الموظف .
مـا عـاد في أفواهنــــــا إلا الحديــث عن الرواتـبْ
فـي الدار والمقهـى وفـي غرف المـدارس و المكـاتـبْ
ليلا نهارا حيث أمستْ أفكارنــا مثــل الشــوائبْ
الأمس مثل غــد ويومي كالأمس مثل الثـلج ذائبْ
هذي حياتي صفحـــة عنوانها " تَعِسٌ و خائبْ"
فـي رحلـة قد سافرتْ بين المشقّــة و المتــاعبْ
***
كثر التســـاؤل بيننــــا هل من مغيث أو مجـاوبْ
ما دقّ بابــي سائـــــلا إلاّ مديـــن أو مطــالـــبْ
أسفـــا أقــول لزوجتـي قولي لهم :ما زال غائـبْ
قولي لهم:لا لــم يعــدْ ما ضرّني لـو كنت كاذبْ
فالفقــر ليــس بديننــا عيبـا ولا ذو الدَّيـن عائبْ
بئس الغـــلاء وعيشــة يجتاحهـا موج الضرائـبْ
فتــرى الموظـف تائهـا عن حاله والوجه شـاحبْ
في غفلــة... أو سطلـة إمّــا يجـادل أو يعاتـــبْ
حاجاتـــه لا تنتهـــي من واجب يتلــوه واجـبْ
وحسابه في البنــــــك مكــشـــوف على الأعيـان ســالبْ
يأتــــي إليــه بذلّـــة متــودّدا عنـد المحـاسبْ
ويعــود منــه مهـرولا مثل المطـارد و هو هــارب
***
ما لــي أرى أحوالنــا فيها الغرائـب والعجائـبْ
ما من منــاي لأقتنــي مـالا وأكتسب المكـاســبْ
لكنْ مناي بأن أعيــش مكرّمـــا لا كـالأرانــبْ!!
تحياتي