أرى السفهاء يتكلمون والأغبياء يصفقون و النساء يحكمون وأشباه الرجال ينددون وفي غزة أطفال محاصرون ومن استأمناهم للآماناتهم تاركون حتى أصبح كل حقير ملعون يتكلم في شأن الناس ويلقي محضارات وعظات لأنه حامل لشهادات أخدها من جامعات الفسق في اختصاصات لم نسمع بها قط حتى أصبحنا نرى باحث في العيطة وفي شؤون الشيخات
نعم لقد تقدمنا خطوات إلى الوراء ونجتهد بغباء ونفرح بجهلنا ونحتفل بأمجادنا في الخيانة وعدم الوفاء فإن تمعنا النظر في واقعنا ووقفنا دقيقة لنرى ما تعج به الساحة اليوم من قضايا في مغربنا فسنجد أننا نهتم بالمرأة و بالقضية الأمازيغية
فالأولى تتمحور حول كيفية تحويل المرأة من ماسة يبذل الرجل من أجلها كل غال ونفيس إلى أداة يجربها كل حقير ومن مرأة ذات هوية و هيبة إلى غراب يريد تقليد مشية الحمامة فيا ليتها قلدت الحمامة عوض تقليد الغرب فأصبحت تلبس الماركات المقلدة و تضع الزينة الرخيصة التي تجعل منها حيوانا استعراضيا بكل معنى ماذا سأقول؟ لا حول ولا قوة إلا بالله
أما الثانية فأصبحت أخشى النقاش فيها لأني أصبحت أنعت بالعنصري لأني أقول لماذا كل هذه الهالة حول لهجة منقرضة؟ لماذا هذه التجمعات التي تتبنى القضية الأمازيغية ؟ لماذا نحاول تفرقة المغاربة و تصنيفهم إلى عرب و إلى أمازيغ ؟ أليس ما يحدث اليوم شبيه بما حدث في أيام الاستعمار بإصدار الظهير البربري ؟ و أي اضطهاد هذا الذي ذهب الأمازيغ يشكونه للصهاينة؟ ولماذا نريد جعل لهجة تكتب برموز لغة قومية ؟ ماهي الفائدة التي سنجنيها ؟ ففي الوقت الذي يتجه فيه الغرب نحو تعلم اللغة العربية نتجه نحن نحو تعلم لغة أحواش فاللغة الأمازيغية لا يمكن أن تكون في يوما من الأيام لغة رسمية ولا يمكنها أن تتخطى المداشر و أعالي الجبال ولو على جثتي على الأقل ...