مجنون ليلى .. : هو قيس بن الملوح بن ربيعة ... من بلاااااااد نـــجـــد ..
من قبيلة بني عامر , ولد سنة
440هـ . في عهد خلافة عبد الملك بن مروان , نشأ فطنا" ذكيا". وورث عن أبيه حب الشعر والأدب .
ومعرفة النجوم للسير ليلا" . وكان رجلا" دمث الأخلاق . محبا" للمكارم . مديد القامة . جعد الشعر .
أبيض اللون .
أما ليلى بنت مهدي بن ربيعة , فهي ابنة عمه ...
وكان سكنهما في بلدة اسمها " النجوووع " قرب ديار نجد ... ولدت سنة 444 هـ هجرية . كانت بيضاء
اللون . ولها عينان ساحرتااان . معتدلة القوام . .
جمعها مع قيس القرابة والرحم . كانا
يتقابلان خلسة عند الكهف المشهور باسميهما . حيث يرعيان
الماشية . وبقيا على تلك الحالة حتى كبرا . وحجبت عنه ليلى .
وبعد أن مر وقت طويل لم ير فيه ليلى . جن جنوووونه وازداد تعلقه بها . فانطلق هائما" ينشد الشعر . ولما
سمع أبو ليلى ذلك الشعر الذي يقوله قيس في ابنته . أستعظم الأمر . ولطم ليلى على خدها . وحبسها
في الدار . ومنع قيس من زيارتها خوفا" من الفضيحة والعار . .
وعندما يئس قيس من زيارة ليلى
خرج هائما" في القفار , حتى أشرف على الهلاك . فلحقه أهله ودعوه للعودة معهم , لكنه لم يستجب ,
وعندما علمت ليلى بحاله أشفقت عليه , وأمرت جاريتها أن تذهب إليه وتواسيه وترثي حال ليلى إليه . وفي
هذه الأثناء قرر أبوها تزويجها من رجل يدعى "" ورد "" . وكان فارسا" جميلا" , وعندما علم قيس بذلك,,
جن جنووووونه .. وهااااام على وجهه باكيا" . فأشفق عليه أبوه وأخذه إلى البيت الحرام لعله ينسى . ولما
وصلا إلى هنااك ,,,
قال له والده : تعلق بأستار الكعبة واسأل الله أن يعافيك مما أنت فيه ..
فلما تعلق " قيس " بأستار الكعبة قال : اللهم زدني حبا" لليلى وبها كلفا ولا تنسني ذكرها أبدا" ...
وبعد أن تزوجت ليلى من " ورد " لم تجف
لها دمعة ... فعرضوها على الأطباء الذين عجزوا عن دوائها . ومكثت ثلاثين يوما" لا تأكل ولا تشرب ,, إلى
أن محا المرض والبكاء جسمها وذبلت عينيها ,,وسلمت الروح . . .
أما قيس فقد كان في هذه الآونة يسرح
مع الغزلان ,, وقد تغير شكله وتوحش . . وأصبح في صورة مريعة . . .فلما علم بخبر مــوت لــيـــلى , , صار
النور في عينيه ظلاما". . ورجع إلى الديار ووصل إلى حي ليلى . فلما أقبل ازداد نجيب الناس وبكاؤهم . .
وقام والد " لــيــلى " وحضنه وبكى . . . وسألهم " قيس " عن قبرها فدلوه عليه . . ولما رآه ,, أنقلب
عليه جاثيا" واحتضنه وبكى . . . وأخذ يأوي إلى القبر ليلا" ونهارا" . . .وكان يرثيها بالأشعار حتى جف جلده
وضعفت قوته . .
ثم بعد ذلك خرج منطلقا" مرة أخرى إلى الصحراء , ولما افتقده أهله بعد ثلاثة أيــــام , خرجوا للبحث عنه ,
وفي أثناء بحثهم مروا بواد كثير الحجارة . . . فوجدوه ميتا" بين الحجارة . . وقد خط بأصبعه إلى جوار رأسه
هذين البيتين من الشعر . . . :
تــوســد أحــجــار الــمــهــامــة والــقــفــر . . . ومــات جــريــح الــقــلــب مــنــدمــل الــصــدر . . .
فـيــا لــيــت هـذا الــحــب يــعــشــق مـــرة . . . فــيــعـلــم مــا يـــلــقـــى الــمــحــب من الـهــجــر . . .
ودفن " قيس " بجانب قبر ليلى . . ولم يكن
بين موتهما سوى خمس وعشرين ليلة
اتمنى أن تنال إعجابكم باعتبارها أول مشاركة في هذا الباب الجديد والهام
أشكر الإخوة الذين فكروا في إضافة هذه الباحة
ودي وتقديري لكم
الحرية03