عند كل فصل شتاء مع ما يصاحبه من عواصف ثلجية و برد شديد تعيش عدة مناطق من المغرب في ظروف أقل ما يقال عنها انها كارثية.حيث يصبح الحديث عن العيش الكريم مجرد حلم يراودهم.يعيشون تحت حصار الظرف الطبيعية و حصار الاقصاء و التهميش الذي تمارسه الدولة ضدهم، حصار أسوء من حصار غزة فلا أنفاق لديهم للحصول على المواد الغذائية الضرورية ولا مساعدات خارجية تصلهم.
الموت في هذه المناطق يرافقهم طول اليوم ، فبمجرد استيقاظ الشخص يكون مضطرا للبحث عن حطب التدفئة في الغابة و هي رحلة لا تخلو من المخاطر و المتاعب، ثم عليه أن يبحث عن أعلاف الماشية التي ينقص عددها يوما بعد يوم بسسب البرد الشديد .
انه واقع محزن و مبكي يكشف مدى قيمة المواطن المغربي البسيط لدى المسؤولين و مدى استهزائهم و احتقارهم لمعاناته، و تؤكد مرة ان صناع القرار و الماسكين بزمام الأمور لم يتخلصوا من عقلية المغرب النافع و المغرب غير النافع رغم الشعارات الجوفاء التي نسمعها كل يوم من قبيل الحق و المساواة ، الديمقراطية و غيرها من الشعارات التي تتلاشى مع هبوب اول عاصفة ثلجية.
ما يحتاجه هؤلاء طريق لا يتربع الموت على عرشها و رفع الاقصاء و التهميش عنهم ، لا ان يبقوا مجرد كائنات بشرية تستغلها خفافيش الانتخابات لقضاء مآربها على حساب معاناتهم.