كارثة التعليم التي تَتَهَدَّدُنا - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية internaute18
internaute18
:: دفاتري بارز ::
تاريخ التسجيل: 7 - 1 - 2008
المشاركات: 86
معدل تقييم المستوى: 0
internaute18 في البداية
internaute18 غير متواجد حالياً
نشاط [ internaute18 ]
قوة السمعة:0
قديم 22-03-2009, 23:05 المشاركة 1   
مقال كارثة التعليم التي تَتَهَدَّدُنا

عبد الإله بلقزيز




يخطئ ألف مرة من يَحْسَب أن إصلاح أوضاع التعليم أمْرٌ في حكم اختصاص فريق دون آخر


لا يختلف اثنان في أن التعليم في البلاد العربية كافة بلَغَ حالاً من الاستنقاع تُنْذِرُ مجتمعاتنا بأَوْخَمْ العقابيل. مناهجُهُ متخلّفة، وبرامجُه فقيرة، ومضمونُه البيداغوجي والعلمي أجوف، ومؤسساتُه متهالكة، وجمهورُ المتعلمين فيه ضعيفُ التكوينُ، وخرّيجُوهُ في حالٍ من الضياع، والقائمون على أمْرِهِ لا مبالون! والنتيجة؟ أفقٌ مسدودٌ أمام التقدم، ومواردُ بشرية ومادية في حالةِ هَدْر، وغد» اجتماعيّ» وثقافيٌّ مكْفهرُّ الوجه !
لا بأس من تحديد أدقّ يحرّر نظرتنا من ثْقل لغة التعميم. حصّة التعليم الرسمي، الذي ترعاه الدولة وتنفق عليه من المال العام أسوأ في ميزان الخسائر العامة التي تعصف بهذا القطاع منذ عقد الثمانينيات. ولقد وَطَن في أذهان الناس أن المدارس الحكومية لم تعد مكانا مناسبا كي ترسل العائلاتُ أبناءَها للتعلّم والتكوين، فبات من يستطيع أن يكون في غنَاء عن خِدمتها لا يتردد في إرسال أبنائه إلى مدارس خاصة على مايرتّبه عليه ذلك من نفقات مادية مرهقة بسبب ارتفاع أقساط الدراسة فيها. رسخت عن هذا التعليم صورة، تكاد تصبح نمطية، مفادها أنه حيّزٌ لقضاء الفراغ والتمرين على الضياع واليأس. ولم يكن في الصورة كبيرُ مبالغة لأن حال التعليم الرسمي ومؤسساته ليست بعيدة تماما عن هذا التمثُّل الجماعي، ولأن الذين يطلقون في حقّه هذه الأحكام آباء وأولياء يقيسون أداءه بما تَحَصَّلوهُ من نتائج في أبنائهم، ويقيسون الفارق بين المدرسة في عهدهم والمدرسة في عهود أبنائهم وأحفادهم ويتحَسَّرون.
ولكن، من قال إن التعليم الخاص أفضلُ حالاً وأجزل فائدةً وثماراً من التعليم الرسمي؟! ثم من يدري إلا كان الكثير ممّا يُقْذف به التعليم الرسمي من أوصافٍ بالتردّي وضعف المردودية والإفلاس إنما هو مصروف لصرف الناس عنه ودفعهم دفعا إلى التعليم الخاصّ؟ أو ـ للدقة- من يَضمن أن لا يكون للقائمين على التعليم الخاص، مستثمرين ومستفيدين، مكانٌ ما في معركةٍ مع التعليم الرسمي يفتحها عليه من هُم حريصون على سوائِهِ وعافيته واستقامة أدواره، ومن يراهنون على مزيدٍ من تفسُّخه وتعفُّن أوضاعه بغرض مَحْوه ووراثته؟. وإذا كانت معركةُ الأوّلين إنما هي لإصلاح ما فَسُد، فإن معركة الآخرين إنما لقطع الطريق على الإصلاح. وسبيلهم إلى تلك الغاية إنما هو أن يُشيعُوا في الناس ـ في المجتمع والدولة- أن حال التعليم تَعُد تَقْبَل معه إصلاحات. وتكفينا الدعوات المتباكية على موارد الدولة «المهدورة» في قطاع التعليم وحاجة البلاد والعباد للتنمية إليها (وكأن التعليم ليس من مداميك التنمية وعناصرها ومواردها !)، والتحريض المتعدد الصيغ والمفردات على سياسة الإنفاق الحكومي على هذا القطاع. ففي هذه الدعوات، والجهات التي عنها تصدر، فائض الأدلة على أن المعركة ضد التعليم الرسمي ليست دائما – على تعفُّنه – نظيفة الوازع والمَقْصِد، ولا هي دائما على تطوير التعليم حريصة.
