اعلم وفقك الله لمراضيه، إنما سمي الشهر شهراً لاشتهاره، أي ظهوره برؤية الهلال، وإنما سمي رمضان، لأنهم سموا الشهور بالأزمنة التي وقعت فيها قديماً، وإن خالفتها الآن، فوافق ايام رمض الحر فسمي بذلك، والرمض شدة وقع الشمس على الرمل، والرمضاء هي الحجارة الحارة، والرمضاء أيضاً، الرمض وهو شدة الحر، ورمض الرجل: احترقت قدماه من شدة الحر .
( وقيل ): سمي رمضان، لإرتماضهم في حر الجوع، وقال ( ابن السكيت ): أنه مأخوذ من أرمضته، إذا جعلته بين حجرين أملسين، ثم دققته، لأن الصائم يجعل طبيعته بين حجري الجوع والعطش . ( وفي الحديث ) عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: سمي بذلك لنه يرمض الذنوب(1)، أي يحرقها ، وكان الصالحون يسمونه المضمار . ويجوز أن يكون وجه التسمية من باب أن رمضان من أسماء الله تعالى، حسبما ورد في الروايات كما نقله السيد الأجل ابن طاووس t في الإقبال .
شهر رمضان أول السنة
واعلم أن أول شهور السنة، هو شهر رمضان المبارك كما جاء في روايات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم الصلاة والسلام، فقد روى الشيخ الصدوق ( طاب رمسه ) في العيون والعلل عن الإمام الرضا u أن شهر رمضان هو رأس السنة(2) . وقال الشيخ الأكبر الطوسي ( روح الله روحه الزكية ) في المصباح: أن المشهور من روايات أصحابنا، أن شهر رمضان أول السنة، وإنما جُعل المحرم أول السنة اصطلاحاً، وعليه بُني سنو الهجرة (3). وروى الشيخ الصدوق t ........ ولعل شهر الصيام أول العام في عبادات الإسلام، والمحرم أول السنة في غير ذلك من التواريخ ومهام الأنام ...... الخ