إلى السيد المحترم عمر خطابي :
1- اتهمتني بمحاولة تشكيك الآخرين في البخاري ، النوايا لايعلمها إلا الله ، وأنا أوكلت أمري إليه.
|
بالله عليه ألست انت من كتب هذا الكلام في ردك الاول : تابع معي كلامك هذا الذي لونته بالأحمر كي يظهر أكثر :
كيف يجرؤ على فضحنا أمام العالمين فقط لكي لا يقرر بأن الحديث المعني حديث غير صحيح وأن البخاري قد أخطأ ؟
يعني تدعو إلى الحكم بضعف حديث من أحاديث البخاري الذي أجمعت الامة على صحته ... و هكذا نضعف كل حديث لا يوافق فهم العالمين أو فهم العلمانيين ... و متى كان التمسك بإجماع الأمة فضحا لنا و هل هناك فضح لنا أكثر من تهافتنا على إرضاء الغرب الصهيوني و لو بثمن التنازل عن ثوابتنا ..
أقول لك أجمعت الامة على صحة البخاري ، و أنت تقول البخاري قد يكون مخطئا : هل صحيح البخاري كتاب رأي و تحكيم عقل البخاري كي يخطئ فيه ... البخاري يا حبيبي كتاب توثيق صحيح مئة في المئة لأحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم ، منه تعلمنا الوضوء و الصلاة و أحكام العبادات و المعاملات بعد كتاب الله تعالى ..
2- ليس في الإسلام كهنوت ، بمعنى أننا لانحتاج إلى فقهاء وسطاء بيننا والخالق عز وجل ، فكل فقيه يعبر عن فهمه هو للإسلام وليس عن الإسلام ، إنه دين الجميع ..
|
نعم ليس في الإسلام كهنوت ، و لكن ليس فيه كذلك أن يفهمه كل واحد بفهمه الخاص ، هذا الفهم مضبوط بقواعد الشرع حبيبي ، و هذه القواعد لا يضبطها إلا العلماء و ما أدراك ما العلماء .. و شيخي و شيخك المغراوي إذا أفتى في فتوى أنظر في فتواه فإن كانت مما لم يخالفه فيه علماء الامة آخذ فتواه على العين و الرأس .. أما إن اختلف فيها العلماء فأحاول أن اجتهد و أقارن أدلته بادلة غيره فآخذ بفتوى من كانت أدلته أقوى ، و الأدلة لا تخرج عن الكتاب ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس بهذا الترتيب ثم الأدلة الشرعية الأخرى التي تجد تفصيلها في علم أصول الفقه ، و لا أعرف دليلا شرعيا منها اسمه : إرضاء بني علمان ..
3- البخاري بجلاله وقدره فهو ينتمي إلى سلالة بني البشر ،يعني من الممكن أن يخطئ ، هذه بديهية كالشمس في السماء ، إنه غير مقدس ، غير معصوم ، غير...لماذا تريده أن يكون كذلك ؟ لماذا تخلق معبودا آخر غير الله ؟ أكل هذه التنازلات فقط لاستمرار الترخيص بجواز الزواج ببنت التسع ؟
إنها الوهابية ، احذرها يا أستاذ .
|
البخاري يخطئ نعم ، و لكن لا نجد في صحيح البخاري أقوال البخاري او اجتهاداته بل لا نجد فيه إلا أحاديث من كلام سيدي و سيدك رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى .. هذا اولا أما ثانيا : إن كنت تقصد خطا البخاري في اعتبار بعض الاحاديث صحيحة فهذا مما لا يتصور أبدا في كتاب ضبط من أوله إلى آخره رواية و سندا و متنا و اداء و ترجيحا .. و حتى لو فرضنا أن فيه أحاديث ضعيفة فلن تنتظر الامة إلى القرن الواحد العشرين الميلادي كي تخبرها بذلك يا شيخنا الإمام .. بل للامة علماؤها الذين لا يدعزن كبيرة و لا صغيرة إلا محصوها و دققوا النظر فيها فإن كانت صحيحة قبلوها و إلا ردوها وبينوا الحق فيها..
و لكي تكون موضوعيا أرجو أن تبحث في صحة الحديث الذي تقصده بصحيح البخاري و تنظر إلى رواياته الكثيرة و تعليقات المحدثين والحفاظ عنه .. ثم احكم بنفسك على صحة الحديث .. سيكون هذا أفضل لك من إطلاق الكلام على عواهنه و إرهاق الإخوة معك برد بضاعتك الفاسدة إليك ..
اما الوهابية فكيفما كانت فهي انقى و أرقى و أنبل من العلمانية و الأفكار اللادينية ..