10 – 11 أبريل 1979الإضراب الوطني الذي زعزع أركان البلاد : 780 رجل تعليم مطرود من عمله

[ابن خلدون]

10 – 11 أبريل الإضراب الوطني الذي زعزع أركان البلاد : 688 معتقلا – 230 حوكموا ما بين شهرين و سنتين نافذتين

780 رجل تعليم و 178 ممرض و أطباء طردوا من عملهم


المنارة الإخبارية - محمد عـبــيــد –إفران-: / البوابة المغربية الكبرى- وجدة البوابة

30 سنة مرت على الإضراب الوطني ليومي 10 و 11 ابريل 1979 الذي كان أن عدت إليه الكنفدرالية الديمقراطية للشغل.... (C.D.T ) خمسة أشهر فقط بعد تأسيسها دون أن تستطيع السنين محو جرح لم يندمل بعد من ذاكرة مناضلات و مناضلي الكنفدرالية...


كان يوم 26 نونبر 1978 ميلاد الكنفدرالية الديمقراطية للشغل : مركزية تقدمية جماهيرية ديمقراطية بدعم سياسي و مادي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.. يقول نوبير الأموي عن لحظة التأسيس هذه:

".... إن أخانا عبد الرحمان اليوسفي هو مؤسس الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ، و هو من اقترح على فقيدنا عبد الرحيم بوعبـيد اسم الكنفدرالية.."(خطاب الأموي بمناسبة الذكرى 20 للتأسيس).

و قد واكب مناخ التأسيس بداية تعمق أزمة اقتصادية و اجتماعية بالبلاد مع تضييق على مستوى الحريات العامة ، إضافة إلى التزوير الذي شاب انتخابات 1977 و المناخ العام الذي خيم على طروحات قضية وحدتنا الترابية و طبيعة العلاقات السياسية بين الاتحاد الاشتراكي و الحسن الثاني و بين (المعارضة) و الاستقلال (الحكومة).

كل هذه العوامل إلى جانب أخرى أجلت الإعلان عن التأسيس الذي كان قراره جاهزا منذ سنة 1975 ، السنة التي شهدت ميلاد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي كان يطمح إلى امتلاك قوة عمالية تشكل واجهة نضالية و قاعدة حزبية. و بعد الميلاد هبت رياح الأمل في صفوف الطبقة العاملة بعد سنوات من الركود الذي عرفه العمل النقابي فارتفعت وثيرة الانخراطات (150.000 منخرط) أربعة أشهر فقط عن الظهور اغلبهم منسحبون من الاتحاد المغربي للشغل .

أطلقت ك.د.ش .سلسلة من النضالات بحثا عن فتح حوار مع الحكومة كان أولها الإضراب التضامني مع القضية الفلسطينية (يوم الأرض 30 مارس 1979) إضراب لفت أنظار الحكم "لخطورة" المولود الجديد، إذ خلاله توفي التلميذ محمد كرينة (الشبيبة الاتحادية – أنزا – أكادير) بعد تعذيب تلقاه بمخافر الشرطة (جريدة المحرر 25 ابريل 1979). غير أن إضراب يومي 10/11 أبريل 1979 يعتبر الشرارة التي أوقدت عصا النظام لمتابعة مناضلي التعليم و الصحة و محاكمتهم بدعوى:" عرقلة حرية العمل"

إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بحجمها الطبيعي.

فكانت الحصيلة : 688 معتقل من بينهم 230 حوكموا بالسجن ( ما بين شهر و سنتين) و780 من الأساتذة و المعلمين و المدراء إلى جانب 178 من أطباء و ممرضين كلهم طردوا من عملهم فأصبحوا عرضة للضياع و التشريد و الإحباط لمدة فاقت السنة و النصف، كان أبرزهم مصطفى قسطال المعلم بابي الجعد و كاتب عام فرع النقابة الوطنية للتعليم بها الذي وضع حدا لحياته يوم الثلاثاء 8 ماي 1979 عن طريق تناوله مواد سامة احتجاجا على ما أصبحت عليه أحواله المادية و المعنوية بعد الطرد..

و بالرغم من أن الدستور المغربي ينص في فصله 14 ضمان حق الإضراب فان المحاكمات اعتمدت الظهير الذي استعملته فرنسا في المغرب للزج بالوطنيين إلى السجون و هو الظهير الذي كان مشهورا ب "ظهير كل ما من شأنه". لم يكن التعذيب الجسدي لمئات المناضلين كافيا بل تلاه التعذيب النفسي حيث المتابعات و ترصد المناضلين في كل حركاتهم و حيث الحرمان من الرواتب و هو الوضع الذي لم يستطع الكثيرون تحمله مما أدى إلى حالات طلاق و تشريد اسر بكاملها.

و اليوم، و بعد مرور 30 سنة على هذه الأحداث، نتساءل: - إلى أي حد أولت هيأة الإنصاف و المصالحة أهمية لهذه الانتهاكات لما كانت بصدد معالجة ملفات سنوات الرصاص؟ و هي التي عقدت جلسات استماع عمومية لضحايا الانتهاكات إذ كانت هيآت سياسية في موقع تدبير الشأن الوطني سباقة إلى الدفع بمناضليها لهذه الجلسات ، غير أننا لم نسمع عن ضحية واحدة للكنفدرالية!!! - لماذا لم يتبنى الأموي عن جدارة هذا الملف و يدافع عنه أمام الهيأة؟!

- لماذا لم تدرج ملفات هذه الانتهاكات ضمن ما ورثه المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان عن الهيأة على الأقل من اجل الإقرار الصريح و العلني بتعسفية الاعتقالات و تعويض الضحايا معنويا و ماديا عن ما لحقهم من طغيان؟

إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بحجمها الطبيعي.

* هل أرغمت ك.د.ش. على "طي صفحة الماضي" و لمصلحة من ؟ أما الضحايا – كل الضحايا- فلا زالوا يرددون ما كتبه الشاعر الراحل المناضل محمود درويش:

" في بلادنا.. و هي المثقلة كأجنحة القطا كتب مقدسة..وجرح في الهوية."

http://oujda-portail.net/ar/*******/view/1786/1/

[طارق بن زياد56]

لم ترغم ك.د.ش على طي صفحة الماضي ؟ بل ساهمت بدورها في طي هده الصفحة المظلمة من تاريخ البلاد ....؟ لا داعي لتقليب المواجع اخى ببن زيدون ؟