[IMG]http://www.egypt********net/Uploadedimage/NewsImg/22_01_09_11_45_1_20081227_1745.jpg[/IMG]
قالت صحيفة “هاآرتس” العبرية إنه مع عودة آخر جندي “إسرائيلي” من غزة، يمكن التأكيد على أن كل ما بذلته إسرائيل كان دون جدوى. وأن هذه الحرب انتهت بالفشل الذريع “لإسرائيل”.
وأضافت أن هذا يتجاوز الفشل الأخلاقي العميق، الذي يعد الأخطر في حد ذاته، فعدم القدرة على الوصول إلى أهدافها المعلنة، وبعبارة أخرى ، فإن ما كسبته إسرائيل في هذه الحرب هو قتل الآلاف من الأبرياء، نصفهم على الأقل من الأطفال، وتدمير المباني، بالإضافة إلى تلطيخ صورة “إسرائيل” أمام العالم.
وبالنظر إلى الهدف الأول من الحرب، وهو وضع حد لإطلاق صواريخ القسام، فلم تتوقف هذه الصواريخ حتى آخر يوم من الحرب، غير أنه تحقق بعد إعلان وقف إطلاق النار، كما يقدر مسئولون في وزارة الحرب “الإسرائيلية” أن حماس ما زالت تمتلك آلاف الصواريخ.
وبالنسبة للهدف الثاني من الحرب، وهو منع التهريب ، فلم يتحقق أيضا، حيث أوضح رئيس جهاز الأمن “الشين بيت” أن عملية التهريب ستعود كما كانت في غضون شهرين.
وقالت الصحيفة إن الجزء الأكبر من التهريب يهدف لتوفير الغذاء لعدد كبير من السكان المحاصرين، وليس للحصول على أسلحة.
وأوضحت أن قدرة إسرائيل على تحقيق الهدف الثالث هو أيضا مشكوك فيها،فالردع الذي من المفترض تحققه في حرب لبنان الثانية لم يكن له أي تأثير على حركة حماس ، وأن الذي من المفترض أنه تحقق الآن لن يعمل على نحو أفضل، فقد تواصلت عمليات إطلاق صواريخ متفرقة من قطاع غزة على مدى الأيام القليلة الماضية.
وأكدت الصحيفة العبرية أن الخطابات والقصائد التي يرددها المسئولين في وصف “الانتصار العسكري” لن تعمل على تغيير الواقع، فالطيارون كانوا في طلعات تدريبية، والقوات البرية شاركت في مناورات سيئة ورديئة.
وقالت إن وصف الجنرالات والمحللين لهذه العملية بأنها “تحقيق عسكري” لأمر يدعو الى السخرية.
وأضافت إن حماس لم تضعف، فالغالبية العظمى من مقاتليها لم تتضرر، والتأييد الشعبي لهذه المنظمة قد تزايد، مشيرة الى أن هذه الحرب كثفت عزيمة روح المقاومة وقدرتها على التحمل.
وأشارت إلى أن سكان غزة، الذين تحملوا هذه الضربة القاسية، لن يصبحوا أكثر اعتدالا بعد الآن، بل على العكس من ذلك، فالشعور بالكراهية والبغضاء ضد “إسرائيل” تنامى أكثر من ذي قبل.
وأوضحت أن تعاقب الفشل في هذه الحرب يشمل فشل سياسة الحصار، الذي تحققت إسرائيل من عدم فعاليتها، كما يشمل مقاطعة العالم، فأصبحت إسرائيل هي المحاصرة وحماس مازالت تحكم.
وخلصت الصحيفة العبرية إلى أن “إسرائيل” دولة خطرة وعنيفة، وتفتقد إلى جميع القيود الأخلاقية والشرعية، كما أن تجاهلها الصارخ لقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، ومع عدم الانصياع للقانون الدولي، فالتحقيقات ستأخذ مجراها.