ونحن لا نتزيَّد إن قلنا إن أوضاع التعليم الخاص وإنتاجيَّته ليست على مثال ما يريد القائمون به، والقائمون عليه، أن يصوّروها ويروّجون صورتها في الناس حتى لا نقول إنها لا تختلف كثيرا عن أوضاع التعليم الرسمي في الملامح وإن اختلفت في القَسَمات. وإن توخّيْنا الدقة في المضاهاة قلنا إن في التعليم الخاص مَزِيَّاتٌ لا تتوفر في التعليم الرسمي أو لم تعُد تتوفر فيه، وفي قلبها حُسْن الإدارة والمراقبة. وما هذا بأمْرٍ قليل الشأن، لكنه ليس يكفي وحدُه كي ينتج تعليماً فعَّالاً ومميَّزاً. فالفوارقُ بين الطواقم المكونة أو التعليمية ( المعلمين والأساتذة) تكاد لا تُلْحَظ، دعْك من أن التعليم الخاص يستفيد كثيراً من قوة العمل المهنية العاملة في المدارس الحكومية. والبرامج المدرسية هي عينُها أو تكاد. ولمَّا كانت الأمورُ تُقَاس داْئما بنتائجها، فإن الأرقام والمعطيات تقول إن نسبة النجاح في القطاعين متقاربة. والأهم من ذلك أن مستوى التأهيل العلمي – كما يُلَحظ في الجامعات عند الالتحاق بها – هو نفسُه لدى المتخرجين من مدارس المال العام ومدارس الرأسمال. فلماذا كل هذا الضجيج عن «الفرادة» و»التميُّزّ؟
نحن، إذن، أمام نظامٍ تعليمي يعاني من قصور حادّ في الأداء وعجْزٍ فادحٍ في الإنتاجية. يستوي في ذلك الرسميُّ والخاصُّ من قطاعاته، وما بينهما لا يعدو أن يكون – في هذه الحال – فَرْقَ عُمْلة. وإذا كان لا بد من دقّ ناقوس الخطر للتحذير من المآلات الكارثية التي تتدحرج إليها أوضاعنا التعليمية، فَحريٌّ بنا أن ندقَّه في ساحات المدارس الحكومية والخاصة معا وأن لا نوفّر من المحاسبة قطاعا من القطاعيْن تحت أيّ عنوان. فإذا كانت الدولة تنفق على التعليم الرسمي من المال العام (أي مال الشعب)، فلا ينبغي أن يُتَّخذ ذلك تَكِئََةً للقول إنه أولى بالمحاسبة من غيره، ذلك أن الشعبَ نفسه يُنِْفِق من ماله لتعليم الأبناء في مدارس القطاع الخاص، فحقَّ له – إذن – أن يحاسب ذلك التعليم على خِدمة مؤدى عنها وليست مسدادة «لوجه الله».
لابد للمحاسبة من وازعٍ يَحْمل عليها ويبررها، وهو في الحالة التي نحن بصددها الإصلاح، وإلا سلكت دروبا أخرى غير معنية ببناء المستقبل. وتفترض المحاسبةُ ابتداء، وفي شأن عظيم الخطر كهذا الذي نتحدث فيه، أن نسلم بمسؤولية الجميع – دولةَ وقطاعا خاصَاَ ومجتمعاَ وأهالي ومدرّسين – في الوصول بالتعليم إلى هذه المآلات المأساوية. فليس في المشهد أبرياء ومتهمون، ملائكة وشياطين، ضحايا وجُناة . الجميع أمام المسؤولية وإن تفاوتَت المقادير: السياسة التعليمية، البرامج المدرسية، منطق الاستثمار وإغراءات الرّبح، الفساد الإداري الممتد إلى المؤسسات المدرسية، تأهيل الأطر المدرّسة، الضمير المِهنيّ ،ضعف الرقابة المدرسية والأسرية، نظام التلقين، نظام الامتحانات... الخ. وما لم يكن في الوسع النظر بعين الجمع والتأليف بين هذه العوامل كافة، فلن يكون في الوُسْع الذهابُ إلى مقاربة شاملة لهذا الإعضال الذي يَفْتِك بالمستقبل.
ويخطئ ألف مرة من يَحْسَب أن إصلاح أوضاع التعليم أمْرٌ في حكم اختصاص فريق دون آخر، أو أن في المُكْنِ تحقيقُه بإجراءات وقرارات فوقية من موظفين بيروقراطيين كبار، أو أن يدعيه لنفسه حزبٌ في السلطة أو ائتلاف أحزابٍ «حاكم» أو جهازٌ وصيّ أو ما شابه. إنه غير ممكن ولا متاح إلاّ من طريق حوار وطني عميق وصادق يشارك فيه المعنيُّون جميعا بهذا الأمر. وحوار المعنيّين يختلف عن حوار المُحَاصَصَة السياسية (الكوطا) من دون أن يلغي تمثيل القوى السياسية والنقابية بحجم يناسب نوع العلاقة بالموضوع ولا يفرض جدول أعمال سياسيّ على قضية يكون فيها للكفاءات وأهل الاختصاص في المقام الأول.

