طرقات بلدي تعج بنفايات البشرية التي لفظها التاريخ المكتوب علينا...
طرقات بلدي تعج بأشباح, بأطياف, بعرائس من ورق النظافة تجوب النهار من صبحه إلى ليله إلى صبحه..الطبال و الرقاصة, العوانس والمومسات, الشحاذ والشاذ, المجنون والقرصان, المجذوب والصوفي والإرهابي,المتسول والمعاق,بائعو الأحلام والمصابون بالفصام وووووو............
مدن بلدي تزدحم بالبنيان المتألق والمتسلق واللائق وغير اللائق..قصور الأحلام فوق التلال تطل بظهورها على اقامات القصدير والعدم..العدم, أناس يبحثون, في كأس نبيذ رخيص, في لفافات حشيش مغشوش, في نفحة بيضاء وحقنة الإنقاذ من سنوات الضياع, يبحثون..عن شبر نظيف يسمونه وطنا ويركنون فيه....
كنا فيه أطفالا وأصبحنا رجالا وكهولا ولعبتهم التي أرادوها لعبتنا هي هي..لعبة الورق.
عشقنا صار غدرا وخيانة, وعودنا تملص وتنكر,غيرتنا قلة شهامة, وطنيتنا ذلة ومهانة, تجارنا لصوص العولمة يجيدون النصب والجزم,مناضلونا أبواق الدعاية..والخطب معروضة على الرصيف كالملابس البالية, كالخبز الحافي, كالكتب المتلاشية..كالأجساد العارية....
نقف في الطابور لنستمع إلى آخر أغنية
نقف في الطابور لنشاهد آخر لقطة, لنستمع لاثمان الطماطم والسردين, الدواء والألبسة, الماء والكهرباء..
نقف عاجزين أمام الشرطي والدر كي, موظف الجماعة وصاحب البيت, صاحب الدكان و...يتربصون بجيبنا المحتضن لدرهم آيل إلى السقوط.