفَال ِ بدَايَةِ العَام ِالدِّرَاسيِّ ...
ونِهَايَة ِ العَام ِ الدِّرَاسيَّ ...
وغيَابَ بَحرٍ دَافِئ ... و شَاطِئ ِ لحُلُم ٍ يُشَيَّدُ
كَقَصر ٍ مِن رِمَالْ ...
هَل قَرَأتَ فِي عَينَيهِ اشتِعَالَ رَصَاصِكْ ...
لَكَ طفلٌ يَكبُرُ لَيس بَعيدَاً عَن فُوَّهَةِ بُندُقيَّة ...
يَتَعَلَّمُ لُغَةَ البَارودِ ... فِي وَقت الطُفولَةِ الإِضَافِيّْ
خَارِجَ مَسَاحَةِ اللَّعِبِ ... و كُرَّاسَةِ الرَّسم ِ ...
طِفلُكَ يَخشَى اللَّهوَ بَعيدَاً عَن سَنَوات عُمرِه ِالضَيِّقَة
يُطارِدُه حِصَارُك ... يُطارِدُه حِصَارُه ...
كُلَّمَا غَاصَتْ مَلامِحُه في حِذَائِكَ السَّمِيك
وذَابَ صَوتُه في نَعيقِ رَصَاصِكْ ...
طِفلُكَ الذّي انتَظَرت ... لَمْ يَنضُجْ بَينَ يَدَيكَ عُصفُورَاً
بَل شَاخَ غُرابَاً ... يَخشَى اليَاسمين في غَزَّة ...
يُؤرِقُه عُصفورٌ يُحاولُ الخَلاصَ مِن بِركَة الدَّمْ ...
وَجهُ طِفلِكَ عُمرٌ يَحترِقُ في التِماع ِالرَّصَاصْ ...
كُلَّمَا صَارَ البَارودُ بَوصَلةَ اتَّجاه ٍ للرَّمَادْ ...

مَا بَينَ طِفلِكَ وبَينَك
يَاسَمينٌ يُذبَحُ في غَزَّة
وفَرَاشٌ لا يُضِئ
ولَيلٌ يَتَعَثَّرُ في جَنَازَة ِ العَصَافِيرْ ...
مَا بَينَ طِفلِكَ و بَينَك
ظِلٌّ أَسوَدُ للذَّاكِرَة ...
وطُرُقات تَتَصَفَّحُ النَّوافذَ كُلَّ صَبَاحْ
ونَهارٌ بِلا ذِرَاعَين أَو جَسَدْ ... يَقرَأُ غِيَابَ الفَرَاش ِ
وذَاكِرَةَ اليَاسَمين ِ العَابِرِ فِي كَفنْ ...

تَوقَّفْ قَلِيلاُ قَبلَ أَنْ تُشعِلَ فِي لَحم ِالَعصافِيرِ ...
مَذَاقَ مَجزَرَة ...
هُنَا ... الأَزِّقَةُ لَنْ تَأتِي إِلَيكَ بِخُبزِهَا و مَائِهَا و ثِيابِهَا المُزَركَشَة ...
لَن تُقَدِّمَ لَكَ العَصَافيرُ أعشَاشَهَا ... و صِغَارَهَا
عَلَى بِسَاط ٍ مِنَ الأَجنِحَة
دُونَ دَم ٍ أَو دُمُوعْ ...
كُلَّمَا عَبرتَ خَارِطَةَ الحُزن ِ بَينَ عُصفورَين و يَاسَمينَة
سَنَجدُ طُيورَ الدُّورِيِّ تَنهَضُ مِن الحُطَامْ
كَبَقَايا حَكَايا لَم تجفّ عَلَى الشِّفاه ...
سَتَجِدُ الجُدرَانَ لَمْ تَزَلْ تَحتَفِظُ بِنَكهَةِ اللَّحم ِالمُحترِقْ
والنَّورَسَ الجَريحَ ... يَملأُ صَدرَهُ مِن بَحر ٍ شَتَوي ...

