الحالمة
نهارها مظلم ,ليلها مشرق ...تغمض عينيها فتستيقظ ,تجد الورود الصباحية ملأت المزهريات ...الفطور معد في الحديقة, تجلس بمكانها المعتاد و تتأمل الطبيعة الخلابة, تريد توسيع المسبح و تغيير فسيفسائه, عدد الخدم قليل ستزيد اثنان أو أكثر, تنهي الفطور و تعود إلى جوف القصر في دلال, اليوم هام, يوم ميلادها ليس كسائر الأيام ,تنتظرها إحدى خادمات جناحها الخاص ,الشموع على الحواف و الزيوت العطرية رشت بسخاء تنزلق في حوض الماء و تبدأ عملية الاسترخاء ,تتذكر التعب التي ينتظرها ,المزين يلزمه ساعتان ليلون شعرها و يرسم على وجهها وجها أجمل ,تحمد الله المصمم والفستان وصلا و بعثت السائق لإحضارهما من المطار ,
المأكولات و الحلويات احتلت الطاولات ,الضيوف توافدوا حملوا الهدايا و توشحوا بالابتسامات المصطنعة المعهودة في مثل هذه المناسبات ,مهرجان للأكل و الحلي و الرفيع من الثياب و الغناء.
فنانون عالميون جاؤوا من كل مكان ,وصلات غنائية و كوميدية بكل اللغات ,الأضواء..الألعاب النارية ..
انتهى الحفل ,خرج الزوار و أطفأت الأنوار و اجتمع الخدم بالمطبخ يتقاسمون ما تبقى من خيرات و يعلقون على ما شهدوا من عجيب الأحداث....
تحس بالتعب الشديد كان يوما حافلا لن يزيل تعبه سوى مدلكتها التايلاندية ,تمددت عارية ,ضوء باهت ينبعث من أبجوره شديدة الفخامة و موسيقى هادئة في منتهى الروعة..
تتجول يدا المدلكة في دروب و أروقة جسمها, تحس بنشوة و فرح شديدين, يعقبهما ألم عميق وجع امتد من ظهرها و تخلل باقي الأطراف...تفتح عينيها فتجد قدم سيدتها تتوسط جسمها و توسعه ركلا ,مطر من الشتائم ينهمرعليها بغزارة , تقوم بفزع شديد.. و تقول في نفسها أنا الآن نائمة هذه مجرد كوابيس......
..