المقال منشور بجريدة المساء في عدد يوم الأحد 22 مارس2009









ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
آخر مواضيعي

0 المدرسة المغربية : فيديو للفكاهي مسرور المراكشي
0 كارثة التعليم التي تَتَهَدَّدُنا
0 اختفاء تلميذة بمراكش في ظروف غامضة
0 رسالة من حمار مغربي إلى حمار أوباما
0 عميد كلية العلوم والتقنيات بمراكش يسخر موارد الدولة لمصلحته الشخصية
0 تخــيل نفسك مدرسا على هذا الفصل(خبر بالصورة)
0 بيان استنكاري تضامني مع ذ. عويدات بسبب الإعتداء الشنيع لبذي تعرض له
0 الأمن المغربي يعتقل أصغر زعيم عصابة في العالم
0 أساتذة بمراكش يعلنون رفضهم استمرار إلزامهم بالساعات التضامنية


الراشدي عبد الرحيم
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية الراشدي عبد الرحيم

تاريخ التسجيل: 21 - 3 - 2009
السكن: نواحي وجدة
المشاركات: 118

الراشدي عبد الرحيم غير متواجد حالياً

نشاط [ الراشدي عبد الرحيم ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 22-03-2009, 23:31 المشاركة 2   

نحن اليوم أمام قضية ربما يعتبرها البعض منا ، سهلة، أو عادية، أو ربما لا يعطيها إهتمامه لأي سبب كان
القضية هي غياب الضمير وعدم الإحساس بالمسؤولية واللامبالاه عند البعض من الناس. لا أطيل عليكم القضية تتلخص فيما يلي:-
أستاذ يستهين بالمهنة ويتهاون في أداء واجبه ، فهو يؤدي وظيفته كعامل لأنه في نهاية الشهر يتقاضى راتبا شهريا
بكل اختصار ، يدخل الأستاذ الفصل يطلب منهم فتح الكتاب أمام الدرس الواجب شرحه من قبله،وفجأة يتناول جهازه النقال فيقوم باللعب به ، وإجراء بعض المحادثات والتحدث في مواضيع لا يجب التحدث فيها أصلا.
هنا يقوم الطلبة بالمشاغبة في الحصة ومنهم للأسف من يستمع اليه وهو يتحدث في الجهاز عن أمور قد تكون غير لائقة...
الذي يتبادر الى الأذهان هنا عدة أسئلة،،، منها
ما مصير هؤلاء الطلبة وهم لا يستفيدون من هذه المادة؟
ما موقف ادارة المدرسة من هذا الأستاذ؟
ما العقاب المناسب في نظر البعض منا لردع مثل هذه الفئات في المجتمع؟

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التي, التعميل, تَتَهَدَّدُنا, كارثة

« كيف سيكون ردك على هذا الإجــــــراء ؟؟؟؟؟؟ | تساؤل :هل تحب مهنة التدريس؟ »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماهي المدن التي بها مخيمات لاصحاب التعليم oum wiame سؤال وجواب , دفتر الاستفسارات العامة 3 27-06-2009 19:16
كارثة التعليم التي تَتَهَدَّدُنا آثار على الرمال دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 3 23-03-2009 10:59
الكتابات التي تستهدف رجل التعليم.. ahmida دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 10 31-01-2009 11:56
الكتابات التي تستهدف رجل التعليم.. ahmida دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 1 23-01-2009 06:39
كارثة يا إخواني كارثة ، انهيار عمارة بالقنيطرة ..... إنا لله وإنا إليه راجعون FLAMANT دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 42 17-01-2008 08:04


الساعة الآن 19:12


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة