معذرة لم اتمم كلامي بخصوص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ،وذلك
بسبب انقطاع الاتصال .
هناك قولان :
القول الأول
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أصدر أحكاما تعارض القرآن كمنعه
المؤلفة قلوبهم من العطايا ، أو بعبارة أخرى أنه حكم بغير ما أنزل الله وهذا يعني
أن الآيات الكريمة تشمله قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون} (المائدة:44)وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الظالمون}(المائدة:45) وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الفاسقون}(المائدة:46).
والقائل بهذا القول نقله من كتب الرافضة ناسيا أو متناسيا أن الخوارج كفروا عليا
رضي الله عنه وأرضاه بدعوى أنه عارض أحكام القرآن الكريم مستندين على
قراءة سطحية لآياته، ومتجاوزين قول الله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم
لاتعلمون" ، ولهذا السبب وأسباب أخرى تجد الرافضة يكفرون عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وأرضاه بل والصحابة جميعهم إلا ستة ويتقربون لله بلعنهم كما
يفعل هذا الرافضي الخبيث هنا
http://www.************/vb/showpost.p...95&postcount=7
القول الثاني
وهو قول علماء أهل السنة والجماعة - وهو الذي يهمنا إذ أننا نتقرب
إلى الله على مذهب أهل السنة والجماعة وليس على مذهب ابن سبأ اليهودي
وابن العلقمي الباطني الخبيث - وهو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
كان يرى أن المؤلفة قلوبهم مرتبطة بتأليف القلب لتقوية شوكة المسلمين أما و
أن شوكة المسلمين قد قويت فلا وجود للمؤلفة قلوبهم حتى يعطيهم واجتهاده
هذا رضي الله عنه من قبيل الاجتهاد الذي ذكره الدكتور عمر سليمان الأشقر في
كتابه (تاريخ الفقه الإسلامي)، وهو في معرض حديثه عن اجتهاد الصحابة:
واجتهدوا في فهم النص، فقد أمرهم الرسول بالتوجه إلي بني قريظة بعد معركة
الخندق، وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني
قريظة فلما كانوا في الطريق حضر وقت العصر.فقال بعضهم: يجب أن نصليها
في وقتها، لأن الذي أراده منا الرسول سرعة النهوض إلي بني قريظة، ولم يرد
منا تأخير الصلاة.وقال فريق آخر: لا نصليها إلا عندما نصل إلي بني قريظة، لأن الرسول أمرنا بذلك.ففريق نظر إلي المعني، وفريق نظر إلي اللفظ، ولم يخطئ
الرسول واحدا من الفريقين ، انتهى كما أن اجتهاده رضي الله عنه ليس اتباعا
للهوى أو مصالح شخصية أو أجنبية ولكنه الاجتهاد الذي قال فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما جاءفي الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا
اجتهد فأخطأ فله أجر" فتبين أن المجتهد مع خطئه له أجر، وذلك لأجل اجتهاده
وخطؤه مغفور له، لأن درك الصواب في جميع أعيان الأحكام إما متعذر أو متعسر
وقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقال تعالى:
{يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
وتجدر الإشارة أن هذا الاجتهاد لم بتفرد به عمر رضي الله عنه بل وافقه عليه
كثيرون وخالفهم آخرون وقد نقل ذلك الطبري في تفسيره " ثم اختلف أهل العلم
في وجود المؤلفة اليوم وعدمها، وهل يعطى اليوم أحدٌ على التألف على الإسلام
من الصدقة؟فقال بعضهم: قد بطلت المؤلفة قلوبهم اليوم، ولا سهم لأحد في
الصدقة المفروضة إلا لذي حاجة إليها، وفي سبيل الله، أو لعامل عليها.
* ذكر من قال ذلك:
16853- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، عن أشعث، عن الحسن :والمؤلفة
قلوبهم)، قال: أما "المؤلفة قلوبهم" فليس اليوم.
16854- حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر
قال: لم يبق في الناس اليوم من المؤلفة قلوبهم، إنما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
16855- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا هشيم قال، حدثنا عبد الرحمن
بن يحيى، عن حبان بن أبي جبلة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه:
وأتاه عيينة بن حصن: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )، [سورة
الكهف: 29]، أي: ليس اليوم مؤلفة.
168856- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا مبارك، عن الحسن قال:
ليس اليوم مؤلفة.
16857- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر قال:
إنما كانت المؤلفة قلوبهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ولي أبو بكر رحمة
الله تعالى عليه، انقطعت الرشى.
* * *
وقال آخرون: "المؤلفة قلوبهم"، في كل زمان، وحقهم في الصدقات.
* ذكر من قال ذلك:
16858- حدثنا أحمد بن إ**** قال حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن جابر،
عن أبي جعفر قال: في الناس اليوم، المؤلفة قلوبهم.
16859- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر،
مثله.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي: أن الله جعل الصدقة في معنيين
أحدهما: سدُّ خَلَّة المسلمين، والآخر: معونة الإسلام وتقويته. فما كان في معونة الإسلام
وتقوية أسبابه، فإنه يُعطاه الغني والفقير، لأنه لا يعطاه من يعطاه بالحاجة منه إليه،
وإنما يعطاه معونةً للدين. وذلك كما يعطى الذي يُعطاه بال**** في سبيل الله، فإنه يعطى
ذلك غنيًّا كان أو فقيرًا، للغزو، لا لسدّ خلته. وكذلك المؤلفة قلوبهم، يعطون ذلك وإن
كانوا أغنياء، استصلاحًا بإعطائهموه أمرَ الإسلام وطلبَ تقويته وتأييده. وقد أعطى
النبي صلى الله عليه وسلم من أعطى من المؤلفة قلوبهم، بعد أن فتح الله عليه الفتوح،
وفشا الإسلام وعز أهله. فلا حجة لمحتجّ بأن يقول: "لا يتألف اليوم على الإسلام أحد،
لامتناع أهله بكثرة العدد ممن أرادهم"، وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم من أعطى
منهم في الحال التي وصفت." انتهى
لاحظ أخي أنه رغم اختلاف العلماء في المسألة لم ينعت أحد منهم الآخر بأنه عارض
نص القرآن الكريم ، فمن أصاب له أجران ومن أخطأ فله أجر .
وفي الختام:
لنفترض أنفسنا أننا على الحياد ، فأي القولين هو الأصح والأليق بعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال الله تعالى :" ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ))
ولننظر ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمر بن الخطاب رضي الله عنه
،ففي صحيح مسلم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "قد كان
في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر" قال ابن وهب تفسير محدثون
ملهمون.
وروى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنه قد كان فيما
مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب"
وفي لفظ للبخاري: "لقد كانفيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن
يكونوا أنبياء فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر".
وفي الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم إذ رأيت
قدحا أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى أني لأرى الري يخرج من أظفاري ثم أعطيت
فضلى عمر بن الخطاب" قالوا فما أولته يا رسول الله قال: "العلم".
وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم
رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك
ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره" قالوا ما أولت ذلك يا رسول الله قال:
"الدين".
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال قال عمر: "وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم وفي
الحجاب وفي أسارى بدر".
وللبخاري عن أنس قال قال عمر: "وافقت ربي في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت
يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ
مُصَلّىً} سورة البقرة وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات
المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم
بعض أزواجه فدخلت عليهم فقلت إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله خيرا منكن حتى أتت
إحدى نسائه فقالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى
تعظهن أنت فأنزل الله {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} الآية سورة
التحريم