فَلا تَقتَرِبْ ...
كَي لا يَراكَ طِفلُكَ فِي ذَاكِرَتِه فَقَط
حِينَ يَكُبرْ ...
هُنَا ... لَنْ تُعطيكَ الخَوذَاتُ مَذَاقَ انتِصَارْ
ولَنْ تُعَلِّقَ الشُّرُفَاتُ أحزَانَهَا عَلَى فُوَّهَةِ بُندُقيَّتِك
سَتَحتَفظُ الأَزَّقَةُ بِصِغَارِهَا ...
كُلَّمَا مَرَّ قّمَرٌ نَثَرتْ أَسمَاءَهُم فِي عَينَيه
كَي يَعودوا فِي شتَاء الغَيم ... مَع مَطَرِ الذَّاكِرَة
يَغسِلُون ثِيَابَهُم المُبَلَّلَة بِالدَّمْ ...
عَلَى إِيقَاع ِ المَوج ِ و شَمس ِ البَحرْ ...
لَملِمْ حِصَارَك فِي عَتمَةِ النُّحاسْ
فَلَنْ يُعطِيكَ الوَقتُ المَسكونُ بالبَارودِ حُلمَاً إِضَافِيّاً
مِن دَم ِالسّنَابِلْ ...

خَلفَ كُلِّ جِدَارٍ مُحَاصَرْ ...
امرَأَةٌ تُعدُّ الخُبزَ و إِبريقَ الشَّاي
لِنَهارٍ يَتَشَكَّلُ عَلَى كِيس ِ الرَّملْ ...









آخر مواضيعي

0 أداة أمن لجهازك ضد المتلصصين
0 اكتشاف يغني عن البلوتوث
0 متلازمة المرفق.. اعتلال طبي بسبب الاستخدام المتواصل للجوال
0 هندسة التأثير
0 مقالات في تنظيم الوقت ، فن التواصل...
0 مقالات في فن التواصل
0 مقالات في تربية الأطفال
0 مقالات في النجاح
0 مقالات في الابداع
0 لنتعلم القراءة


التعديل الأخير تم بواسطة ابن الاسلام ; 22-04-2009 الساعة 09:07

نورالدين شكردة
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية نورالدين شكردة

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 2,702

نورالدين شكردة غير متواجد حالياً

نشاط [ نورالدين شكردة ]
معدل تقييم المستوى: 466
افتراضي
قديم 22-04-2009, 19:24 المشاركة 2   

هُنَا ... لَنْ تُعطيكَ الخَوذَاتُ مَذَاقَ انتِصَارْ ...
قصيدة جد معبرة من اختيار دفاتري مخلص للقضايا العادلة...


أبو حسام الهواري
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية أبو حسام الهواري

تاريخ التسجيل: 24 - 12 - 2007
المشاركات: 1,098

أبو حسام الهواري غير متواجد حالياً

نشاط [ أبو حسام الهواري ]
معدل تقييم المستوى: 311
افتراضي
قديم 25-04-2009, 05:35 المشاركة 3   

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للشاعر, الفلسطيني, بسيسو, جُندي, إلَى, هيهات, قصيدة

« تذكير | فلسطين اليوم 25-4-2009 »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة ررررررائعة للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي +أداء صوتي روعة csaid.82 الشعر والزجل 1 05-04-2009 22:30
هيهات أن ننسى هيهات ابن الاسلام دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 2 21-03-2009 16:19
قصيدة للشاعر الفلسطيني الشهيد بإذن الله monadil v الشعر والزجل 1 09-01-2009 21:24
قصيدة مشتركة بين معين بسيسو ومحمود درويش-- مع التصرف أبو فراس الشعر والزجل 8 06-12-2008 11:38
مقتطفات من قصيدة للشاعر عمر أبو ريشة أبوأمين الشعر والزجل 6 23-11-2008 19:26


الساعة الآن 00:00


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة